موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٣٠ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٧
مطران أربيل يطالب من واشنطن بمساعدة مسيحيي العراق على العودة إلى ديارهم

واشنطن - أ ف ب :

أعرب رئيس أساقفة الكنيسة الكلدانية في أربيل المطران بشار وردة، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، عن الأمل بأن يسرع النصر الذي تحقق على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عودة النازحين المسيحيين في 2018، وطالب بزيادة المساعدات المخصصة لاعادة اعمار قراهم.

ويزور المطران وردة واشنطن لعرض قضية المسيحيين في شمال العراق، وتذكير إدارة ترامب بوعدها تزويدهم بالمساعدات. وقال المطران وردة لوكالة فرانس برس مرحبًا بموقف الأميركيين الجديد "ليس الهدف مساعدتهم لأنهم مسيحيون فقط، بل لتعرضهم للاضطهاد. إنها قضية محقة".

وأعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أواخر تشرين الأول أن المساعدات الأميركية ستوجه بشكل مباشر إلى المسيحيين والأيزيديين في العراق من دون المرور لزامًا عبر الأمم المتحدة. وتنفيذًا لهذا الوعد طلبت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي في الأسبوع الفائت تخصيص جزء من المساهمة الأميركية في برنامج الأمم المتحدة للتنمية لهذه الأقليات الدينية.

وقال مطران اربيل "لقد عانينا أكثر من الآخرين"، موضحًا أن "الشيعة يتمتعون بدعم الحكومة المركزية وكذلك إيران"، فيما "السنة يتلقون دعم الحكومات السنية في المنطقة، وهذا جيد جدًا لأنه يساعدهم على إعادة إعمار منازلهم ومدنهم".

أضاف "بصفتي مطرانًا مسيحيًا، عليّ السعي للحصول على دعم لمجموعتنا" موضحًا "لا يقتصر الأمر على الدعم المالي بل يجب كذلك إيقاظ الضمائر والدفاع عن قضية المسيحيين ضحايا إبادة". ويعتقد محيطه أن الولايات المتحدة لطالما ساعدت الشعوب التي تعرضت لأعمال "إبادة"، لكنها فشلت حتى الآن بالقيام بالمثل إزاء مسيحيي العراق، فيما يسود رأي يقول أن "اقتراح نائب الرئيس بنس يستعيد التقليد الأميركي". وتسبب تنظيم الدولة الاسلامية في نزوح أعداد ضخمة في السنوات الأخيرة من أفراد إحدى المجموعات المسيحية الأقدم في العالم.

وأعرب المطران الكلداني عن أمله في أن يكون العام 2018 عام عودة النازحين إلى ديارهم. وقال: "كلما كان ذلك مبكرًا كلما كان أفضل"، مشيرًا إلى بدء حركة العودة تدريجيًا مع طرد الجهاديين من مزيد من الأراضي في الموصل وغيرها. لكن العراقيل ما زالت قائمة، إلى جانب إعادة الإعمار التي ستستغرق وقتًا طويلا.

وأوضح أن مسيحيين من عدد من أحياء الموصل "عبروا عن مخاوفهم الأمنية"، موضحًا أن "تنظيم الدولة الإسلامية هزم عسكريًا لكن عقيدته ما زالت هنا"، مؤكدًا على ضرورة "تغيير العقليات". واندلعت معارك بين القوات الكردية والعراقية بعد استفتاء مثير للجدل نظمه إقليم كردستان بشأن استقلاله، وهي تهدد بحسب المطران وردة بـ"تلطيخ سمعة" هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي وتعتبر ملاذًا للمسيحيين وبإبطاء عودة النازحين الى منازلهم.

وشدد المطران بشار وردة أن المشكلة "سياسية" خصوصًا، لافتًا إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه المسيحيون لتهدئة التوتر، وذكر مثالاً على ذلك نزاعًا محليًا وقع بين الأكراد والحكومة المركزية تم تفاديه بوساطة من الكنيسة.

وكان المطران الكلداني قد ترأس قداسًا في مزار القديس يوحنا بولس الثاني الوطني في واشنطن، يوم الثلاثاء الفائت، رفع خلاله الصلاة من أجل ضحايا الإبادة الذين سقطوا على يد تنظيم داعش الإرهابي. ويأتي هذا ضمن أسبوع للتوعية بالمسيحيين المضطهدين، بتنظيم من مجلس الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة، وفرسان كولمبوس، وعدد من المؤسسات الكاثوليكية الخيرية.