موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ مارس / آذار ٢٠١٨
ماذا كتب الراحل فهد الفانك عن المسيحيين العرب؟

فهد الفانك :

<p dir="RTL"><span style="color:#ff0000;">ننشر فيما يلي المقال الذي كتبه الكاتب المخضرم الراحل د. فهد الفانك، في صحيفة الرأي الأردنية، يوم 24 حزيران عام 2013، حول موضوع &quot;المسيحيين في الشرق الاوسط&quot;، وهل عليهم أن يخافوا في هذه الفترة، وبالنهاية يخرج بتصريح مفاده أن مسيحيي الأردن لم يتعرضوا ابدًا لأي اضطهاد ديني، لكنهم باتوا خائفين شأنهم في ذلك شأن مسيحيي الشرق المجاورين لهم...</span></p><p dir="RTL">حتى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي كان جميع سكان الهلال الخصيب، العراق وسوريا الطبيعية، من المسيحيين، ونسبة كبيرة من العرب، وخاصة المناذرة في العراق والغساسنة في سوريا.</p><p dir="RTL">ويقول المؤرخ فيليب حتّي أن نسبة المسيحين في سوريا والعراق عند نهاية الدولة الأموية كانت في حدود 80%، الجزء الأكبر منهم عرب، فماذا حدث بعد ذلك.</p><p dir="RTL">تقول المصادر أن نسبة المسيحيين في الشرق الأوسط &ndash; أي بعد إضافة مصر كانت 25% في عام 1900، وأن النسبة انخفضت إلى 5% في عام 2000. وهي بالتأكيد أقل من هذه النسبة في الوقت الحاضر.</p><p dir="RTL">يقال أن هذا الاضمحلال المسيحي المتسارع في مهد المسيحية يعود لانخفاض نسبة التكاثر الطبيعي وارتفاع نسبة الهجرة للخارج، وخاصة أميركا الشمالية والجنوبية، ولا يستبعد بعضهم أن يزيد عدد الأقباط المصريين في الولايات المتحدة عنهم في مصر.</p><p dir="RTL">عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي عام 1944 ذكر كتاب الجغرافيا المقرر آنذاك أن عدد سكان شرق الأردن 350 ألف نسمة، بضمنهم 35 ألفاً في العاصمة عمان، وخمسة آلاف في إربد، وأن نسبة المسيحيين 12%، ويؤكد هذه النسبة أنها تمثل نفس نسبة الطلبة المسيحيين في مدارس الإمارة في ذلك الوقت حسب ارشيف وزارة التربية. هذه النسبة انخفضت في العقود السبعة الأخيرة إلى 2% فقط.</p><p dir="RTL">كان حكم البعثيين في العراق وسوريا -على علاته- علمانياً، يضمن حرية العبادة، ويحمي الأقليات الدينية، لكن الاحتلال الأمريكي للعراق فتحه للقاعدة وللمنظمات السلفية والمتطرفة ، وأعمال القتل ونسف الكنائس مما أدى إلى هجرة معظم المسيحيين العراقيين -آشوريين وكلدانيين- سعياً وراء الأمن الشخصي.</p><p dir="RTL">في سوريا التي تضم 2.5 مليون مسيحي يحدث الشيء ذاته الآن، فالمنظمات الإسلامية المتطرفة تثير رعب المسيحيين، وتدفعهم دفعاً إلى الهجرة، وإذا لم يتم تثبيت النظام والاستقرار في الدولة السورية فلن يبقى فيها مسيحيون.</p><p dir="RTL">عروبة المسيحيين لم تشفع لهم، فقد انحازوا للفتح الإسلامي ضد الروم دلالة على أنهم يضعون هويتهم القومية قبل الدينية، وقاوموا الغزو الصليبي في العصور الوسطى. وفي عصرنا الراهن أسهم المسيحيون العرب في الثورة ضد الاستعمار التركي والأوروبي، كما أن جزءاً هاماً من الأدبيات القومية العربية كانت من إنتاج شخصيات مسيحية: قسطنطين زريق، ميشيل عفلق، انطون سعادة، مكرم عبيد، نعيم حداد وغيرهم.</p><p dir="RTL">المسيحيون في الأردن مكون نشيط من مكونات المجتمع وهم بارزون في كثير من المجالات، ومن يأتي إلى الأردن ويتعرف على قادة البنوك والشركات والأحزاب السياسية والفئات المهنية من أطباء ومحامين ومهندسين وصحفيين إلى آخره، يظن أن نسبة المسيحيين في الأردن لا تقل عن 20%، مع أن نسبتهم الحقيقية أصبحت رمزية.</p><p dir="RTL">المسيحيون في الأردن لم يتعرضوا للاضطهاد إلا أن في مؤخرة رؤوسهم خوف دفين من المستقبل بدلالة ما يحدث في مصر والعراق وأخيراً سوريا.</p>