النبأ بخراب سدوم وعمورة

 

يتابع الأب منويل بدر سرد أسفار التكوين شعرًا، متناولاً اليوم خراب سدوم وعمورة (تك 18 و19)

 

 

وَفِي الوَداعِ قالَ الرَّبُّ لإِبراهيمَ سَتَكونُ أباً لأُمَمٍ عديدة

تَتَبارَكُ بِها كُلُّ شُعوبِ الأَرْضِ إِنْ عاشوا سِيرَةً حميدة

 

لَكِنْ تَعالَ وانْظُرْ فَأنا نازِلٌ إلى سدومَ وعمورَ لأدمِّرَهما

فَلَقَدْ بَلَغَني صُراخُهُمْ وَكَثُرَ فُسْقُهُمْ أمامِي فلا فائِدةَ منهما

 

فاعْتَرَضَ إبراهيمُ أَحَقّاً سَتُهْلِكُ البارَّ مَعِ الشِّرّيرِ يا رحيم

أَلا تَعْفيْ عَنْهُما حتّى ولو وُجِدَ خمسونَ فَقَطْ بَيْنَهُمْ حكيم

 

يا إِبراهيمُ لا يُوجَدُ خمسونَ فَأَنا نازِلٌ لِلْخرابِ والتّدمير

يهواهُ وَلَوْ كانَ فَقَطُ أربعونَ هَلْ سَتُهْلِكُ البارَّ مَعِ الشرير

 

لَكِنَّ هذا العَدَدَ غَيْرُ مَوجودٍ لِذا قَرَّرْتُ الخَرابَ والتّدمير

يهواهُ وَلَوْ كانَ فَقَطُ ثلاثونَ هَلْ سَتُهْلِكُ البارَّ مَعِ الشرير

 

لَكِنَّ هذا العَدَدَ غَيْرُ مَوجودٍ لِذا قَرَّرْتُ الخَرابَ والتّدمير

يهواهُ وَلَوْ كانَ فَقَطُ عِشرونَ هَلْ سَتُهْلِكُ البارَّ مَعِ الشرير

 

لَكِنَّ هذا العَدَدَ غَيْرُ مَوجودٍ لِذا قَرَّرْتُ الخَرابَ والتّدمير

يهواهُ وَلَوْ كانَ فَقَطْ عَشْرَةٌ فَهَلْ سَتُهْلِكُ البارَّ مَعِ الشرير

 

وحتّى هذا العَدَدُ غيرُ موجودٍ لِذا قَرَّرْتُ الخراب والتدمير

فعادَ إبراهيمُ إلى خَيْمَتِهِ حَزيناً لِما سَيَحِلُّ بابن أخيه الشهير

 

اثنانِ مِنَ الرِجالِ كانا للتّوِّ وَصَلا سدومَ مَشْياً لا على الحمير

لاقَاهُمُ لوطُ على مَدْخَلِ المدينَةِ فَخَرَّ ساجِداً ومهلّـلاً بالتعبـير

 

قالَ إنْ نِلْتُ حُظْوَةً في أَعْيُنِكُما فادْخُلا كُلا واشْرَبا في بيتي

بَعْدَها تُتابِعانِ الطَّريقَ إلى حيثُ تَقْصُدانِ فَبِكُما تَفْرَحُ مُقْلتي

 

قَبلا الدَّعْوّةَ فأَسْرَعَ لوطُ إلى زَوْجَتِهِ كَيْ تُعِدَّ لَهُمْا خُبْزاً ساخنا

أمّا هُوَ فأَسْرَعَ إلى أَبْقارِهِ في الحَقْلِ فاخْتارَ مِنْها عِجْلاً مُسمّنا

 

وفي المَساءِ تَجَمَّعَتْ جماهيرٌ بابَ بيتِ لوطَ يَطْلبونَ الضيوف

لِلْؤَدِ بِهِمْ حتّى بِنْتَيْهِ عَرَضَ عَلَيْهِمْ فَرَفَضوا فَكادَ يَسْتَلُّ السيوف

 

أمّا الرَّجُلانِ فأدْخلا لوطَ البَيْتَ فَنَجا والباقونَ أُصيبوا بالعمى

فَما وجدوا البابَ لِلْمَضَرَّةِ وللتّوِّ أَمَرا لوطَ أَنْ يَتَهيّأَ لأَمْرِ السما

 

للرّحِيلِ في الصّباحِ مِنْ هُنا مَعْ أَهْلِ بيتِهِ ونَسْلِهِ فيهوى كان َقرّرَ

أَنْ يُدمِّرَ سدوم َوعموره وما فيهِما فهذا أَمْرُ يهوى النِّهائي صدرَ

 

كي ينجو ومَنْ مَعْهُ حَذَّرَاه ألاّ يَنْظُرَ واحِدٌ إلى الخَلْفِ مِنَ الموكب

أمّا مقرُّ النَّجاةِ الآخيرِ فَبِطَلَبٍ مِنْ لوطَ صارَ مدينةَ صُوعَ المحبب

 

ما أَنْ تَعدُّوا الحُدودَ حتّى انْفَتَحَتِ الأرضُ بِبراكِينِها كِبْريتاً ونارا

أحْرَقَتِ اليابِسَ فالأَخْضَرَ فالْتَفَتَتِ امْرأةُ لوطَ لِتَرى ما خَلْفَها صار

 

فتحوَّلَتْ إِلى عامودِ مِلْحٍ نَراهُ حتّى في يومِنا عِنْدَ سَفْحِ جَبَلٍ قريب

وهُوَ عِبْرَةٌ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَعْتَبِرَ فَمَنْ يُخالِفُ أَوامِرَ الله لَهُ كذا نصيب

 

(أذيعت لأول مرة من راديو مريم، الأربعاء 15 آذار 2023)