موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ يونيو / حزيران ٢٠١٤
مسيرة البابا فرنسيس والبطريرك برثلماوس نحو "نيقية 2025"

القدس - مريم أمبروزيلّي :

يعمل البابا فرنسيس إلى جانب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول على التحضير للقاء مسكوني من المقرر أن يقام في نيقية (الآن إزنيق في تركيا) في عام 2025، بمناسبة الذكرى السنوية لمجمع نيقيا الذي عقد في عام 325، وتم خلاله الإعلان عن قانون الإيمان المشترك بين الكنائس الشرقية والغربية.

خلال مدة حجه إلى الأرض المقدسة الذي استمر ثلاثة أيام، حاول البابا فرنسيس دائماً "بناء الجسور" مع الآخرين. وإضافة إلى اهتمامه الخاص بقضية السلام في العالم بشكل عام وفي الأرض المقدسة بشكل خاص (لذلك فإنه قد دعى إلى لقاء الصلاة الذي سيجمع بيرس بعباس يوم الأحد القادم في الفاتيكان)، فإن قداسة البابا يظهر أيضاً عناية خاصة جداً بمسألة الوحدة والسلام بين الكنائس.

نيقيا 2025: إن هذا المشروع هو ولا شك ثمرة اللقاء الذي جمع البطريرك المسكوني بقداسة البابا في الأرض المقدسة، وهو أيضاً ثمرة الإعلان المشترك الذي وقعه الطرفان على جبل الزيتون، والصلاة المشتركة بينهما أمام قبر المسيح في كنيسة القيامة، احياءً لذكرى مرور 50 عاماً على اللقاء الذي جمع البطريرك أثيناغوراس بالبابا بولس السادس في القدس عام 1964.

وقد كشف الإعلان المشترك الذي وقع عليه قداسة البابا وغبطة البطريرك المسكوني يوم 25 أيار 2014، عن عزم الكنسيتين الشقيقتين والتزامهما المشترك بمواصلة السير معاً نحو الوحدة. ومن ناحيته، صرح البطريرك المسكوني لوكالة "آسيا نيوز" الإيطالية الكاثوليكية، بأن "اللقاء الكبير القادم سيكون لقاءً جديداً في نيقية، في عام 2025، وذلك للإحتفال معاً بمرور 17 قرناً على انعقاد أول مجمع مسكوني حقيقي، أفرز قانون الإيمان".

كان مجمع نيقية الذي أقيم في عام 325، قد جمع أكثر من 300 أسقف من الشرق والغرب، وقد نتج عنه صدور ما يعرف بقانون الإيمان أو "قانون نيقية"، وهو عبارة عن إعلان موحّد للإيمان بين جميع المعمدين، أكد بنحو خاص على ألوهية المسيح ومساواته للآب، رداً على الهرطقة الأريوسية التي كانت منتشرة في ذلك الزمان.

وقال غبطة البطريرك لوكالة "آسيا نيوز" أن "الحوار من أجل الوحدة بين الكاثوليك والأرثوذكس ينطلق مجدّداً من القدس. ففي هذه المدينة، في الخريف القادم، سيعقد لقاء اللجنة الكاثوليكية الأرثوذكسية المشتركة، الذي سيستضيفه بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث. الطريق طويل، وعلى الجميع الإلتزام به ودون نفاق".

ثم أردف قائلاً: "إن القدس هي مكان وأرض الحوار بين الله والإنسان، والمكان الذي فيه تجسد كلمةُ الله. وقد اختار أسلافنا، بولس السادس وأثيناغوراس، هذا المكان لوضع حدّ لقرون طويلة من الصمت والقطيعة بين الكنيستين الشقيقتين".

اختتم غبطة البطريرك حديثه إلى وكالة الأنباء قائلاً: "لقد سرت إلى جانب أخي فرنسيس على ثرى هذه الأرض المقدسة، لا بخوف كما كان حال كليوفاس ولوقا وهما في طريقهما إلى عمواس، ولكن بأمل موحى به، كما يعلمنا إياه ربنا".