موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٢ ابريل / نيسان ٢٠٢١
"هاءنذا معكم طوال الأيام".. موضوع اليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين
سيُحتفل به في 25 تموز القادم

فاتيكان نيوز :

 

اختار قداسة البابا فرنسيس "هاءنذا معكم طوال الأيام" موضوع اليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين والذي سيُحتفل به في 25 تموز القادم. اختيار يلفت الانتباه إلى الحوار بين الأجيال، وأيضًا لارتباطه بنقل الإيمان. ويتميز هذا الاختيار اليوم بأهمية خاصة في زمن الوباء والذي وضع حدودًا على لقاء الأشخاص وذلك لحماية مَن هم في أوضاع ضعف مثل المسنين.

 

وأشارت نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة، السيدة غابريلا غامبينو، لموقع فاتيكان نيوز، إلى أن هذا الاختيار هو تعبير عن قرب الرب وقرب الكنيسة من الأجداد والمسنين. وأضافت أن "هاءنذا معكم طوال الأيام" هو تعبير نود جميعًا أن نسمعه من الرب في قلوبنا في كل اللحظات الصعبة في حياتنا، وبشكل أكبر مع تقدم العمر.

 

وحول معنى هذا الاختيار فيما يتعلق بالحوار بين الأجيال، بين المسنين والشباب، قالت: إن هذه هي الرسالة التي يمكن للأجداد أن يوجهوها إلى الشباب إذا أخذنا بعين الاعتبار رسالة الكرازة وإعلان الإيمان التي هي رسالة الأجداد تجاه الشباب، وهذا جانب يلح عليه كثيرًا البابا فرنسيس. وهذه هي أيضًا الرسالة التي يمكن أن يقدمها الشباب إلى الأجداد، أي أنهم قريبون منهم ومعهم دائما. معنى آخر للموضوع الذي اختاره البابا لليوم العالمي للأجداد والمسنين حسب السيدة غامبينو هو كون هذه العبارة أسلوبا يمكنه أن يساعدنا ككنيسة على تجاوز التفكك بين الأجيال الذي يضرب الحوار والذي يمكن اليوم إصلاحه.

 

وحول معنى القرب من الأجداد والمسنين اليوم في زمن الوباء، أوضحت بأنه يعني تعزيزًا للعمل الشخصي، لا الرعوي فقط، فيما يتعلق بالقرب من المسنين في العائلة أو خارجها. إننا جميعًا كعائلات قد تنبهنا خلال فترة الوباء هذه إلى ما يعاني منه أجدادنا وآباؤنا المسنون من وحدة. وتحدثت في هذا السياق عما وصفته بتربية على الإصغاء تتم في بعض الأحيان داخل العائلات حين نعرِّف الأبناء بأهمية التحدث هاتفيا إلى الأجداد بشكل يومي على سبيل المثال. وشددت على أهمية أن نُشعر الأجداد الذين يعيشون بعيدا أو بمفردهم بوجودنا بشكل يومي. وتابعت أن لهذا معنى بالنسبة لأبنائنا، وذلك لأن سؤالنا إياهم يوميًا "هل سمعتَ كيف حال جدك؟" أو "هل كنتَ حاضرًا اليوم في حياته؟" يترجَم بشكل ملموس إلى تربية على الحنان كما يقول البابا فرنسيس، على الإصغاء وتعلُّم احترام الآخر وتخيُّل أنفسنا مكانه، خاصة إذا كان يعاني من ضعف.

 

أما فيما يتعلق بالدور الذي يمكن أن يقوم به الأجداد خلال هذا القرب من أجل نقل الإيمان، قالت غامبينو: إن بإمكان الأجداد أن يقوموا بدور هام بالنسبة لإيمان الشباب وذلك لا فقط فيما يتعلق بنقل الإيمان والعلاقة مع الله، بل وأيضا بالنسبة لنقل الذاكرة والقيم والجذور التي تمَكن الشباب من أن يفهموا مَن هم ومن أين يأتون. وذكرت بسؤال القديس أغسطينوس من أين آتي وإلى أين أذهب، سؤال يحتاج لدى الشباب إلى إجابة وذلك أيضًا في النظر إلى الأجداد الذين يجعلوننا نتذكر مَن نحن وإلى أين نذهب. وشددت على أهمية نقل الإيمان بشكل خاص اليوم وذلك لأنه وفي مجتمعاتنا المعلمنة غالبا ما لا يقوم الآباء بنقل الإيمان إلى الأبناء.

 

وفي ختام المقابلة التي أجراها معها موقع فاتيكان نيوز تحدثت نائبة أمين سر الدائرة الفاتيكانية للعلمانيين والعائلة والحياة غابريلا غامبينو عن إسهام الدائرة في الاحتفال باليوم العالمي الأول للأجداد والمسنين في 25 تموز القادم، وذلك عبر تقديم مقترحات إلى الأبرشيات والرعايا ومقترحات لصلاة المؤمنين وللعظات. كما وأشارت إلى صورة تم اختيارها لاقتراحها كأيقونة للاحتفال.