موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
صلاة مسكونية لأجل تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى
تقرير: أبونا وإعلام البطريركية ، تصوير: ستيفان شاني :

ترأس البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو صلاة مسكونية لأجل تحرير الموصل وبلدات سهل نينوى، وأن يعم السلام والأمان في العراق، وذلك مساء أمس الثلاثاء، في كنيسة العذراء أم المعونة الدائمة، في بلدة عنكاوا، وقد أعلن عن نية الكنيسة إعلان عام 2017 عامًا من أجل السلام في العراق.

وقال البطريرك ساكو في كلمته: "صلاتنا هذا المساء صرخة إنسانية ووطنية نوجهها من إلى كلّ عراقي ليختار بصدق طريق المحبة والأخوة والسلام. في نيتي إعلان سنة 2017 سنة للسلام في العراق، لإقامة صلوات مشتركة وتنظيم حوارات وورشات عمل ونشاطات متنوعة من اجل إشاعة ثقافة السلام والعيش المشترك"، مشددًا على النخب الفكرية والاجتماعية والسياسية والدينية "تشكيل لجنة عليا مشتركة للتفكير الجاد والمسؤول في رسم مستقبل محافظة الموصل ما بعد داعش، ومناقشته مع الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتحقيق حياة أفضل لأبناء المحافظة".

أضاف: "نحن المسيحيون جزء أصيل ومهم من النسيج العراقي. إننا نعتز بعراقيتنا ومسيحيتنا، وهي ثاني أكبر الديانات فيها من بعد الإسلام. وأن الموصل سكنها مسيحيون موصليون عريقون قبل مجي الإسلام وبقوا فيها وتعايشوا معهم جنبًا إلى جنب وأعطوا لمدينتهم الكثير، ولا يمكن شطب وجودهم وتاريخهم. وأن المدينة محاطة بسلسة من بلدات مسيحية بالكامل وهي اليوم خالية تمامًا من سكانها المسيحيين الذين هجروا قسرًا من قبل داعش، وتعرضوا إلى سرقة حتى مستمسكاتهم الثبوتية. إن المسيحيين العراقيين يحتاجون الى الاحتضان وصيانة حقوقهم وحرياتهم وضمان حمايتهم بالأفعال وليس بالخطابات لإبقائهم على أرضهم وعدم دفعهم إلى الهجرة. لا بدّ من التعاطي معهم ومع المكونات الأخرى بواقعية وحزم وإيجاد مخرج سليم ودائم لوضعهم، وهذا يصب في المصلحة العامة نظرًا الى كفاءتهم واخلاصهم ونزاهتهم وانفتاحهم".

تابع: "بعد كل هذه التجارب المريرة، لقد حان الوقت ليتعلم العراقيون الدرس وأن يفكروا ببناء دولة تقوم على أسس ومبادئ صحيحة، دولة مواطنة، تحافظ على حقوق المواطنين وحريتهم وكرامتهم، دولة تحميهم بغض النظر عن انتماءاتهم القومية والفكرية والدينية، دولة تطبق القانون والدستور. دولة تحترم الدين لأنه يبني الأخلاق ولا تسعى لتسيسه وتشويهه لأغراضها. إن الدين يعرض ولا يفرض، لا إكراه في الدين، أتمنى أن يفهم ذلك جيدًا أعضاء مجلس النواب العراقي، دولة هي هوية المواطنين ومظلتهم الجامعة، دولة يفتخر مواطنوها بانتمائهم إلى ترابها وتراثها وتاريخها وفضاءاتها الجميلة، ويعبرون عن سعادتهم في البقاء فيها ولا يريدون استبدالها أبدًا".

وختم البطريرك الكلداني كلمته بالقول: "هذه لحظة تاريخية مصيرية لا ينبغي تفويتها! وعلى الرغم من المحنة القاسية التي نعيشها، نبقى متمسكين بالأمل بمستقبل أفضل. من أجل كل هذه النيات نرفع صلاتنا هذا المساء وسنستمر في الصلاة إلى النهاية السعيدة".