موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢١ يونيو / حزيران ٢٠٢١
مؤتمر صحفي في لبنان لتقديم "قداس يوم السلام للشرق وتكريسه للعائلة المقدسة"
المشاركون في المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، 21 حزيران 2021

المشاركون في المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، 21 حزيران 2021

أبونا :

 

عقد رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" التابعة لمجلس الأساقفة الكاثوليك في لبنان، المطران شكرلله نبيل الحاج، مؤتمرًا صحافيًا، الاثنين، أطلق خلاله قداس "يوم السلام للشرق وتكريسه للعائلة المقدسة"، برعاية بطاركة الشرق الكاثوليك، ومباركة قداسة البابا فرنسيس، الواقع فيه 27 حزيران 2021، وذلك في كل البلدان التابعة لمجلس بطاركة الكاثوليك في منطقة الشرق.

 

وفي لبنان، سيحتفل البطريرك الماروني ورئيس مجلس الأساقفة الكاثوليك في لبنان، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة الصرح في الديمان، والدعوة مفتوحة لجميع الكنائس وذوي الإرادة الصالحة من جميع الطوائف والأديان، للمشاركة في هذا القداس والصلاة من أجل السلام.

 

 

أبو كسم

 

ورحّب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، بالحضور، باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري. وقال:" "نلتقي اليوم لنعلن عن مشروع اللجنة الذي يكتسب أهمية كبرى في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها، ألا وهو تكريس الشرق للعائلة المقدسة. ففي ظل الظروف الصعبة والخطيرة التي يمر بها لبنان، نلتجىء إلى العائلة المقدسة إلى عطفها وحنانها، نسلم ذواتنا بين يديها، فهي حامية الكنيسة ومرافقة لها في مسيرتها".

 

تابع "كما نتطلع بعين الأمل والرجاء إلى اللقاء التاريخي الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس مع رؤساء الكنائس المسيحية في الشرق في الأول من تموز، وسنرافق هذا اللقاء بالصلاة والدعاء، لكي يلهم الرب الإله المجتمعين ويأخذ بيدهم في سبيل الحفاظ على الدور المسيحي في هذا الشرق ألا وهو الشركة والشهادة على ما جاء في الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط 2012". وختم أبو كسم بالقول: "نضرع إلى العائلة المقدسة أن ترافق شعبنا المعذب والقلق والمقهور، حتى يبقى صامدًا، ولكي تزول هذه المرحلة الصعبة، فلا ينفع بعد اليوم، إلا الإتكال على الله وحده".

 

 

المطران الحاج

 

وألقى المطران الحاج كلمة أشار فيها إلى أنّ اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" تطلق في الأحد الأخير من شهر حزيران، المكرس لقلب يسوع، مبادرة سنوية جديدة هي: قداس "يوم السلام للشرق"، والذي يصادف هذه السنة يوم الأحد، الواقع فيه 27 حزيران 2021، عيد سيدة المعونة الدائمة. وذلك بمناسبة مرور 130 سنة على ذكرى صدور "الشؤون الحديثة" Rerum Novarum في العام 1891 للسعيد الذكر البابا لاوون الثالث عشر، وهي "الوثيقة الخالدة وحجر الزاوية في تعليم الكنيسة الإجتماعي"، الذي يهدف إلى الإضاءة على الخير العام للشعوب وتحقيق العدالة والسلام على الأرض".

 

أضاف: "إنّ الكنيسة في تعليمها الإجتماعي، تهتم بكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. ومن واجب التعليم الإجتماعي في الكنيسة أن يندد بالظلم والعنف في كل أشكالهما. لذلك فإن الكنيسة، بصفتها رسولة السلام على الأرض، تتوجه إلى الجميع، لتدعو كل ضمير، إلى الإقرار بموجبات العدالة والمحبّة والسلام. وتنادي على ضوء الإنجيل، بمسؤولية الجميع تجاه الجميع".

 

وأشار إلى أنّه "في هذه السنة التي كرسها قداسة البابا فرنسيس للقديس يوسف، يدعونا هذا القديس إلى تجديد الأمانة للصلاة والإصغاء للمشيئة الإلهية، ويعلمنا أن نسلم حياتنا لله في خضم العواصف. إنّ يوسف البار "حارس الفادي" كما لقبه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، لا يزال حارس الكنيسة الذي نبتهل إليه ليعلمنا أن نحب الطفل يسوع وأمه مريم، وأن نضع ثقتنا بالعناية الإلهية التي تعنى أيضًا بتحقيق السلام على الأرض. وفي رسالة البابا فرنسيس هذه والتي أصدرها بمناسبة الذكرى المائة والخمسين لإعلان القديس يوسف البتول شفيعًا للكنيسة جمعاء، بعنوان "بقلب أبوي "Patris Corde"، تحدث الأب الأقدس عن علاقة يوسف بالعمل الذي كان قد سلط الضوء عليه البابا لاوون الثالث عشر، في رسالته العامّة الاجتماعية "الشؤون الحديثة".

 

وقال: "من هنا جاءت المبادرة أيضًا لتكريس الشرق للعائلة المقددسة: فإليك نصلي يا عائلة الناصرة، كي نتعلم على مثالك أن نعيش عهد الحب والوفاق،. وإليك نكل جميع عائلاتنا، لكي تتجدد فيها عجائب النعمة فنردّد مع قداسة البابا فرنسيس: "يا عائلة الناصرة المقدسة، مدرسة الإنجيل الجذابة، علمينا أن نقتدي بفضائلك من خلال إنضباط روحي حكيم". هكذا تظهر أمام كل عائلة، أيقونة عائلة الناصرة، بواقعها اليومي المكون من متاعب ومعاناة. ولكننا مدعوون إلى الاقتداء بمثال مريم أم المعونة الدائمة التي كانت تحفظ في قلبها الطاهر عظائم الله وتتأمل بها ومار يوسف العامل بصمت وسلام بخدمة الآخرين".

 

ولفت إلى أن "قداسنا نهار الأحد يحتفل به بطاركة الشرق الكاثوليك وبتوجيه من مجلسهم الكريم الذي يصادف يوبيله الثلاثين، إنه قداس "يوم السلام للشرق"، بالتضامن وبوحدة صلاة، في كل البلدان التابعة للمجلس. كما أنّ لجنة "عدالة وسلام" التي نظمت هذه المناسبة التي باركها قداسة البابا فرنسيس، بالتعاون الكامل مع "اللجنة اللاتينية في الأراضي المقدّسة"، إذ تشكر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك، وكل من يساهم في إنجاح هذه المبادرة، تذكر بالأخص من كتب أيقونة العائلة المقدسة المرصعة بذخيرة من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة، والتي ستنطلق من لبنان لتزور كل البلدان المشاركة، كما تشكر كل جماعات الصلاة التي قدمت التساعيات من أجل دعم "يوم السلام للشرق". ولفت إلى أنّ الدعوة "مفتوحة لجميع الكنائس وذوي الإرادات الصالحة من جميع الطوائف والأديان، للمشاركة في قداس "يوم السلام للشرق" في 27 حزيران ورفع الصلوات في كل مكان على هذه النية".

 

 

جورج بيطار

 

كما تحدّث الأمين العام المساعد في اللجنة الأسقفيّة "عدالة وسلام"، د. جورج بيطار، فقال: "إنها المرة الأولى في تاريخ الكنائس الشرقية، التي يتم فيها إطلاق مثل هذه المبادرة، التي تطلقها اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، المبادرة السنوية: قداس "يوم السلام للشرق"، وفي يوم الأحد الواقع فيه 27 حزيران 2021، في تمام الساعة العاشرة صباحًا، سوف تحتفل الكنائس السبع: الكنيسة المارونية، وكنيسة الأقباط الكاثوليك، وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، وكنيسة السريان الكاثوليك، وكنيسة الكلدان، وكنيسة الأرمن الكاثوليك، وكنيسة اللاتين، بقداس "يوم السلام للشرق" في الوقت نفسه".

 

تابع "اليوم في يوبيله الثلاثين، لا يزال مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك يحرص على تعزيز الحضور المسيحي في أرض الشرق، التي هي أرض الحوار التاريخي بين الله والبشر. ولعلّ الصلاة على أنواعها، هي أسمى مظاهر حضورنا المسيحي الذي من أجله يبذل المجلس كل الجهود، من خلال وحدة العمل بين كنائس الشرق. وفي سعيه المستمر لتحقيق السلام، يحتفل اليوم بقداس "يوم السلام للشرق" في كل البلدان التابعة لمجلس بطاركة الكاثوليك في الشرق".

 

وختم بيطار "وفي نهاية الذبيحة الإلهية، سيتلو أصحاب الغبطة، بالتضامن وبوحدة صلاة مع جميع المؤمنين، فعل تكريس الشرق للعائلة المقدّسة، الذي وضعه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك، ورئيس عائلة الكنائس الكاثوليكية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي عبّر عن دعمه ورغبته في المشاركة، من خلال الدكتور ميشال عبس، أمين عام المجلس".

 

 

سوزي الحاج

 

وفي الختام تحدثت المنسقة العامة وأمينة السر في اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام"، السيدة سوزي الحاج، فقالت: "إنّ لجنة "عدالة وسلام" التي أطلقت "يوم السلام للشرق"، نظّمت أيضًا، بالتعاون الكامل مع "اللجنة اللاتينية في الأراضي المقدسة"، كتابة أيقونة "العائلة المقدسة للمشيئة الإلهية" (من كتابة الأب سمير روحانا)، وقد تم ترصيعها بذخيرة من كنيسة البشارة، كما نظمت صلاة التساعيات الست، من أجل دعم "يوم السلام للشرق"، بالإضافة إلى شعار المناسبة. وهنا أتوجه بشكر خاص إلى السيدة نصره صايغ روحانا، وإلى جماعات الصلاة كافة.. كما نشكر كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية الداعمة، وعلى رأسها المركز الكاثوليكي للإعلام".

 

تابعت "أما برنامج زيارة الأيقونة المباركة، فقد وضعته لجنة خاصة من "عدالة وسلام" برئاسة صاحب السيادة المطران شارل مراد. طبعًا ستنطلق الأيقونة، بعد أن يباركها البطريرك اللاتيني في بازيليك الناصرة، من محطتها الأولى في لبنان، لتسافر في رحلة حج إلى سوريا ومصر والعراق والأردن لتعود والاراضي المقدسة، لتصل إلى روما، لتشارك في احتفال نهاية سنة القديس يوسف البتول".

 

وختمت: "إنّ الشرق والعالم بحاجة ماسّة إلى توبة الشعوب وإلى وداعة القلوب، فلنضع في يد الله كل تجربة وضيق لأنه كما قال بولس الرسول "يجعل مع التجربة مخرجًا لنستطيع احتمالها. وكما رفع يسوع عينيه نحو السماء، نرفع بدورنا عيوننا نحو السماء "من حيث يأتي عوننا"، فمعونتنا تأتي، وكما ينشد المزمور 121، "من عند الرب، صانع السماوات والأرض". هكذا نرفع عيوننا إليك أيها الآب الأزلي، بهذه النظرة المجبولة بالإيمان والحب والرجاء!".