موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
ملتقى التنمية والتعليم والإعلام في مواجهة التطرف
عمان – بترا ، تصوير: أسامة طوباسي :

تحت رعاية ومشاركة الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، افتتح في عمّان، صباح الأحد، أعمال ملتقى "التنمية والتعليم والإعلام في مواجهة التطرف"، ضمن استضافة المنتدى لاجتماعات تحالف مراكز البحوث العربية – النسخة الخامسة، بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والإعلامية والأكاديمية من عدة دول عربية.

وطرح الأمير الحسن في كلمته عددًا من التساؤلات حول إمكانية التصدي للفكر المتطرف وخطاب الكراهية في غياب الفكر التنويري الرصين، الذي يستند إلى قيم التسامح الفكري والتعددية واحترام الاختلاف وإعطاء الأولوية للعقل والانفتاح على الثقافات الأخرى، داعيا إلى التمسك باستقلالِنا الثقافي، الذي يعيدُ تجديدَ العقل العربي المنفتح على الآخر.

وبيّن أن صياغة استراتيجية عربية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مواجهة التطرف لا بدّ أن تنطلق من قاعدة معرفية صلبة، وخطاب فكري مجتمعي يستند إلى مفهوم الدولة المدنية أو دولة المواطنة، في إطار رؤية ناظمة للإقليم، لافتًا إلى أن المعرفة والمعلومات هي قوة يشكل تطبيقها وانتشارها تحديًا لنا جميعًا، لكنّ تنظيم هذه العملية يمكن أن يجعل منها أداة للتنمية التي تتطلب بدورها بسط السلام والاستقرار.

وقال الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، إن المتغيّرات المتسارعة في المنطقة والعالم خلال العقود الأخيرة تدعو إلى تفحص أسباب الاضطرابات المتراكمة، والتنبّه إلى تداعياتها من أشكال العنف والصراعات، مما استطاعت قوى التطرّف والإرهاب أن تستغلّه لصالح أجنداتها، داعيًا إلى انتقال منهجي رشيد نحو مجتمع المعرفة، وترسيخ ثقافة العمل والإنتاج، وتوطين التكنولوجيا، وتجنّب تداعيات الاقتصاد الريعي وأخطار الإقصاء والتهميش، وإحلال مبدأ المشاركة.

بدوره، قال نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي في مملكة البحرين د. الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، إن الجهل، كان وما يزال، آفة خطيرة تؤول بنا يومًا بعد يوم نحو المزيد من الضعف واليأس، والذي بدوره أصبح وقودًا لكثير من الأحداث والثورات التي لا تبتغي سوى الفوضى والتدمير. وبين أن أحداث الربيع العربي كشفت عن فجوة عميقة من الجهل والتجهيل الممنهج، سببها الرئيسي هو ضعف نظام التعليم وعقم البيئة العلمية المرتكزة على التنظير الذي لا يخدم تطلعات مستقبل الأجيال القادمة، أو التطور الطبيعي للبشرية والقائم على فكر التنوع والتعددية والتسامح والتعايش الإنساني.

من جهتهم، حذر المشاركون في الملتقى من غياب التنمية بمفهومها الشامل، وإخفاق مشاريع التنمية عمومًا، وغياب أهمية الإنسان وحقوقه الأساسية، مؤكدين أنه من دون تنمية اقتصادية واجتماعية لن يكتب للجهود الأمنية والعسكرية النجاح في مواجهة التطرف والإرهاب. ودعوا إلى أن تتوجه استراتيجيات التنمية نحو الإنسان العربي وفقًا لاحتياجاته الحقيقية، وبأن تكون مواجهة ظواهر التطرف شاملة تجاه ظواهر مصاحبة وتؤثر سلبيًا على المجتمعات العربية في جميع شرائحها، ولاسيما الشباب.