موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٠ مارس / آذار ٢٠١٧
منح سر التثبيت المقدس لعدد من أبناء رعية الرسل اللاتين الشمالي في الزرقاء‎
الزرقاء - سمير شوملي :

احتفلت رعية الرسل اللاتين الزرقاء الشمالي بمنح 39 من ابنائها وبناتها سر التثبيت المقدس وذلك خلال قداس الأحد الثالث من الزمن الاربعيني.

وترأس الاحتفال المطران وليم شوملي، النائب البطريركي للاتين في الاردن، بمشاركة كاهن الرعية الاب طارق حجازين، والكاهن المساعد الاب ابراهيم نفاع، وحضور الاخوات الراهبات وذوي الاطفال واشابينهم، وحشد من ابناء الرعية. فيما احييت تراتيل القداس جوقة الرعية بقيادة المرنمة وفاء حداد.

وفي بداية الاحتفال رحب الاب حجازين بسيادة المطران وهنأه على توليه المسؤولية الجديدة كنائب بطريركي للاتين في الاردن معبرًا عن سعادته بوجوده بين اهله ورعيته، وشاكرًا كل من ساهم في انجاح هذا الاحتفال.

وفيما يلي النص الكامل لعظة المطران شوملي:

ايها الاخوة والاخوات والابناء الاحباء، احييكم جميعًا في الرب يسوع الذي اجتمعنا باسمه لكي نمنح نعمة كبيرة لصغارنا الماثلين امامنا هبة الروح القدس في سر الميرون، احيي واشكر كاهن الرعية الاب طارق حجازين ومساعده الاب ابراهيم نفاع، كما واحيي واشكر راهبات القديسة دوروتيا القائمات على خدمة هذه الكنيسة والرعية. وتعود بي الذاكرة الى السبعينات عندما خدمت وكانت اول خدمتي الكهنوتية، خدمت مع الاب ماريو فورلان مؤسس هذه الرعية، خدمت معه مدة ثلاث سنوات لا انساها ابدًا، هنا تعلمت امورًا كثيرة، هنا بدأت خدمتي، هنا صليت، وما زلت اتذكر بعض الوجوه من الحاضرين ههنا وانا سعيد ان اعود بصفتي الاسقفية كي اكون خادما" بشكل اخر.

لنتامل الان معًا في انجيل السامرية وسنجد ان في هذا الانجيل علاقة مع سر الميرون الذي سيتقبله صغارنا هذا المساء، تبتدى القصة عندما جلس يسوع تعبًا على حافة بئر في السامرة (اليوم اسمها نابلس) وهو عطش بعد مسيرة يومين صاعدًا اليها من القدس في طريقه الى الجليل، وجاءت امرأة سامرية تستقي الماء واذا بيسوع يقول لها اسقني كان يسوع عطشانًا ظنت المرأة انه عطشان الى الماء اكيد كان عطشانًا الى الماء بعد مسيرة يومين لكنه كان عطشانًا الى امر اعلى وانبل واهم من الماء كان عطشانًا الى ايمان هذه المرأة الى توبتها لانها كانت خاطئة، كان عطشانًا الى ايمان اهل السامرة الذين كانوا يخلطون بين العبادة الصحيحة والعبادة الوثنية، كان يسوع عطشانًا ولم تسقه المرأة ولكن بعد يومين من التبشير في السامرة امن به عدد كبير من السامريين لانهم سمعوا تعليمه وشاهدوا المعجزات الكثيرة التي صنعها وعندما امنوا به هذا الايمان كان الامر الذي عطش اليه يسوع، تمامًا كما عطش وهو على الصليب عندما صرخ انا عطشان واحضروا له خلاً ولم يشرب، عطش يسوع على الصليب وفي السامرة، هو العطش الى ايماننا، تجسد كي نؤمن به، تجسد كي نعرف الله، تجسد كي نعيش وفقًا للانجيل، هو عطش الى ايماننا ومحبتنا.

اما الماء الذي وعد به يسوع المرأة السامرية عندما قال الماء الذي انا اعطيه من شرب منه لن يعطش ابدًا، ما هو هذا الماء الذي وعد به يسوع كل من يسأله هذا الماء ليس الماء العادي هذا الماء يرمز الى الروح القدس بدلالة ان يسوع قال يومًا من امن بي فستتفجر بداخله انهار ماء حي هذا الماء الحي الذي يتفجر في اعماقنا هو الروح القدس صحيح اننا نرى رموز الروح القدس متعددة فالروح القدس ظهر في عماد يسوع تحت شكل حمامة، وحل على الرسل في علية صهيون تحت شكل السنة من نار ولكن ايضا" الماء الذي يروينا به يسوع هو يرمز ايضًا الى الروح القدس، ونحن سعداء لان صغارنا سوف يقبلون مع الروح القدس مواهبه السبعة، الروح القدس هو الواهب هو نفسه هبة ولكنه ايضًا هو مصدر هبات كثيرة، اريد هنا ان اركز على موهبتين من مواهب الروح القدس.

الاولى هي موهبة الحكمة: الانسان الحكيم هو انسان سعيد ويسعد غيره، يوجد فرق بين الذكاء والحكمة الذكاء شأن بشري اما الحكمة فهي شأن الهي، الذكاء هو امر بشري نتفاخر به طبعًا لكن الحكمة هي افضل من الذكاء، الذكاء نستخدمه للخير والشر بينما الحكمة نستخدمها فقط من اجل الخير، الحكمة هي ان نأخذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح وفي المكان الصحيح، ما اجمل ذلك ان نحسن اختيار القرار المناسب في الوقت المناسب في المكان المناسب، الحكمة هي ان نقول الكلمة المناسبة ايضًا في الزمن المناسب وفي المكان المناسب، هذا الانسان الحكيم لا يخطئ بل يصوب غيره، وكم نحن بحاجة الى حكمة الروح القدس في حياتنا اليومية لكي تكون قراراتنا الكبرى والصغرى بالهام من الروح القدس الذي يقودنا الى الحق والى الصواب والى الخير.

الثانية موهبة القوة: عندما نتكلم عن قوة الروح القدس نحن لا نتكلم عن قوة مادية (قوة العضلات)، او السلطة او السطوة انما نتكلم عن قوة روحية هي الصبر هي الثبات، نحن بحاجة الى القوة لتكمل الحكمة، فما الفائدة ان نكون حكماء وليس لدينا القوة لكي نعيش بثبات بموجب ما يلهمنا اياه الروح القدس، موهبة القوة تجعل الانسان ان يقوم بواجبه يوميا" بفرح وثبات وصبر واتقان. موهبة القوة تجعلنا نقاوم التجارب الكثيرة التي يجربنا بها ابليس وتبعدنا عن الله، وما اكثر هذه التجارب التي يجربنا بها ابليس كي يجعلنا ننحرف عن طريق الرب وطريق الانجيل.

في الاسبوع الاول من الصوم تأملنا في تجارب يسوع في الصحراء، يسوع جرب تجربة السلطة، تجربة المال، تجربة الكبرياء وقد تغلب عليها كلها، نحن ايضًا جربنا معه لانه رأسنا، لانه قائدنا ومثالنا، جربنا معه وانتصرنا معه واذا حافظنا على عهدنا معه وعلى صلاتنا اليومية فاننا نضمن بان نتغلب على كل تجارب ابليس، لانه حيث تكثر الخطيئة تطفح النعمة وحيث تكثر التجارب تقوى النعم التي تمكننا من ان نقاوم مكايد ابليس.

اخوتي واخواتي نحن نفرح اليوم لان صغارنا سوف ينالون كل هذه المواهب السبع لا بل ينالون معها ثمار الروح القدس الكثيرة التي سيتمتعون بها، من هذه الثمار السلام، الفرح، المحبة، الايمان، الصبر، العفاف، اللطف، دماثة الاخلاق كلها ثمار يؤتينا اياها الروح القدس واهب العطايا. أرجو منكم أيها الصغار الاحباء ان تحافظوا على قلوبكم طاهرة كي تكونوا دائمًا مستعدين للمناولة واذا اخطأتم والخطأ امر بشري واذا ضعفتم والضعف هو شأن بشري ايضًا فقد اوجد لنا السيد المسيح سرًا للمصالحة، سرًا للشفاء، لا تترددوا ان تتقدموا بثقة وايمان من سر المصالحة لكي تعودوا الى طهارة الضمير ونقاء عمادكم فتتمكنوا مرة اخرى من ان تتناولوا جسد الرب.

وبعد العظة رفعت الصلوات بافواه المتقدمين لسر التثبيت طالبين المواهب من الروح القدس ليشهدوا للمسيح سيرة حسنة بثقة ورجاء. وقام المطران شوملي برتبة التثبيت بوضع الايدي ومسح الميرون للمتقدمين كل منهم.