موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ مارس / آذار ٢٠١٧
مبنى القبر المقدس دون دعامات بعد عشرة أشهر من أعمال الترميم

القدس – حراسة الأراضي المقدسة :

قامت في الأسبوع الماضي مجموعة من العمال التابعين لجامعة أثينا التقنية، خلال ساعات الليل من الأيام الممتدة ما بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من شهر شباط، بإزالة الدعامات التي كانت تحيط بالبناء. وضعت سلطات الإنتداب البريطاني هذه الجسور في عام 1947، لدعم البناء الذي كان معرضًا حينها للسقوط.

وقام فريق العمل، برئاسة البروفيسورة موروبولو، بإحضار أفضل الآلات المتوفرة من اليونان. تمّت عملية التفكيك يوم الثلاثاء 21 شباط أمام عدسات كاميرات التلفاز، حيث قُطِّع الحديد بواسطة أشعة مضيئة، وبسرعة تثير التعجب. وبسبب كمية الجسور وصلابة حديدها المصنوع في منطقة بنغال الهندية، فإن الآلة لم تستطع أن تنهي العمل مما اضطر العمال إلى إنهائه بالطريقة التقليدية، مستخدمين المنشار الخاص ذو الشفرات الإضافية الذي أتلفته مع ذلك العوارض بسرعة شديدة.

وقد أقيم هذا البناء في عام 1810 عقب الحريق الذي نشب في المكان عام 1808 وتسبّب في تدمير البناء السابق. تعرّض البناء الجديد إلى بعض الأضرار عقب الهزة الأرضية القوية التي ضربت البلاد في عام 1927. لم تصل الكنائس حينها إلى اتفاق في شأن اعادة اعمار البناء. فقرر البريطانيون، قبل بضعة شهور من إنتهاء انتدابهم لفلسطين، احاطة البناء بالحديد لمنعه من السقوط.

اليوم، وبعد مرور سبعين عامًا، وعقب أعمال الترميم التي بدأت في أيار عام 2016 على أثر الإتفاق الذي تم بين كنيسة الروم الأرثوذكس، وكنيسة اللاتين ممثلة بالآباء الفرنسيسكان من حراسة الأراضي المقدسة، وكنيسة الأرمن الرسوليين، تم ترميم هيكل المبنى كي يستطيع الصمود من ذاته.

لم يتبقى مع فريق العمل سوى أقل من شهر لإنهاء أعمال الترميم. وإن سطح البناء هو الجزء الذي لا يزال بحاجة إلى مزيد من الأعمال، إضافة للحاجة إلى الإنتهاء من تركيب نظام التهوية الجديد. كما ولا بد كذلك من القيام بأعمال تنظيف شاملة، لإزالة كل الغبار المتراكم في أنحاء كنيسة القيامة. ليس أمامهم سوى شهر واحد، إذ من المقرر إقامة احتفال مسكوني يوم الثاني والعشرين من آذار، الساعة العاشرة صباحًا، احتفاءً بمناسبة إنهاء أعمال الترميم.

يبقى على الكنائس أن تقرر موعد ترتيب البرنامج لمتابعة أعمال الترميم. إذ ترى البروفيسورة موروبولو أن على أعمال الترميم التي تمت أن تدوم في المستقبل، وذلك بإزالة السبب القائم الذي يؤدي إلى اضعاف البناء برمته: أي الرطوبة المتجمعة في الأرضية المحيطة بالبناء. وتقدر موروبولو أن هذه المرحلة الثانية من أعمال الترميم ستحتاج إلى عشرة شهور أخرى من العمل، وستة ملايين يورو إضافية.