موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٣ ابريل / نيسان ٢٠١٧

الجمعة العظيمة

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن

1. القبض على يسوع قَدْ حَانَتِ السَّاعةُ هَيَّا نَنْزِلُ إلى وادي قدرون حَيْثُ يَهوذا والْخَوَنةُ مَعَهُ بِنا فَوْراً سَيَلْحقون هُنَاكَ فـي بُسْتانِ الجسمانيَّةِ القريـبِ الهــادي إبْتَعدَّتَ عَنْهُمْ رَمْيَةَ حَجَرٍ ورُحْتَ أباكَ تُنادي الرُّوحُ مُسْتَعِدٌّ لَكِنَّ الْجسْمَ ضعيف ارْتَعدَّتَ إذْ رَأَيْتَ الْعَذابَ المُخيف مِنَ الحُزْنِ انْهالَ عَنْكَ عَرَقٌ كالدَّمِ الأَحْمر بِهِ غَسَلْتَ نَفْسَنا مِنْ إِثْمِها فَأَصْبَحَتْ كالقمر بَعْدَها جاءَ الْخائِنُ يهوذا قائِداً ودليل لِحُرَّاسٍ مِنَ الكهنةِ أغْروهُ بمالٍ قليل تَقدَّمَ خُطْوَةً إِلَيْكَ وَأَعْطاكَ قُبْلَةَ الخِيانة فَتَمَّتْ نُبُوَّتُكَ بـهِ حقّاً وَمَـات بِلا عناية 2. محاكمة بيلاطس كَبَّلوا يسوعَ واقْتادوهُ إلى بيلاطس الَّـذي افْتَكَرَهُ لِلْقَيْصَرِ أكْبرَ مُنافِس إِمْتَلَأَتِ الْقـاعَةُ بِالْأَعْداءِ لِحُضـورِ المُحاكَمَة كَثُرَتِ الشَّكاوي عَلَيْهِ لَكِنَّها ما كانَتْ مُلائِمَة قالَ بيلاطُسُ لا أجِدُ عَلَـْيهِ مُخالَفةً سِياسيّة إذْ كُلَّ ما قُلتُمْ وقدَّمْتُمْ هِيَ مُشاحناتٌ دينيّة خُذوهُ أَنْتُمْ إلى قَيافا، ذاكَ الشّيْخِ الجليل كانَ رَئِيسَ الْهَيْكَلِ ويَفْهَمُ بِكِتابِ الخليل! رَجَعوا مِنْ عِنْدِ قَيافا بِمَرْسومِ مَلِكْ أُقْتُلْهُ! إصْلِبْهُ وإلاّ كُلُّ الشَّعْبِ هَلِكْ 3. إلى الجلجلة والصّلب حَمَّلوهُ صَلِيباً ثَقيلا كَأَنَّه أَكْبَرُ المُجرِمين واقْتَادوهُ وعلى رَأْسِهِ إكليلُ شَوْكٍ مُهين كانوا جلدوهُ وأدْمُوا لَهُ رَأْسَهُ فخارَتْ قِواه وَقَعَ عَلى الطَّرِيق مِراراً فاسْتعانوا بسواه مـا أنْ وَصَلوا جَبَلِ الجُلْجُلَةِ العــالي حَتَّى سَمَّروهُ وَصَلَبوهُ لِلسَّبَبِ التّالي: كَتَبوهُ فَوْقَهُ: يسوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ اليهود هِيَ مُؤَامَرَةٌ مِنَ الرُّومانِ عليهِ بِلا شُهود إلـى جانِبِهِ صَلَبوا لِصّيْنِ يَمِـيناً ويسارا ثَبَتَ عَلَيْهِما اخْتِلاسٌ مارَسَاهُ كانَ عارا فِيْ غَمْرَةِ الْألَمِ صاحَ الشَّعْبُ: إِنْزِلْ عَـنِ الصّليب أَثْبِتْ لنا أَنَّكَ المُنْتَظَرُ فَنُؤْمِنَ بِكَ إِنْ أنْتَ تستجيب إِنْضَمَّ إِلَيْهِمْ لِصُّ الْيَسارِ صَـارِخاً لاعِناً عَلـى ربِّه نَعَمِ إنزِلْ وأَنْزِلْني مَعْكَ وَلْيَرْأَفْ أَبُوكَ بي وبشعبِه قالَ لِصُّ الْيَمِينِ أَلا تَخَافُ الله وَتَفْهَمَ لِمَ نَحْنُ صُلِبنا هذا بَرِيءٌ مِنْ تُهْمَتِهِمْ أمَّا نَحْنُ فَطَرِيقَ الشَّرِّ سَلَكْنا وَأَدَارَ رَأْسَهُ إلِـى يسوع مُسْتَسْمِحاً يَقولُ ارْأَفْ بي وَإِذا بيسوعَ يَقولُ لَهُ مُعَزِّياً: سَنَلْتَقي حالاً عِنْدَ أَبي 4. وأسلم الرّوح! بَعْدَ عَذابِ ثَلاثِ سَـاعَـاتٍ لا يُوصَف سَادَ فَجْأةً هُدؤٌ ما كانَ قَبْلاً قَدِ انْعَرَف فَانْشَقَّ حِجابُ الْهَيْكَلِ إلى إثْنَيْنِ والشَّمْسُ انْكَسَفَتْ والْأرضُ حَوْلَهُ تَزَلْزَلَتْ والصُّخـورُ بِـقُوّةٍ تَشَقَّقَتْ فَفَارَقَتْهُ الرُّوحُ وَعَادَتْ عِنْدَ أَبِيهِ فِي السَّماء تَكْفيراً عَنْ خَطايا الْعالَمِ فاللهُ أَرْحَمُ الرُّحَماء وَلَمَّا رأى قائِدُ الْمِئَةِ ما جَرى أَمامَ عينيه اهْتَزَّ فِيْ قَلْبِهِ فلانَتْ الأَرْضُ تَحْتَ قدميه صاحَ كَأَنَّهُ فِيْ هَذَيانٍ أَمَا هذا الْمائِتُ غريب إِنّيْ أُدْرِكُ أَنَّهُ بارٌّ لا إِثْمَ عَليهِ وَمَوْتُهُ عجيب فَقَرَعَ الصَّدْرَ تائِباُ لِفِعْلِهِ وَمَجَّدَ يَهْواهُ الجديد وَجَميعُ الْواقِفِينَ حَوْلَهُ مِنْ قَرِيبٍ وَمِنْ بعيد ارْتَمُوا عَلى وُجُوهِهِمْ تائبين قارِعِينَ الصُّدورَ فكيف لا يصيب سامع قصة الآلام ذا الشعور