موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٣٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤

الزعتر وفائدته للصحة

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
الزعتر وفائدته للصحة

الزعتر وفائدته للصحة

 

كأحد البهارات والتوابل المفضّلة والمفيدة لفاعليتها لا بد على كل مطبخ أن يحتوي على بهار الزعتر، فهو يُجمِّل طعم اللحوم والشوربة والصالصة وسلطة الخضار. وإلى جانب حاجته في المطبخ فهو ضروري أيضا لفوائده الصحيّة التي ينصح بها الطب، مثلا للاستنشاق أو شربه كالشاي عند الإصابة بالرشح مع تسكير الخياشيم الهوائية والتهاب الحلق. والطب يؤكد، أن الزعتر لفوائده هذه، معروف منذ القرون الوسطى كعلاج ضد الرشح والقحة. وهذه الحقيقة ثابتة إلى اليوم. لذلك فإننا نجد أن الزعتر ومشتقاته هي قسم مهم في خلطها مع كثير من الأدوية الطبيعية، لتخفيف القحة والذبحة الصدرية، إذ يخفف الزعتر التهابات السعال ويقمع المخاط الذي يسببه الرشح.

 

من أين يأتي الزعتر وما هو مصدره؟

 

الزعتر ينتمي إلى عائلة الورود المُزْهرة ومصدره هو محيط البحر المتوسط. يصل ارتفاع نبتته إلى حوالى 50 سم. قضبانه وورقه رمادي مغطاة بشعيرات قصيرة من لونه. أما لون ورده فهو أبيض قرنفلي أو بنفسجي باهت. وإلى جانب نبتة الزعتر الصحيحة هناك حوالى 200 نوع تنتمي إلى عائلة الزعتر، تختلف عن بعضها بشكل النمو والعلو ولون الورق. وهو لا ينمو في كل بلد. لذا ففي كثير من البلدان التي لا ينمو فيها الزعتر فإن كثيرين يزرعونه لفائدته كالورد في قواوير على الفيراندات. ولكن لنموه الناجح فهو يحتاج الشمس أو أماكن دافئة. أما التربة التي يُزرع فيها فيحب أن تكون بلا زبل وطبيعية وجافة وخالية من الكلس لا أرضا مائية.

 

نبتة الزعتر لا تحتاج إلى العناية الكثيرة وماءً قليلا. وهي تبقى خضراء حتى في فترة الجفاف فيمكننا إيجاد الزعتر الأخضر على مدار السنة. أما نضوجه واقتطافه فيدوم من أيار إلى أكتوبر، وله رائحته المُكثّفة ونكهته الخاصة به. أمّا مَن أراد أن يحتفظ به لمدة معينة ورقا، فيقدر أن يقصه ويربطه كضُمم ويعلّقها في مكان أمين لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع حتى تجف ثم يضعها في مرطبان مُغلق ويحتفظ بها في الثلاجة فيبقى طعم الزعتر طازجا

كأنه مقطوف من البستان.

 

بقى علينا أن نعرف مكوِّنات الزعتر ومفعوله: إن أهم ما في الزعتر هو رائحته العطرية الناجعة المطهِّرة، التي تمنع الالتهابات والبكتيريات من التوسع كما وتناوله يمنع التشنّج والمخاط ويخفف من القحة ويفتح الخياشيم ويمنع التهاب النزلة الصدرية ويطهّر القصبة الهوائية والسّعال. فتناول الزعتر على أنواعه مهم أثناء الرشح.

 

هذا وإنَّ الطب الطبيعي يستعمل الزعتر حتى في أوجاع وتلبكات المعدة وعدم الشهية للأكل وصعوبة جهاز الهضم، كذلك يُنصح بالزعتر المصنّع للاستحمام والإصابة بحكحكة الجلد. هذا وانتشار الزعتر في الطب كشراب أو نقط أو حبوب للمضغ أو للبلع فله فوائده، كما ولالتهابات الفم، مع التحذير إن كان سائلا عدم ملامسة العين لأنه يحرق.

 

أما استعماله في المطبخ فهو مرغوب ويحبّذ خلطه مع باقي البهارات والوصفات لذوقه اللذيذ. فقليلا منه مع البيتزا والسلطة مثلا يعطيها نكهة لذيذة خاصّة.

 

يمكن الحصول عليه من الصيدليات في باكيتات جاهزة لصنع الشاي، حيث تكفي معلقة شاي صغيرة في كأس يُصبُّ عليها الماء الساخن وتركها تنقع لمدة 5 دقائق، والأفضل في هذه الخمس دقائق أن يوضع غطاء على الكأس لئلا يتسرّب أثيره ورائحته. ولشربه يُحبَّذ وضع معلقة عسل بدل السكر خاصة عند التهاب الحلق، فيكون المفعول أنجع في التخلص من النخاع العالق في الأنف والحلق.

 

أما استعمال الزعتر في المطبخ، خاصة في المطاعم الشرقيّة فهو سائد ويُعد من الحوائج المهمة إذ يُعطي الطعام نكهة خاصة، خاصة للحم والسمك والخضار والسلطة ويساعد في تسهيل عملية الهضم.

 

نبتة الزعتر كالزهور المشهورة منها يُصنع مشروب ليكير الأعشاب الشافية ويعطي استعماله نكهة خاصة كباقي التوابل، خاصة المجفف فيمكن خلطه مع كثير من التوابل، لكن يجب الانتباه للكمية التي نخلطها منه مع باقي الحوائج، ويجب وضعه في بداية طهي الطعام، فيتوزع ذوقه في كل أجزاء الطبيخ.