موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ١ سبتمبر / أيلول ٢٠١٦
موقع أبونا يعرّب مقابلة للأم تريزا مع مجلة التايم الأمريكية عام 1989

ترجمة سامح مدانات - خاص أبونا :

 

في عام 1989، أجرت مجلة الـ"تايم" الأسبوعية الأمريكية، مقابلة مع الأم تريزا، أدارها أدوارد ديزموند. ويسّر موقع أبونا بمناسبة قرب إعلان قداسة أم الفقراء، أن يعيد نشر المقابلة اليوم باللغة العربية، وقد ترجمها السيد سامح مدانات، مندوب الموقع في لوس انجلوس.

 

تايم: ماذا فعلتِ هذا الصباح؟

الأم تريزا: صليت

 

تايم: متى بدأتِ؟

الأم تريزا: الرابعة والنصف صباحًا

 

تايم: وبعد الصلاة؟

الأم تريزا: نحاول أن نصلي من خلال عملنا، بأن نقوم به مع يسوع، لأجل يسوع، ونقدمه ليسوع. وهذا يساعدنا لأن نضع كامل قلبنا ونفسنا مع الله ونحن نقوم بالعمل. المحتضر، المقعد، المعاق عقليًا، غير المرغوب فيه، وغير المحبوب، جميعهم يمثلون يسوع الخفي.

 

تايم: يعرفك الناس بأنكِ ناشطة اجتماعية دينية. فهل يفهمون الأطر أو الأسس الروحية لعملك؟

الأم تريزا: لا أعلم. ولكني أعطيهم الفرصة ليلمسوا الفقراء، على الجميع أن يختبروا هذا الأمر. يتخلى كثير من الشباب عن كل شيء ليقوموا بهذا العمل فقط. وهذا شيء لا يمكن تصديقه في العالم على الإطلاق، أليس كذلك؟ ورغم ذلك فهو أمر رائع. والمتطوعون لدينا يأتون من شرائح مختلفة من الناس.

 

تايم: هل حقيقة أنك سيدة، يجعل رسالتك أكثر تفهمًا؟

الأم تريزا: أنا لا أفكر هكذا أبدًا.

 

تايم: ولكن ألا تعتقدين أن العالم يتجاوب بطريقة أفضل مع الأم؟

الأم تريزا: لا يتجاوب الناس معنا بسببي، ولكن بسبب العمل الذي نقوم به. في الماضي، كان الناس يتكلمون كثيرًا عن الفقراء، ولكنهم الآن أصبحوا يتكلمون مع الفقراء أكثر وأكثر. وهذا هو الفرق الكبير. العمل خلق هذا الأمر. فحضور الفقراء معروف الآن، وخاصة أفقر الفقراء، غير المرغوب بهم، غير المحبوبين والمهمشين. في الماضي لم يكترث أحد بالأشخاص الذين يعيشون في الشوارع. لقد التقطنا من شوارع كالكوتا 54000 شخصًا، ومات ما يقارب 23000 منهم في تلك القاعة الوحيدة (في كاليغات).

 

تايم: لماذا حققت هذا النجاح الكبير؟

الأم تريزا: لقد جعل يسوع نفسه خبز الحياة ليمنحنا الحياة. وبهذا نبدأ يومنا، بالقداس الإلهي. وننهي يومنا بالسجود أمام القربان الأقدس. ولا اعتقد أني كنت سأستطيع القيام بهذا العمل لو لم يكن لدي أربع ساعات من الصلاة كل يوم.

 

تايم: مع درجة التواضع التي تتمتعين بها، لا بد أن يكون هذا أمرًا غير اعتيادي بأن تكونين قناة لنعمة الله إلى العالم.

الأم تريزا: لكنه عمله هو. واعتقد أن الله يريد أن يظهر عظمته باستعمال اللاشيء (العدم).

 

تايم: أنتِ عدم، لا شيء؟

الأم تريزا: أنا متأكدة جدًا من ذلك.

 

تايم: هل تشعرين أنه ليس لديكِ أي ميزات خاصة؟

الأم تريزا: لا أعتقد ذلك. فأنا لا أدعي أي من هذا العمل. إنه عمله هو. أنا مثل قلم بيده. هذا كل ما في الأمر. هو من يفكر. هو من يكتب. ولا علاقة للقلم بهذا. كل ما للقلم هو أن يُسمح بأن يتم استعماله. وفي تعبير البشر، فإن نجاح عملنا كان من المفروض ألا يتحقق، أليس كذلك؟ إنها علامة على أن هذا عمله هو، وأنه يستعمل الآخرين كأدوات - جميع راهباتنا. ولا واحدة منهن بإمكانها تحقيق ذلك، ومع ذلك أنظر ماذا فعل.

 

تايم: ما هي أكبر هبة لك من عند الله؟

الأم تريزا: الفقراء.

 

تايم: هم هبة! كيف؟

الأم تريزا: لدي فرصة أن أكون مع يسوع 24 ساعة في اليوم.

 

تايم: هل أحدثتِ تغييرًا حقيقيًا، هنا في كالكوتا؟

الأم تريزا: أعتقد هذا. الناس يدركون حضورنا ووجودنا، والكثير من الهنود يشاركوننا في هذا. فهم يحضرون لإطعام وخدمة الفقراء معنا. والآن لم نعد نرى أشخاصًا يرقدون في الشوارع يحتضرون. لقد أوجد (هذا التغيير) وعيًا تجاه الفقراء في سائر أنحاء العالم.

 

تايم: بالإضافة إلى إظهار الفقراء إلى العالم، هل قمتم بإرسال أية رسالة أخرى؟

الأم تريزا: إن الإيمان بهذا الأمر هو أهم من القيام بإنجاز أعمال كبيرة لهم.

 

تايم: ما هو أمَلُكِ الأكبر هنا في الهند؟

الأم تريزا: أن نعطي يسوع إلى الجميع.

 

تايم: ولكنكم لا تقومون بالتبشير بالمعنى التقليدي للعبارة!

الأم تريزا: أنا أبشر بعمل المحبة الذي أقوم به.

 

تايم: هل هذه هي أفضل طريقة؟

الأم تريزا: بالنسبة لنا، نعم. بالنسبة للآخرين هي شيء آخر. أنا أبشر بالطريقة التي يريدها الله مني. قال يسوع اذهبوا وبشروا كل الأمم. فنحن متواجدون الآن في كثير من بلدان العالم، نبشر بالإنجيل بواسطة أعمال المحبة. "إذا أحب بعضكم بعضًا، عرف الناس جميعًا أنكم تلاميذي". هذه هي الكرازة التي نقوم بها، وأعتقد أنها أكثر واقعية.

 

تايم: يقول بعض أصدقائك أنك أُصبتِ بخيبة أمل لأن عملك لم يتمخض عن الكثير من التحوّل في هذه الأمة الهندية الكبيرة.

الأم تريزا: لا يفكر المرسلون بهذا. هم يرغبون فقط بإعلان كلمة الله. ولا علاقة للأرقام بهذا الأمر. لكن الناس يقومون بالصلاة بأعمالهم عن طريق خدمة الفقراء. وهم يأتون بشكل متواصل لإطعام وخدمة الفقراء، الكثيرون منهم! يمكنك الذهاب وسترى. الجميع يساعدون في كل مكان. نحن لا نعرف المستقبل، لكن لقد تم فتح الباب للمسيح. قد لا يكون هناك تحول هكذا، ولكننا لا نعلم ماذا يحدث في النفوس.

 

تايم: ماذا تقولين عن الهندوس؟

الأم تريزا: أنا أحب كل الديانات، ولكني متعلقة بديانتي، لا نقاش على هذا. هذا ما يجب علينا أن نبرهن لهم. عندما يشاهدون ما أفعل يدركون أنني أحب يسوع.

 

تايم: وهل عليهم أن يحبوا يسوع أيضًا؟

الأم تريزا: طبعًا إذا أرادوا السلام، وإذا أرادوا الفرح، دعهم يجدون يسوع. لو أصبح الناس هندوسيين أفضل، مسلمين أفضل أو بوذيين أفضل من خلال أعمال المحبة، عندها ندرك أن شيئًا آخر ينمو هناك. فهم يقتربون رويدًا رويدًا  نحو الله. وعندما يقتربون أكثر فعليهم أن يختاروا.

 

تايم: أنت والبابا يوحنا بولس الثاني، من بين العديد من قادة الكنيسة، تكلمتم ضد نمط معين من الحياة في الغرب، ضد المادية والإجهاض. ما هو مدى انزعاجكم من هذا الأمر.

الأم تريزا: أنا أرددُ دائمًا شيئًا واحدًا. إذا كانت أم تقبل أن تقتل ابنها، فماذا بقي للغرب كي يدمره؟ إنه لمن الصعب تفسيره، ولكن هذا هو الوضع.

 

تايم: عندما تكلمت في جامعة هارفرد قبل عدة سنوات، قلت إن الاجهاض شيطان كبير، وقام الحضور  بإصدار صيحات استهجان. ماذا فكرت عندما قابلك الحضور بصيحات الاستهجان؟

الأم تريزا: لقد قدمتها إلى الله. إنها موجهة نحوه، لندعه هو يقول ما يريد. أليس كذلك؟

 

تايم: لكن الذين أصدروا هذه الصيحات قد يقولون أنهم هم أيضًا يريدون فقط ما هو أفضل للمرأة؟

الأم تريزا: قد يكون الأمر كذلك، ولكن يجب أن نقول الحقيقة.

 

تايم: أهذا كل ما لديك؟

الأم تريزا: ليس لدينا الحق بالقتل. "لا تقتل" وصية من الله. والأنكى من ذلك، هل نقتل من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟ هل ترى، نصبح متحمسين لأن البعض يلقون القنابل ويُقتل الكثيرون. بالنسبة للبالغين هناك الكثير من الإثارة في العالم. لكن الجنين الصغير في الإحشاء، ليس له حتى صوت؟ ولا يستطيع الهرب. إن هذا الطفل هو أفقر الفقراء.

 

تايم: ما هو أتعس مكان قمت بزيارته؟

الأم تريزا: لا أعرف. لا أستطيع أن أتذكر. إنه لمن المحزن أن ترى الناس يتألمون، خصوصًا العائلات المفككة، غير المحبوبين، المهمشين، إنه لحزن كبير. إن الأطفال هم من يتألمون بشكل أكبر عندما لا يكون هنالك حب في العائلة. إنه ألم فظيع. وصعب جدًا لأنك لا تستطيع عمل أي شيء. هذا هو الفقر الكبير. تشعر بالعجز. بينما عندما تلتقط شخصًا يحتضر من الجوع، وتعطيه طعامًا ينتهي الأمر.

 

تايم: لماذا نَمَتْ رهبنتُك بهذه السرعة؟

الأم تريزا: عندما أسأل الشابات لماذا يرغبن في الانضمام إلينا، يقلن إنهن يرغبن في حياة الصلاة، حياة الفقر، وحياة خدمة أفقر الفقراء. كتبت لي شابة غنية وقالت لي أنها كانت ترغب منذ زمن بعيد أن تصبح راهبة. وعندما التقت بنا قالت: لن أدعي التخلي عن اي شيء حتى لو تخليت عن كل شيء. هل ترى؟ هذه هي عقلية الشباب اليوم. ولدينا دعوات كثيرة.

 

تايم: كان هناك بعض الانتقاد للنظام شديد الصرامة الذي تعشن فيه أنتِ وراهباتك.

الأم تريزا: لقد اخترنا ذلك. وهذا هو الفرق بيننا وبين الفقراء. لأنه ما الذي سيجعلنا أقرب إلى فقرائنا؟ وكيف يمكن لنا أن نكون صادقين نحوهم إن كنا نعيش نمط حياة مختلفة؟ إذا كان لدينا كل ما يمكن للمال توفيره، والذي يمكن للعالم أن يعطي، فعندها ما هي صلتنا بالفقراء، ما هي اللغة التي سأتكلم بها معهم؟ فإذا قال لي الفقير إن الجو شديد الحرارة، يمكنني أن أقول له تعال وانظر غرفتي.

 

تايم: نفس شدة الحرارة؟

الأم تريزا: حتى حرارة أشد، لأنه يوجد مطبخ تحتها. جاء رجل ليبقى هنا كطباخ في سكن الأطفال. كان غنيًا من قبل وأصبح فقيرًا. فقَدَ كل شيء. جاءني وقال: أم تيريزا لا يمكنني أن آكل هذا الطعام، فقلت له: أنا آكل منه كل يوم. فنظر إلي وقال: أنت تأكلينه أيضًا؟ لا بأس سوف آكله أيضًا. وغادر مسرورًا تمامًا. الآن لو لم يكن باستطاعتي إخباره بالحقيقة، لبقي ذلك الرجل يشعر بالمرارة والامتعاض. لم يكن ليتقبل فقره. ولما كان ليقبل بذلك الطعام لأنه كان معتادًا على أنواع أخرى من الطعام. وهذا علَّمه أن يغفر وينسى.

 

تايم: هل المادية في الغرب مشكلة ذات أهمية مماثلة؟

الأم تريزا: لا أعلم. لدي الكثير من الأمور للتفكير بها. وأنا أصلي كثيرًا من أجل ذلك، ولكني لست قلقة بشأنها. خذ جمعيتنا مثلاً، لدينا القليل، لذا فليس لدينا شيء ننشغل به. كلما زاد ما لديك، كلما زاد انشغالك، وبالتالي يقل عطاؤك. ولكن كلما قل ما لديك تزداد حريتك. الفقر بالنسبة لنا حرية، وليس تضحية، أو كفارة عن الذنوب. إنها حرية سعيدة. لا يوجد تلفاز هنا، لا هذا ولا ذاك. وهذه المروحة الوحيدة في كل المنزل. ولا يهم كم هي شدة الحرارة، وهي للضيوف. لكننا سعداء تمامًا.

 

تايم: إذًا كيف تنظرين إلى الأغنياء؟

الأم تريزا: أنا أجد الأغنياء أشد فقرًا. في بعض الأحيان يشعرون بالوحدة في داخلهم. ولا يقنعون أبدًا. يحتاجون دائمًا إلى المزيد. أنا لا أقول إن الجميع هكذا. فليس الجميع سواسية. وأعتقد أنه من الصعب إزالة الفقر. إن إزالة الجوع للحب هو أصعب من إزالة الجوع للخبز.

 

تايم: ما هو المكان الأكثر سعادة الذي زرته؟

الأم تريزا: كاليغات (القاعة التي تأوي الفقراء). عندما يموت الأفراد بسلام، في محبة الله، هذا شيء عظيم. أن أرى فقراءنا سعيدين مع عائلاتهم، هذه أشياء جميلة. الفقير الحقيقي يعرف ما هي السعادة.

 

تايم: قد يقول البعض إن التفكير بأن الفقراء سعداء هو محض وهم، وبأنه يجب منحهم المأوى وتربيتهم.

الأم تريزا: ليست المادة الشيء الوحيد الذي يعطي السعادة. هناك أمور أكبر من ذلك، ألا وهو الشعور العميق بالسلام في القلب. هم قانعون بما عندهم. وهذا هو الفرق العظيم بين الفقير والغني.

 

تايم: ولكن ماذا عن المظلومين؟ وهؤلاء الذين تم استغلالهم؟

الأم تريزا: سيكون هناك دائمًا أشخاص كذلك. لهذا يجب علينا أن نأتي ونشركهم في سعادة المحبة.

 

تايم: هل يجب أن يكون دور الكنيسة أن تجعل الفقراء سعداء في المسيح بقدر الإمكان؟

الأم تريزا: نحن الكنيسة: أنت وأنا، أليس كذلك؟ يجب أن نشرك شعبنا. توجد آلالام اليوم لأن الناس يكدسون الممتلكات ولا يشاركون بها. وقد أوضحها يسوع بشكل جيد: مهما فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء، فلي فعلتموه. عندما تعطي كأس ماء لفقير، فإنك تعطيه لي. وعندما تَستقْبلون طفلاً صغيرًا، فإنكم تستقبلونني. ليس أوضح من هذا.

 

تايم: لو توجهت بالكلام إلى قائد سياسي يمكنه فعل الكثير من أجل شعبه، فهل تقولين له إن عليه أن يفعل أفضل من ذلك؟

الأم تريزا: أنا لا أقول هكذا. أنا أقول اشركوا سعادة المحبة مع شعبكم. لأنه ربما ليس بإمكان السياسي أن يقوم بالإطعام كما أقوم به انا. لكن يجب أن يكون صافيًا في عقله لسن القوانين المناسبة لمساعدة شعبه.

 

تايم: مهمّتي هي أن أساعد السياسيين على النزاهة. ومهمّتك أن تشاركي المحبة مع الفقراء.

الأم تريزا: تمامًا. وهو من أجل خير الناس ولمجد الله الأعظم. وسوف يكون ذاك مثمرًا.  مثل ذلك الرجل الذي يقول لي إنك تفرطين في تدليل الناس بإعطائهم سمكًا ليأكلوا. أما أنا فقلت: فقرائي لا يستطيعون حتى الوقوف، ولا حتى الإمساك بصنارة صيد السمك. ولكني سأعطيهم السمك ليأكلوا، وعندما يصبحون أقوياء بما فيه الكفاية، سأرسلهم إليك. وأنت تعطيهم أدوات الصيد ليصيدوا الأسماك بأنفسهم. هذه تركيبة جميلة أليس كذلك؟

 

تايم: أحيانًا تقول الراهبات الكاثوليك، أنه يجب عليك أن تصبي جهودك للضغط على الفاتيكان لسيامة النساء.

الأم تريزا: هذا ليس شأني.

 

تايم: ماذا تقولين في الحركات النسائية بين الراهبات في الغرب؟

الأم تريزا: من المفروض أن نكون أكثر انشغالاً بربنا بدلاً من كل هذه الأمور، وأكثر انشغالاً بيسوع، وإعلان كلمته. ما تستطيع أن تمنحه المرأة لا يمكن لأي رجل أن يمنحه. لهذا خلقهن الله مختلفات. الراهبات، النساء، أي إمرأة. خلقت المرأة لتكون هي قلب العائلة. قلب المحبة. إذا فقدنا ذلك، فقدنا كل شيء. يمنحن ذلك الحب في العائلة، أو يمنحنه عن طريق الخدمة، لهذا الغرض خُلقن.

 

تايم: يريد العالم أن يعرف المزيد عنك.

الأم تريزا: لا، لا، دعهم يأتون ليعرفوا الفقراء. أريدهم أن يحبوا الفقراء. أريدهم أن يحاولوا أن يبحثوا ويعثروا على  الفقراء بين عائلاتهم الخاصة أولاً، وأن يجلبوا السلام والفرح والحب إلى عائلاتهم أولاً.

 

تايم: قال الصحفي البريطاني مالكولم ماجيريدج يومًا: لو لم تصبحي راهبة، ولم تؤسسي جمعية راهبات المحبة لكنت ستصبحين سيدة صعبة. هل تعتقدين أن هذا صحيح؟

الأم تريزا: لا أعلم. ليس لدي وقت لأفكر بهذه الأمور.

 

تايم: يقول من يعملون معك أنه لا يمكن ايقافك. تحصلين على ما تريدين دائمًا.

الأم تريزا: هذا صحيح. وكله من أجل يسوع.

 

تايم: وإذا كان لديهم مشكلة في ذلك؟

الأم تريزا: مثلاً، ذهبت مؤخرًا إلى شخص، ولم يرد أن يمنحني ما أردت. فقلت له ليباركك الله، وعدت أدراجي. استدعاني ثانية وقال لي: ماذا ستقولين لو منحتك ذلك الشيء. فقلت له: سأعطيك "ليباركك الله" مع ابتسامة كبيرة. هذا كل شيء. فقال لي إذًا تعالي وسأمنحك ما طلبت. علينا أن نعيش بساطة الإنجيل.

 

تايم: لقد قابلت يومًا هيل مريام مانجيستو، القائد الشيوعي الأثيوبي الأكثر خشية والمُلحد المعروف، وسألته إن كان قد تلى صلواته. لماذا خاطرت بهذا السؤال؟

الأم تريزا: إنه ابن آخر من أبناء الله. فعندما ذهبت إلى الصين، سألني أحد المسؤولين الكبار: ماذا يعني لك "الشخص الشيوعي"؟ فقلت له "إنه ابن لله". وفي اليوم التالي نشرت الصحف إن الأم تيريزا قالت إن الشيوعيين هم أبناء الله. فشعرت بالسعادة، لأنه بعد مرور وقت طويل جدًا طُبع اسم الله في الصحف في الصين. إنه شيء جميل.

 

تايم: هل سبق لكِ وكنت خائفة؟

الأم تريزا: لا. أنا أخاف أن أهين الله فقط. كلنا بشر. وهذه هي نقطة ضعفنا. أليس كذلك؟ سيقوم الشيطان بعمل أي شيء لتدميرنا، ليبعدنا عن يسوع.

 

تايم: أين ترين الشيطان خلال العمل؟

الأم تريزا: في كل مكان. عندما يتشوق الانسان للاقتراب من الله، يقوم الشيطان بوضع التجارب في طريقه ليدمر تلك الرغبة لديه. والخطيئة تأتي في كل مكان وفي أفضل الأماكن.

 

تايم: ما هو خوفك الأعظم؟

الأم تريزا: لدي يسوع. ليس لدي خوف.

 

تايم: ما هي أكبر خيبة أمل لك؟

الأم تريزا: أنا أفعل إرادة الله أليس كذلك؟ وبعمل إرادة الله لا توجد خيبة أمل.

 

تايم: أن تقومي بعملك تصبح عندها الحياة الروحية أسهل مع مرور الوقت؟

الأم تريزا: نعم، كلما اقتربنا من يسوع، كلما أصبحنا نحن العمل. لأنك تعرف مع من تقوم بالعمل، ولمن تقوم بإنجاز العمل. هذا واضح جدًا. لهذا نحتاج إلى قلب نظيف لنرى الله.

 

تايم: ما هي مخططاتك للمستقبل؟

الأم تريزا: أنا أهتم بيوم واحد، أمس مضى، والغد لم يأت بعد. فلدينا اليوم فقط لنحب يسوع.

 

تايم: وماذا عن مستقبل الرهبنة؟

الأم تريزا: هذا من شأنه واهتمامه هو.