موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٧ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
منصور دي بول: أبو الفقراء وشفيع الآباء اللعازريين وراهبات بنات المحبة

البطريركية اللاتينية :

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في ٢٧ أيلول من كل عام بعيد القديس منصور دي بول، أبو الفقراء وشفيع الآباء اللعازريين وراهبات بنات المحبة.

ولد القديس منصور عام ١٥٨١ من أبوين فاضلين في قرية صغيرة في فرنسا.بعد أن سيّم كاهناً عام ١٦٠٠ سافر الى بلاد عديدة، وحيثما كان يحل أظهر أن أروع ما في نعمة الحياة هي القدرة على مصارعة الألم والصبر النابع من الإيمان.

كرّس القديس منصور كل وقته وجهده في سبيل عمل الخير والمحبة، فشيّد المستشفيات للمرضى وفتح الملاجئ للمسنين، وعندما توجه إلى مدينة باريس أخذ يجمع من شوارعها الأطفال البؤساء المهملين. كما وكان يزور المساجين ويتحدث إليهم ويرشدهم الى الطريق المستقيم.

في عام ١٦١٧ وبعد اختبار الفقر والبؤس الروحي والمادي في مدينتي فولفيل وشاتيون في فرنسا، اتخذت الروحانية المنصورية للقديس منصور وجهين:إعلان الخبر السار وخدمة الفقير من خلال تنظيم وإشراك الأوساط الاجتماعية.وفي الوقت الذي كان فيه الإعلان عن الخبر السار يقتصر على الكهنة، كانت خدمة الفقراء من مهمة العلمانيين وتحديداً النساء.

أسس القديس منصور رهبنة “الآباء اللعازريين“وساعد القديسة لويزا دي مارياك في تأسيس جمعية بنات المحبة عام ١٦٣٣ التي تهتم بإدارة المستشفيات والمياتم وبيوت المسنين وغيرها بإيمان وتضحية.وخلافاً للاعتقاد السائد، لم يقم القديس منصور بتأسيس جمعية مار منصور دي بول، بل قام بذلك الطوباوي أنطوان فريدريك أوزانام عام ١٨٣٣، إذ وضع المؤسسة تحت شفاعة القديس بطلب من رئيسة دير بنات المحبة.

وبالرغم أن القديس منصور كان قد ولد في ٢٤ نيسان ١٥٨١، إلا أن الكنيسة تحتفل في ذكرى عيده في ٢٧ من أيلول.

من أقوال القديس عن تفضيل خدمة الفقراء على كل شيء: “يجب ألا ننظر إلى الفقراء بحسب مظهرهم الخارجي ولا بحسب ما يتصفون به من المواهب العقلية. فقد يبدو المظهر أحياناً غليظاً والذهن غير مهذب. أما إذا نظرتم إليهم في ضوء الايمان فإنكم ترون فيهم أبناء الله الذي اختار هو نفسه أن يكون فقيراً. يجب أن نُدرك ذلك وأن نقتدي بما صنع المسيح أي أن نعتني بالمساكين، فنعزيهم ونساعدهم ونحيطهم بالرعاية اللازمة.

إذا اضطُرِرْتَ في وقت الصلاة، أن تحمل علاجاً أو تقدِّم مساعدةً ما لفقير، افعل ذلك بنفس مطمئنة، بل ويجب أن تفعل ذلك، فأنت تقدِّمُ لله قرباناً وكأنك مواظبٌ على الصلاة. لا يقلقْ ضميرُكم إذا تركتم الصلاة من أجل خدمة فقير. إذا ابتعدتم عن الله من أجل الله فأنتم لا تبتعدون عن الله، وإذا تركتم عمل الله من أجل عمل شبيهٍ به فأنتم لا تبتعدون عن الله.

اذا تركتم الصلاة لتكونوا إلى جانب الفقير فاعلموا أن عملكم هذا هو بمثابة قرض تُعطُونه لله المحبةُ فوق كلِّ القوانين، وإليها يجب أن يُوجَّه الكل. وبما أنها السيدةُ الأولى فهي التي تأمرُ بما يجب أن يُعمَل. لنخدم الفقراء بنفسٍ وبمشاعرٍ متجددة، ولنبحث عن المتروكين وعن أشدِّهم فقراً، فهم أسيادُنا وشفاؤنا وهم هبةُ الله لنا.”