موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٣

تقادم قائين وهابيل

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
تقادم قائين وهابيل

تقادم قائين وهابيل

 

قال يهوى لآدم وحواء

 

أُنْموا واكثُرا واملآا المعمورةَ لَكُما بالبنين

فكانَ قائينُ وهابيلُ هُما باكورةَ المولودين

 

قائينُ أَحَبَّ الفِلاحةَ طِفْلاً لأنَّهُ مِنَ التراب

أمّا هابيلُ فاختارَ المواشي بِمَقامِ الأحباب

 

مِنْ طُفولَتْهِما عرَفا عيدَ الشُّكْرِ لله والقربان

قائينُ قدَّم زُؤاناً أمّا هابيلُ فأحسنَ الخـرفان

 

قالتِ التّوراةُ: نظَرَ الرّبُّ إلى هابيلَ وتقدمتِه

أمّا لتقدمةِ قائينَ فَلَمْ يَنْظُرْ فما هيَ مِنْ قـيمتِه

 

لذا غَضِبَ قائينُ على هابيلَ لأنَّهُ يهواهُ أرضى

رافَقَ قائينُ هابيلَ إلى الحقلِ فقتلهُ لَمَّا بِهِ اختلى

 

ناداه يهوى مُستفسراً قائينُ! أينَ أخوكَ هابيل

قالَ: هلْ أنا الرّاعي لهابيلَ إنّهُ ليس لي عميل

 

قائينُ! ماذا صنعتَ؟ ها دمُ أخيكَ عندي قد وصل

ملعونَةٌ الأرضُ الّتي شَرِبَتْ دَمَهُ مُشينٌ ذا العمل

 

بِعَرَقِ جَبينِكَ تأكُلُ خُبزكَ إذا ما الأرضُ أثْمَرت

وكلَّ حَياتِكَ مَشرَّداً تَعيشُ نِعْمَتي فيكَ ما نجحت

 

وكلُّ مَنْ لاقاكَ يَعْرِفُ مِنْ جبينِكَ أَنَّكَ قاتِلُ أخيك

فَلِئَلا يَقْتُلْكَ أَمْحو العلامَةَ لعَيْنَيْهِ الّتي مِنْهُ تحميك

 

عندَها اختارَ قائينُ منفىً فيْ أَرْضٍ بعيدةٍ هِيَ عدن

هُناكَ ازدادَ نسلُهُ ورويدا رويدا فُسْقُهُمْ خُفْيَةً وعلن

 

هذا منهُمُ يَسْرِقُ وذاكَ يكذِبُ وذاكَ يحلو لهُ الفجور

كُلٌّ على هواهُ ولا أُحَدٌ يَفْطَنُ أنَّ الشّرَّ بينهُمْ غرور

 

لَمْ تنفَعْهُمْ إنذاراتٌ ولا نصائحُ الآباءِ كانَ لها مفعـول

فاحْتارَ الله بِهِمْ قبلَ أَنْ يُريهِمْ عَمَلاً قرَّرَهُ غيرُ معقول