موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ١٩ ابريل / نيسان ٢٠١٥
يسوع هو كل الحياة

المطران جورج خضر :

مرة لما كنتُ طالب لاهوت في باريس ذهبت الى ابي الروحي وشكوت له اتعابي. قال لي: يا فلان لماذا انت حزين؟ انسيت ان المسيح قام؟.

معنى ذلك ان المسيح يسود كل حياتنا الشخصية وحياتنا في العالم. واننا لا نستبقي قيامته في الكنيسة المحدودة بحجارتها. المسيح حي اي انه يحيينا. يقيم كلاً منا من شقائه من حزنه. المسيح يدخل الى القلب الحزين. وليس فقط هو بين جدران الكنيسة.

اذا اقتنعنا حقا ان يسوع هو كل الحياة لا نحزن. اجترأ لاقول انكم لا تموتون. تموتون في الظاهر في الجسد. لكنكم حييتم الى الابد لكونه حي.

كان الفيلسوف نيتشه يقول أروني انكم احياء لاؤمن بمسيحكم. اروني انكم مخلَّصون لاؤمن بمخلصكم. انتم لستم محتاجين الى ان تبشروا بالكلام. هذا واجب. لكن المطلوب ان نبشر بحياة جديدة في كل منا. الواقع تحت وطأة احزانه لا يستطيع ان يبشر. المقيم في خطيئته لا يبشر. التائب وحده يبشر لانه حي.

اتمنى على اخوتي الارثوذكسيين الا ينحصر فرحهم بطقوسهم. هم لا يملكون هذه الطقوس. اذا لم تتحول فينا الى حياة جديدة لكل منا ومجددة منا لكل الناس، لسنا على شيء.

انا يزعجني احيانا ان ابناء كنيستنا يتغنون بجمال طقوسهم. لكن بعضا منهم ليسوا باحياء. تراتيل فقط. هذه ان لم تتحول حياة جديدة مقيمة لكل منا من اتعابه ليست بشيء. لنذهب جميعا الى حياة جديدة غالبة لاحزاننا في العائلة وفي الوطن وفي امورنا الخاصة. من لا يؤمن بان المسيح حي الان وليس فقط قبل الفي سنة، ومن لا يؤمن بانه يحيه شخصيا مع عائلته واولاده، هذا يكون قد قال ان المسيح ورد ذكره في الكتب. المسيح ليس في الكتب. هو في افعالكم في قلوبكم في عيونكم. ان لم تتقبلوا هذا، يكون انسانا مات منذ الفي سنة. المسيح حي. افهموا ذلك. تعمقوا في ذلك. عيشوا من ذلك. تكون لكم الحياة.

اعتقادي الراسخ ان المسيحيين ليسوا فاعلين في هذه البلاد بما هو الكفاية. لانهم لا يؤمنون. يرتلون. خاصة الارثوذكس يحبون الترتيل. هل يريد الترتيل؟ يريد ترتيلا لكي تسروا. لكنه يريد الترتيل لكي تعيشوا بافعالكم وليس بفكركم، في كل حياتكم، في كل ايامكم. ان لم نصل الى هذا لسنا على شيء. نحن طائفة تتغنى بتراتيلها. لكن هذا لا يكفي. ينبغي ان يكون المسيح حيا في كل منا، مغيرا لاعماله ولافكاره مجددا له.

ان لم نجعل المسيح كل حياتنا لسنا على شيء والبلاد لا تحيا. هي بالدرجة الاولى تحيا بالمؤمنين بيسوع. انتم لستم على شيء ان لم تعطوا يسوع للناس. وهذا يكون بحياتكم بسلوككم بطهارتكم. لم ار كثيرا من المسيحيين بؤمنون بالطهارة الحقيقية الكاملة المتحكمة في سلوكهم. يحكون فقط بالمبادئ العليا.

عند نشأة المسيحية عندما انتشرت في العالم الوثني كان المسيحيون قلة. وكان الوثنيون يقولون فيما بينهم انظروا كم هؤلاء يحبون بعضهم بعضا. اذا جاء واحد الى هذا البلد هنا من خارج وراى المسيحيين. هل يقدر ان يقول هذا الكلام: انظروا كم هؤلاء يحبون بعضهم بعضا. اذا لم نعمل هكذا، نظل طائفة. لا نكون كنيسة. طائفة اي مجموعة بشر سوسيولوجية معدودة بالنظام اللبناني. ان لم نصبح كنيسة الله حقا نيرة منورِة غالبة للتاريخ. ينتعش الناس بها. يجنون بالمسيحية. نكون طائفة فقط في سجل النفوس. لكن الدعوة لكل منا ان يصبح انسانا عظيما بالمسيح يسوع.