موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الجمعة، ١٧ فبراير / شباط ٢٠١٧
من مآثر جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين

القدس - الأب د. بيتر حنا مدروس :

<p dir="RTL">نقلت صحيفة &quot;الحياة&quot; اللندنيّة عن مصادر موثوق بها أنّ العاهل الأردني أقنع الرئيس الأمريكي &quot;ترامب&quot; بعدم نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. وبما أنّ جلالة الملك عبد الله الثاني، على مثال والده المغفور له الحسين بن طلال، زعيم ذكي جريء ذو حنكة وحكمة واعتدال حظيت له بالإكبار والمكانة ليس فقط المحلية بل الدولية، وبما أنّ حجته منطقية عقلانية متّزنة، ومواقفه واضحة نزيهة، فقد أقنعت ساكن البيت الأبيض الجديد وبيّنت له خطورة حركة لا طائل منها بل الكثير من الضرر الذي لن يسهل إصلاحه والغضب المشروع الذي لن يستطاع ضبطه في العالمين العربي والإسلامي ولدى كلّ الأناس مستقيمي التفكير. وكان فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قد حذّر، بأشدّ العبارات وأصرحها، عن تداعيات مثل تلك الحركة أحادية الجانب الضاربة بعرض الحائط الأعراف الدولية.</p><p dir="RTL"><strong>مبدأ بقاء السفارات في تل أبيب: &quot;أضعف الإيمان&quot; في الحقّ والعدل والشرعية الدوليّة</strong></p><p dir="RTL">إن ننس لا ننسى تحية قداسة البابا الراحل بولس السادس حين زار الأرض المقدسة سنة 1964 لرئيس الحكومة العبرية في القدس، ومع ذلك قال الحبر: &quot;إلى السيد... تل أبيب&quot;! ولم يلفظ كلمة &quot;إسرائيل&quot; طول رحلة حجّه إلى فلسطين المحتلة. ولم يذكر كلمة &quot;شالوم&quot; اعترافًا بكيان سياسي مبني على احتلال عسكري بل كان ذلك اقتداء بالمسيح الذي كان يحيي تحية السلام &quot;شلام&quot;، وهو ينطق الآرامية. ولم يكتف بأن يكون &quot;أمير السلام&quot; بل &quot;السلام&quot; بعينه (عن أشعيا 9 : 5 وتابع، ميخا 5 : 5).</p><p dir="RTL">نعم، مع أنّ &quot;حجّة الأقوى تبدو المثلى&quot;، مع أنّ على الأرض يسود الاحتلال - وليست السيطرة العسكرية &quot;إرثًا&quot; للأرض التي لا يرثها شرعًا إلاّ &quot;الودعاء&quot; -أو حسب سورة الأنبياء 105 &quot;عباد الله الصالحون&quot;- استطاع الضمير الإنساني أن يبقى مضيئًا مع ظلمات الظّلم والجور والاستبداد والنرجسية العسكرية. مع أنّ الجيش العبريّ يسيطر على القدس، منذ سنة 1948 و1967، غير أنها تبقى عند الضمير الإنساني العالميّ أرضًا محتلّة. وبحمد الله، بقيت أمم العالم متقيدة بالمبدأ الأخلاقي والحقوقيّ، مع معرفتها بواقعية عن الهيمنة اليهودية على المدينة المقدسة ورفضت أن تنقل إليها السفارات.</p><p dir="RTL"><strong>سفارة الفاتيكان لدى فلسطين هي في القدس!</strong></p><p dir="RTL">صحيح أن لقبها الدبلوماسي &quot;قصادة رسولية&quot; بما أنّ &quot;فلسطين&quot; ليست بعد دولة مستقلة ذات سيادة، ولكن هذا لا يمنع واقعًا يثلج الصدر ويبكي العيون تأثّرًا وفرحًا وامتنانًا أي أن الفاتيكان ضمنًا يرى القدس عاصمة لفلسطين وتل أبيب عاصمة لإسرائيل. ويفهم اللبيب من هذه الإشارة أن الكرسي الرسولي لعقود طويلة كان الوحيد الواقف -في الغرب- مع الشعب الفلسطيني المظلوم وأنه أصدر أكثر من مئة وثيقة عن القدس. ولا عجب، فالقدس عاصمة المسيحية وقلبها، &quot;أم جميع الكنائس&quot; ومقر أقدس المقدسات!</p><p dir="RTL">&quot;<strong>لكم جزيل الشّكر يا سيّدنا الملك!&quot;</strong></p><p dir="RTL">في سِفر دانيال يبدأ القسم الآراميّ بهذا الدعاء للملك نبوخذ نصر: &quot;مَلكا لعالمين حيي!&quot; &quot;ايها الملك، عش إلى الدهور!&quot; (دانيال 2: 4). لجلالتك طول العمر وبقاء السلالة الكريمة الهاشمية على عرش المملكة وديمومة الاستقرار والأمن في الأردن الحبيب! قال الكلدانيون تلك العبارة عندما أرادوا أن يفسّروا لنبوخدنصر الملك حُلمًا له. وجلالتك حقق حُلمنا الذي كان يبدو ضربًا من الخيال أي عدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.</p><p dir="RTL">ومع الإكبار لاستقبالكم آلاف اللاجئين من سورية والعراق وسواهما في بلد ذي موارد قليلة- في حين أنّ غيركم أكثر قدرة وأوفر إمكانيات، حيّاكم الله وأدامكم. ولا ننسى أنّ الاردن، على ما يبدو، هو الدولة الوحيدة التي منحت اللاجئين الفلسطينيين الجنسية الأردنية.</p><p dir="RTL"><strong>خاتمة </strong></p><p dir="RTL">ويحلو للداعي وهو كاهن فلسطيني مقدسي من أصول أرمنية يحمل منذ الطفولة الجنسية الأردنية أن يردّد ما كنّا ننشده في عهد والدكم الحسين الكبير، ولكن هذه المرّة &quot;الشّبل&quot; هو جلالتكم، &quot;وهذا الشبل من ذلك الأسد&quot; الهاشميّ الأثيل، والقصيدة من كلمات الشاعر عبد المنعم الرّفاعي: &quot;دمت يا شبل الحسين قائد الجيش الأبيّ، وارثًا للنهضتين، حصن جيش يعربي&quot;!.</p>