البشارة والناصرة

البشارة عَلى يَدِ يُوحَنَّا انْتَهى الْعَهْدُ القديمُ مَعَ الذُّلْ لِيَبْدأَ العهدُ الجديـدُ بِبُشرى الخلاصِ لِلْكُلْ لمّا حانَ الزّمانُ لإِتْمامِ الوَعْدِ القديم تَحَرَّكَتِ السّماءُ بِعلامَةٍ مِنَ الرّحـيم كانَتْ عينُهُ وَقَعَتْ على بِنْتٍ في الجليل مِنَ النّاصِرَةِ تِلْكَ المدينةُ مَوْقِعُها جميل النّـــاصرة مَدينَةٌ صَغيرةٌ مَعْرُوفَةٌ حتّى قَبْلِ المسيح لَها تـاريـخٌ عَريـقٌ مَعْروفٌ كُلُّهُ صحيح يوسفُ ومريمُ سكنا طويلاً هـذهِ المَدينه بَعْدَ ما كانا مُرْتَبِطَيْنِ بِعَلاقَةِ حُبٍّ متينه يوسفُ كانُ المُعيلُ مُنهَمِكاً بوظيفةِ النِّجاره بَيْنَما غيرُهُ كانَ يُمارِسُ الفِلاحَةَ لا التِّجاره خَلْفَ الدُّكّانِ الصّغيرِ كانتْ مريمُ المخطوبه تُشِغِلُ وَقْتَها بالصَّلاةِ وَبِـالْخَدَمـاتِ المطلوبه فجأةً دَخَلَ عليها الملاكُ جِبريلُ مِنَ اللهِ مُرسَل حيّاها باسْمِها مريم السّلامُ عليكِ يا خيرَ النَّسِلْ! حــانَ الوقتُ ليُرسِلَ اللهُ لكُمْ مُخلِّصَ البشر فهلْ أنْتِ مستَعدّةٌ لِتَلِدي مَنْ سَيغْلِبُ الشّر؟ إرْتَبَكَتْ مِنْ هـذا الضَّيْفِ والسُّؤالِ المُحْرِجْ سأَلَتْهُ أَصادِقٌ أنتَ أمْ صاحبُ فِيلمٍ ومُخْرِجْ؟ قُلْ لي: كيفَ يكونُ ذلكَ وأنا لا أعرِفُ رَجُلا؟ قـالَ: أنتِ المحظوظَةُ دونَ غيرِكِ مِـنَ العُلى روحُ اللهِ ستحلُّ عليكِ فتُصْبِحـي بابْـنِهِ حُبْلى فما مِنْ مُستَحيلٍ عِنْدَ اللهِ وابنُ اللهِ هُوَ يُدْعى ولا مِنْ عـَارٍ على مُختارةِ اللهِ إنْ هِيَ قَبِلَتْ وآمَنَتْ بِما قُلتُ لها وبإرادَتِهِ طَوْعـاً عَمِلَتْ فهـا نَسِيبَتُكِ أليصابـاتُ المُسِنَّةُ ستُصبِحُ أمّا للنّبِيِّ الصّارِخِ في البرّيّةِ لِيُهيّءَ المَلى جَمّا فليسَ أمرٌ علـى الله القديـرِ يَبْدو مُستحيل إذْ يَجْعلُ العاقِرَ تَلِدُ ابناً فَهْوَ صديقٌ خليل فَرَفَعَتِ العينَ إلى العُلى مُعلِنةً: آمنتُ بِما تقولْ فأنا أَمَةُ الرّبِّ ومـا عليَّ إلاّ بِـهِ العَمَلَ والقُبولْ