موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠١٧
نحو تنمية مستدامة

د.اسمهان ماجد الطاهر :

يتعلق مفهوم التنمية المستدامة بتطوير المدن والمجتمعات والاعمال التجارية والاقتصادية بطريقة تلبي حاجات الحاضر دون المساس بقدرة الاجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وتتطلب التنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة لجميع الافراد دون زيادة استخدام الموارد الطبيعية.

وتركز التنمية المستدامة على ثلاثة مجالات أساسية وهي النمو الاقتصادي، وحفظ الموارد الطبيعية والبيئية، والتنمية الاجتماعية.

فالاستدامة الاقتصادية ينبغي أن تعكس درجة استخدام الثروات والموارد المالية التي تسهم في بناء المجتمع بما يوفر فرص عمل مستقبلية جديدة، كذلك الأستثمار في البرامج المجتمعية والتدريب والتعليم وتشجيع المشاريع الريادية بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي الوطني.

ان مفهوم التنمية المستدامة فرض نفسه كمفهوم عملي لمواجهة المشاكل الاقتصادية المتعددة وذلك لفعاليته في حل مشكلات الفقر والبطالة ومن خلال دعمه لمفهوم تحسين توزيع الدخل لصالح الطبقة المتوسطة والفقيرة.

ان التنمية الاقتصادية المستدامة تتضمن التركيز على كل ما يسهم بالنمو الاقتصادي من خلال دراسة مخططات الشركات وكل ما يتعلق بالقوانين التي تنظم مشاريع الأستثمارات وتعزز مشاريع التجارة البينية ، والمساهمة في توفير نظام تجاري مالي منفتح يسهم في توسيع فرص الدخول الى السوق وتعزيز تصدير الانتاج المحلي من خلال عقد الاتفاقيات.

ان هدف التنمية المستدامة الأساسي هو اعادة هيكلة الأقتصاد على كل المستويات وفي مختلف القطاعات والأستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وزيادة فعالية دورة الاقتصاد ابتدأً من الانتاج وكيفية استعمال المواد القابلة لإعادة التًكون، وانتهاء في التوزيع والاستهلاك حيث يجب أن لا يكون الاستهلاك عملية لتدمير المنتوجات، والاصل في ذلك تبنى منهجية التكامل والتنسيق لتهيئة النمو المسؤول الطويل الأجل.

أما بالنسبة للتنمية الاجتماعية المستدامة فأهم جوانبها تعزير المجتمعات المحلية ، تمكين الشباب، حماية الاطفال، تمكين وتفعيل دور المرأة، بناء قدرات المجتمع المدني، توفير احتياجات المجتمع في مجال التعليم والطاقة والرعاية الصحية، واحترام النسيج الذي يشكله التنوع الثقافي والاجتماعي، اضافة الى احترام حقوق العمال وتبني الشركات لمفاهيم المسؤولية الاجتماعية والبيئية ايضاً وكذلك تمكين جميع أعضاء المجتمع وتحقيق الفرص وفق مبادئ العدالة والمساواة.

ان التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لن تستقيم دون حفظ الموارد الطبيعية والبيئة من خلال إيجاد حلول قابلة للاستمرار اقتصادياً للحد من استهلاك الموارد ووقف التلوث والتوفير في استخدام الطاقة من خلال دمج مبادئ التنمية المستدامة في سياسات البلد وفي مختلف البرامج المحلية.

لقد حددت الامم المتحدة سبعة عشرة هدفا للاستدامة وفق اربعة وثلاثين مؤشرا تبدا من حماية البيئة ، مروراً بالنمو ووصولاً الى نوعية ومستوى الانظمة الأجتماعية.

ومن وقت لإخر لابد أن يتم إعادة التركيز على تفعيل أهداف التنمية المستدامة في الاردن في مختلف مجالاتها الثلاثة والعمل على تفعيل المؤشرات المختلفة التي تدعم تنمية مستدامة لما لذلك من فائدة على المدى القصير والمتوسط والطويل.

كما لابد من تحديد أولويات الاستدامة حيث أن وجود استراتيجية بيئية واجتماعية واقتصادية تحدد الممارسات الفعلية التي تدعم الاستدامة مما يسهل عملية الاستدامة المالية ، والقوى العاملة والحوكمة ، والادارة البيئية ويسهم في تحليل المشاكل والمخاطر التي يتم الافصاح عنها في تقارير الاستدامة.

ان موضوع الاستدامة من المواضيع المهمة لذلك جعلته بعض الجامعات الغربية تخصصا مستقلا يتم دراسته على المستويات الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وهنا أقترح أن يتم عمل تخصص دقيق في الجامعات الاردنية العامة والخاصة على مستوى البكالوريس والماجستير تحت مسمى التنمية المستدامة لما لذلك من أهمية في تطوير البلدان والمجتمعات وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

(نقلاً عن الرأي الأردنية)