موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٢٠ أغسطس / آب ٢٠١٦
وجه الطفل الحلبي عمران.. الوجه الحقيقي للحرب والأزمة السورية

حلب - وكالات :

صدمت صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار، الملايين حول العالم، في وقت لا يزال أيضًا آلاف الأطفال الآخرين عالقون في دوامة الحرب في سوريا، تروعهم الغارات أو ينتظرهم الموت جوعًا في المدن المحاصرة.

وتصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر أربع سنوات الصفحات الأولى في الصحف العالمية ومقدمات نشرات الأخبار وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، في وقت اعتبر فيه المصور محمد رسلان أبو شيخ أن الطفل "يلخص معاناة الأطفال في حلب الذين يتعرّضون يوميًا للقصف حتى وهم داخل منازلهم".

وظهر الطفل عمران بعد دقائق من نجاته من غارة استهدفت منزله في حي القاطرجي الواقع تحت سيطرة الفصائل المعارضة، يجلس على مقعد داخل سيارة إسعاف يرتدي سروالاً قصيرًا والغبار يغطي جسده. ويبدو الطفل مذهولاً ولا ينطق بكلمة، يمسح بيده الدماء التي سالت من وجهه، ثم يعاينها بهدوء قبل أن يمسحها بالمقعد، من دون أن يبدي أي ردة فعل.

وكان المصور الفوتوغرافي قريبًا من الحي حيث يقطن عمران مع عائلته في الطابق الأول من أحد المباني، حين تعرض لغارة جوية. ويوضح "كانت الساعة قرابة السابعة والربع حين سمعت دوي غارة، وتوجهت فورًا إلى مكان القصف".. "كان الظلام قد حل لكنني رأيت مبنى تدمر بالكامل، وقربه مبنى آخر مدمر جزئيًا" في إشارة إلى المبنى حيث منزل عائلة عمران.

ويضيف "كان علينا تخطي ثلاث جثث مع مسعفي الدفاع المدني قبل دخول المبنى، أردنا الصعود إلى الطابق الأول لكن الدرج انهار تمامًا". وإزاء ذلك، اضطروا للتوجه إلى مبنى ملاصق "وسحب أفراد عائلة عمران الواحد تلو الآخر من شرفة لشرفة"، حيث انتشل المسعفون في بادئ الأمر عمران ثم شقيقه (5 سنوات) وشقيقتيه (8 و11 عامًا) وبعدها الأب والأم، وجميعهم أحياء.

ويتابع رسلان "عندما وضعوا عمران داخل سيارة الإسعاف، كانت الإنارة جيدة واستطعت التقاط الصور". ويوضح أن الطفل كان "تحت هول الصدمة لأن حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته"، لافتًا إلى أن والده، وبعد إنقاذه رفض التقاط الصور، أو الكشف عن شهرة العائلة. وبحسب رسلان، فإن "هذا الطفل كما سائر أطفال سوريا هم رمز للبراءة ولا علاقة لهم بالحرب".

وترى المتحدثة الإعلامية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جولييت توما أن صورة عمران هي "تذكير بهول الحرب وتأثيرها الوحشي على الأطفال"، وتضيف "يجب أن تهز هذه الصورة ضمائر العالم".

في حين يقول طبيب يمارس عمله في الأحياء الشرقية: "حالة عمران ليست نادرة، نرى يوميًا عشرات الحالات المماثلة، وغالبًا ما تكون الإصابات أكبر". وعلى رغم الضجة التي أثارتها الصورة يعرب الطبيب عن اقتناعه بأنها لن تغير شيئًا، بالقول: "يشاهد العالم يوميًا عبر يوتيوب أطفالاً يموتون جراء القصف أو يتم إنقاذهم من تحت الأنقاض، لكن أحدًا لا يتحرك، فقط مجرد كلام بكلام".