موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٩
من أعلام الطّب في القدس: مستشفى المطّلع أو ’الأوغستا فكتوريا‘

الأب د. بيتر مدروس :

ألمّت مؤخّرًا أزمة بمشفى "المطّلع" على جبل الزيتون ونأمل أنها انتهت بحسن النية وسلامة الطوية والتعاون بين الجهات المعنيّة. وإنها لمناسبة كي نشيد بهذا الصرح العظيم، المتميّز وسط "شبكة المستشفيات في القدس الشرقية" وهي جهاز يجمع بين مستشفيات عاصمتنا الفلسطينيّة التي يريدها لنا العالم والجماعة الدولية إلاّ بعض المتحيّيزين الذين تنقصهم الذرّة من العدل. وقد أسس هذا الجهاز النافع الناجع سنة 1997المناضل المرحوم فيصل عبد القادر الحسيني، رحم الله روحه وطيّب المولى ثراه.

■ تاريخ مستشفى "الأوغستا فكتوريا" باختصار

شيّدته بين سنة 1907 إلى 1914 "مؤسسة الإمبراطورة فكتوريا" نسبة إلى "الموقّرة أوغستا فكتوريا من شليسفيغ-هولشتاين زوجة القيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي زار القدس سنة 1898. وكان المهندس روبرت لايبنيتس الذي استهلم البناء من قصور ألمانيا ولا سيما قصر هوهنهولتسن. وصوّر الصرح أوّل مصوّر فلسطيني مقدسي هو خليل رعد. وكانت بناية الأوغستا فكتوريا الأولى في فلسطين المزدانة بالكهرباء. في أثناء الحرب العالمية الأولى كان المكان مستشفى عسكريا، ثم مقرا لجمال باشا من سنة 1915 إلى 1917، ومقرا للمندوب السامي البريطاني من 1920 إلى 1927. وعند النكبة عالج المستشفى اللاجئين الفلسطينيين وفتح منذ سنة 1950 أبوابه للشعب الفلسطيني كافة. ويسهر "الاتحاد اللوثري العالمي" على المستشفى وروضة الأطفال والكنيسة ومركز الآثار الألماني. "والمطّلع" ثاني أكبر مستشفى في القدس الشرقية، وهو الوحيد الذي يعالج السرطان. ومؤخّرًا دُشّنت وحدة غسيل كلى جديدة هي سلوى للقلب ومفخرة للنفس.

لا داعي هنا للإشادة بالأطباء والممرضين والطاقم الإداري وسائر الموظّفين والعاملين. والأمل ألاّ يقع "المطّلع" في أزمة أخرى إذ انّ انهيار مستشفى أمر جلل خطير لا يجوز أن يتكرّر.

■ خاتمة: تحيّة إلى سائر مستشفيات قدسنا المفدّاة!

يجدر أن يكرّس أهل الكفاية مقالات عن باقي مستشفياتنا وأصولها العريقة وخدماتها المميّزة. كما نرجو لأهلنا ليس فقط الشّفاء من أمراض الجسد، بإذن الله، بل التّغلب على أمراض الروح من إلحاد وفساد وأنانية قاتلة للآخر وعدم الصدق، وهي آفات دمّرت شعوبًا وقوّضت أممًا. وكما قال الكاتب الروماني: "العقل السليم في الجسم السليم". وقد نزيد: " الجسم السليم في العقل السليم والخلق القويم".