موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
مسيحيو حلب يحتفلون بالأعياد وسط الكثير من الصعوبات الناجمة عن الحرب والزلزال

فاتيكان نيوز :

 

ثمانية آلاف شخص تقريبًا فقدوا منازلهم في حلب نتيجة الزلزال الذي ضرب شمال سورية وجنوب تركيا في السادس من شباط الماضي، وقد تمت استضافة الكثيرين منهم في مخيم تابع للخدمة اليسوعية للاجئين. من بين الناشطين في المخيم الكاهن اليسوعي ميشال داوود الذي تحدّث عن معاناة هؤلاء الأشخاص موضحًا أن المسيحيين يسعون إلى الشهادة لإيمانهم في الأوقات العصيبة.

 

أشار الكاهن اليسوعي إلى أن الرهبنة اليسوعية تشجع المسيحيين السوريين على البقاء في بلادهم، بيد أن جميع الشبان يسعون إلى الهجرة، وقد بقي في سورية العديد من المسنين وقلة من الشبان، لأن الأجيال الشابة وبعد الانتهاء من الدراسات الجامعية تسعى إلى البحث عن مستقبل أفضل في أوروبا أو أمريكا. وأضاف داوود أن سورية بدأت تخرج من الحرب لكن الوضع اليوم قد يكون أسوأ من السابق، مشيرا إلى الحرب الاقتصادية التي يعيشها السوريون وسط ارتفاع كلفة المعيشة بشكل كبير، فقد تراجعت القيمة الشرائية للرواتب، وجميع الأشخاص يحتاجون إلى المساعدة والكنيسة تسعى إلى فعل ما أمكن.

 

وأكد الأب داوود أن الهزة الأرضية جاءت لتزيد الأوضاع صعوبة، بعد ما تسببت به جائحة كورونا والحرب. وقد تصدعت الكثير من المنازل نتيجة الهزة الأرضية، واضطر سكانها إلى البحث عن مكان آخر يعيشون فيه. وأشار في هذا السياق إلى أن الرهبنة اليسوعية تسعى إلى مساعدة هؤلاء الأشخاص من خلال توزيع الحصص الغذائية، وقد أنشأت مخيماً للمهجرين، موضحا أن الرهبنة تقدم الدعم لحوالي سبعة أو ثمانية آلاف شخص، مع العلم أنه يوجد في حلب – المدينة التي تَعد حوالي مليوني نسمة – عدد كبير من السكان الذين لا يتلقون أي مساعدة.

 

لم تخلُ كلمات الكاهن اليسوعي السوري من الحديث عن الاحتفالات بأسبوع الآلام وعيد الفصح، وأكد أنه ككاهن يسعى لأن يقول لجميع المسيحيين إنهم مدعوون للشهادة لإيمانهم وسط الأفراح والأتراح، في الأوقات الحلوة والمرة. وأشار إلى أن المؤمنين يحتفلون سنوياً بعيد الفصح في كنائسهم، وسط أجواء احتفالية جميلة، لكن بعد أن ينتهي العيد يعودون إلى حياتهم الطبيعية، ولا يتغيّر شيء. وشدد في هذا السياق على ضرورة أن يتحول العيد إلى مناسبة للقاء والبحث عن نِعَم الروح القدس الموجود بداخلنا والذي يعطي معنى لحياتنا.

 

وأوضح الأب داوود أن الكهنة يمدون المؤمنين بالرجاء والأمل من خلال حضورهم وتفاؤلهم والتزامهم وطريقة عيشهم، لافتا إلى أن الأشخاص يلجؤون إلى الكهنة طلباً للمساعدة المادية، المعنوية والروحية. واعتبر أنه على الرغم من كل شيء يبقى هناك بصيصُ أمل وسط الصعوبات، مع أن اليأس والإحباط ما يزالان سائدَين في المجتمع نظراً لما يواجهه المواطنون في حياتهم اليومية. وأشار هنا إلى أن الرهبنة اليسوعية تملك مركزاً يساعد الأشخاص على إيجاد فرص للعمل، ويقدم لهم دورات تدريبية ودروساً في اللغات والمعلوماتية، مقابل أجر ضئيل جدا، فضلا عن الرعاية السيكولوجية التي تساعدهم على مواجهة مشاكلهم اليومية. وأكد الأب ميشال داوود أن الخدمة اليسوعية للاجئين تسعى إلى تلبية احتياجات الأشخاص على مختلف المستويات.