موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الجمعة، ٢٢ فبراير / شباط ٢٠١٩
مجلس أوقاف القدس

حمادة فراعنة :

قرار تشكيل مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس يوم 14 شباط، وتوسيعه، قرار سياسي وطني قومي بامتياز، خاصة وأن عضويته اقتصرت على أهالي وشخصيات وذوات مقدسية، يمتلكون الحضور اليومي في تفاصيل حياة أهلها، وينغمسون مع معاناتهم، ومسامات كفاحهم المتواصل بلا تردد في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأجهزته ومستوطنيه الأجانب، والتصدي لإجراءات تغيير معالم القدس الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية، وفرض التهويد التعسفي والأسرلة لمقدساتها.

قرار تشكيل مجلس الأوقاف الإسلامية للقدس، تم لعدة أسباب:

أولاً تنفيذاً للاتفاق الأردني الفلسطيني الذي وقعه جلالة الملك مع الرئيس الفلسطيني يوم 31 أذار 2013، والمتضمن تأكيد ومواصلة الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فتم التشكيل إنعكاساً لهذا الاتفاق والتفاهم.

ثانياً : قرار التشكيل والتوسيع يعود لأهمية تماسك الجبهة المقدسية في مواجهة اشتداد الحملة الاحتلالية الاستعمارية على القدس وحرمها القدسي الشريف من قبل المستوطنين المستعمرين ورجال الدين المتشددين اليهود الذين يعملون على فرض التقاسم الوظيفي المكاني والزماني على المسجد الأقصى وحرمه الشريف كما سبق وفعلوا بالمسجد الإبراهيمي في الخليل.

ثالثاً: إنعكاساً للتجارب الكفاحية لأهل القدس الذين نجحوا في إحباط العديد من هجمات حكومة المستعمرة الإسرائيلية وخاصة في شهر تموز 2017، حينما أحبط أهل القدس وبسالتهم إجراءات نتنياهو وتم إرغامه على إزالة البوابات الإلكترونية والجسور الحديدية والكاميرات الذكية، وكذلك في شهر شباط 2018، حينما أحبطت الكنائس المسيحية وفي طليعتها كنيسة القيامة تطاول حكومة المستعمرة على أملاك الكنائس وفرض الضرائب غير الشرعية على ممتلكاتها، وأخيراً إحباط إغلاق باب الرحمة بالسلاسل.

رابعاً : زيادة الهجمة الإسرائيلية تتطلب توسيع قاعدة المشاركة، فكان التمثيل والتوسيع وإعادة التشكيل ليكون مجلس الأوقاف بمثابة الإدارة والقيادة والبرمجة لفعاليات القدس ومرجعية لها؛ ما يوفر أوسع تنسيق، واتخاذ القرارات الأكثر صواباً اعتماداً على تماسك جبهة القدس الداخلية، وتوفير الروافع المحلية عبر توحيد جهود المسلمين والمسيحيين والدروز، ومن فلسطينيي مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة الذين تتوفر لهم الإمكانية والفرصة لدخول القدس، وذلك عبر مجلس أوقاف القدس، باعتباره الإطار القانوني والإداري والتمثيلي للقدس ومقدساتها وفعاليتها.

مجلس أوقاف القدس يحتاج لبرنامج تحرك على المستويات العربية والإسلامية والمسيحية والدولية لحشد أكبر تضامن وإسناد من قبل فعاليات المجتمع الدولي سياسياً ودينياً لفضح وكشف مخططات التطاول على مسجد إسلامي مقدس باعتباره أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ولا يجوز المساس بقدسيته الإسلامية كما هي الكنيسة للمسيحيين والكنيس لليهود، وبامتلاكه لمصداقية التمثيل يمكنه أن يحظى بمكانة يُسمع لها عربياً وإسلامياً ومسيحياً ودولياً، كي تتوفر للمجلس إمكانات الدعم المطلوب.

(الدستور الأردنية)