موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٩ ابريل / نيسان ٢٠١٣
مصر والصراعات الدينية

طارق مصاروة :

لم يكن ينقص وضع مصر المؤسف، إلا هذا الشجار الديني الذي لم تصله منذ الخليفة المجنون الفاطمي. فقد تحوّل جزء من حركة الاحتجاج التي تملأ شوارع القاهرة، إلى مسلمين وأقباط!!. وصارت الكنيسة هدفاً للحجارة وقنابل المولوتوف!!. وانصب الإعلام باوركسترا موقّعه لاتهام الاخوان المسلمين و»بلطجيتهم» بإثارة النعرات الدينية لاسترداد بعض الشعبية المتردية، فهناك في خلفية الفكر الديني بعض التوجس من الآخر، مثلما أنه أكثر تركيزاً لدى الأقليّة!!.

هذه المنطقة،.. منطقتنا لم تعرف الصراع الديني منذ زمن الحروب الصليبية. لكنها غرقت في الصراعات المذهبية. وفي دراسة لطبيعة الحدود الإيرانية - العراقية، نجد أنها حدود الصراع العثماني - الصفوي الذي انتهى إلى تسوية عام 1911،.. ثم عاد على ظهر دبابات الغزو الأميركي!!.

في جبل لبنان، حدثت أعوام 1886 مذابح بين الموارنة والدروز، وكانت هذه المذابح نتيجة طبيعية لهيمنة الرجل العثماني المريض فقد اقتسمت القوى الكبرى لبنان الجبل فأخذ الإنجليز الجانب الدرزي والفرنسيون جانب الموارنة والروس جانب الارثوذكس.

مصر الآن مدعوة إلى الرجوع السريع للدولة المدنية للخروج من مأزق الدولة الدينية او دولة العسكر، وهذه الدعوة لا علاقة لها بخطورة الأقباط على الوحدة الوطنية وإنما لوقف التدخل الدولي الداخل أحشاء مصر ولعدم الوصول الى صراع الأديان، صراع الحضارات، اما عدوى طموحات الملالي في طهران بالهيمنة على المنطقة وتوظيف ذلك في صراعهم مع القوى الكبرى، فهي سيئة جدا اذا تصور مرشد الاخوان المسلمين انه سيكون كمرشد الثورة الإيرانية، فذلك جهل مطبق بطريق أهل السُنّة: أكثرية مصر وكرسي الازهر، وبحر الملّة ومحيطها في هذا العالم.

مرشد شيعي، ومرشد سني، وهذا مرة أخرى صراع علي ومعاوية الذي امتد قروناً وانتهى باستعباد بني بويه والسلاجقة وما تبعهم من حكم المماليك والأتراك!!.
خطر دخول الأقباط إلى المعارضة السياسية خطر على الأقباط وعلى مصر. وعلينا أن نفتح عيوننا جيداً، لأننا هنا نتحدث عن أمّة عربية، أو أمة مصريّة!!.