موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ مارس / آذار ٢٠١٩
للمرة الثانية في الأردن: الاحتفال المشترك بعيد البشارة

تقرير: مارسيل جوينات ، تصوير: سمير شوملي وسورين خودانيان :

مندوبًا عن دولة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، رعا نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر الاحتفال الوطني المسيحي الاسلامي المشترك بعيد البشارة الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، وذلك في المركز الثقافي الملكي بعمان.

وشارك بالاحتفال لفيف من أصحاب الغبطة والنيافة من مختلف الكنائس في الأردن، وأصحاب الفضيلة والسماحة من دائرة الإفتاء العام ووزارة الأوقاف ودائرة قاضي القضاة، ومن مجلسي النواب والأعيان، وحشد من الشخصيات الرسمية والدينية والدبلوماسية والمجتمعية من المؤسسات الرسمية والأهلية، ووفد "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" الذي أتى من لبنان خصيصًا للمشاركة بالاحتفال.

وألقى ممثل راعي الحفل نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر كلمةً قال فيها، إن الأردن يجسد حالة فريدة ومميزه من العيش المشترك والتفاهم والتفاعل الأخوي، إذ أن الاحتفال بعيد البشارة يعتبر لبنة جديدة في التلاقي والتآخي والوئام.

وأضاف إن الأردن قد بقي عبر التاريخ مهدًا للحضارات والديانات والرسل، كما شهد منذ تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية العديد من المبادرات التي انطلقت من الفكر الهاشمي عالي الأفق كرسالة عمّان وأسبوع الوئام بين الأديان ومبادرة كلمة سواء وغيرها.

وأشار بأنه وإن تعددت أدياننا وألسنتنا وهوياتنا فإننا نتشرك جميعًا في العروبة والإنسانية. ونشترك هنا بالالتفاف حول قيادتنا الهاشمية، والإيمان بمبادئ الثورة العربية الكبرى. واختتم قائلاً بأن لقاءنا اليوم هو تعبير حقيقي عن إيماننا بأن قوتنا في تنوعنا، وهو الأساس في تحقيق التنمية المستدامة وضمان العيش المشترك.

وألقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر كلمة ترحيبيه بالحضور. وقال: "في هذا المساء، نجتمع من جديد أسرة واحدة متراصة متحابة متكاملة متناغمة، كي نؤكد على ثوابتنا الأردنية التاريخية، وهي أن الدين في خدمة السلام والوئام، وأنه لا يمكن أن يُستخدم إلا للمحبة بين الناس. وفي هذا المجال نحيي كل الجهود الأردنية الرسمية والشعبية التي خُطت بماء من ذهب، على مدار عمر المملكة الأردنية الذي يقترب من المئوية بعد أشهر قليلة، وبالأخص في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين".

وأضاف: "إننا اليوم مجتمعون بين جائزتين: جائزة تمبلتون لحوار الأديان وقد نالها جلالة الملك قبل أسابيع قليلة وجائزة مصباح السلام التي سيستلمها جلالته في مدينة السلام أسيزي الايطالية بعد ساعات قليلة. والجائزتان كبيرتان بمعانيهما وتعكسان صورة الأردن المزهرة في العالم: فتمبلتون هي جائزة حوار الأديان، وهو ليس فقط مزدهر في الاردن، بل قد صدّر رسائل للعالم فجاءت هاشمية الفكر وأردنية المنشأ وعالمية التطبيق. أمّا مصباح السلام La Lampada di Pace فهي لأن جلالته ولأن الأردن بقيادته يختار الخيارات السليمة والسلمية، الخيارات التي جعلتنا نحمد الله تعالى ليلاً ونهارًا على نعمة الأمن والاستقرار. كما نتمنى النجاح لزيارة البابا فرنسيس بعد يومين إلى المملكة المغربية، بعد أن نجح في مسعاه في دولة الإمارات العربية قبل شهرين، ووقع وثيقة الاخوّة الإنسانية".

وتابع الأب د. بدر: "نتمنّى الخير دائمًا لبلدنا، ونحن ايجابيون، ومتفائلون في المستقبل ، ودعونا نتمنى الخير للاشقاء، ولكل الاسرة الدولية، ننبذ الارهاب في نيوزلندا ضد المساجد وفي نيجيريا ضد الكنائس، وغيرهما من بلاد العالم. ونطلب السلامة للقدس الشريف، لتبقى عاصمة للإنسانية، وعاصمة للدولة الفلسطينة العربية. أما أمكنتها المقدسة، فهي محط حماية ووصاية صاحب الجلالة الهاشمية، حفظه الله ورعاه. أما أي تغيير على الوضع الراهن للمدينة المقدسة، أو للوصاية الهاشمية فيها، فهو مساس بالخطوط الحمر، وكلنا نقول مع جلالة الملك: كلا وكلا وكلا".

وختم مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام كلمته بالترحيب بالوفد القادم من بيروت للمشاركة في احتفال عيد البشارة، برئاسة مستشار الرئيس اللبناني لشؤون حوار الأديان السيد ناجي خوري، وسماحة الشيخ الدكتور محمد النقري، والأستاذ منير جبر، والصحافية السيدة ماري شلهوب من الوكالة الوطنية للإعلام.

وأطلق الأب د. بدر جائزة البشارة السنوية، والتي تمنح لمؤسستين رياديتين في مجال الحوار بين الأديان، والتقريب بين المؤمنين بالله الواحد. وفي هذا العام تم منحها أولاً للمركز المجتمعي المسكوني التابع للكنيسة اللوثرية، بإدارة القس سامر عازر، كما شكر جهودهم التي يبذولونها في إعلاء الثقافة وبالأخص ثقافة اللقاء والحوار. أما الجائزه الثانية فكانت من استحقاق الدكتورة بيان الشبول، مطلقة مبادرة تكافل الأديان التي تسعى إلى بث الثقافة السليمة بين اتباع الاديان.

وألقى الأمين العام لمجلس رؤساء الكنائس في الأردن الأب الدكتور ابراهيم دبور كلمة قال فيها: بشروا من يوم ليوم بخلاص إلهنا، ما أجمل هذا الخلاص أي ميلاد ملك السلام الذي صالح البشر مع الله وصالح الإنسان مع أخيه الإنسان، فالبشارة تعني تلاقي الله مع الانسان. كما أنها قد فتحت الطريق إلى الخلاص وهي دعوة إلى حب الله وإلى حب الإنسان لإخيه الإنسان. وأضاف، هنيئًا لنا بكلمة الله المتجسد التي تجعلنا نحتفل بعيد الخلاص، وهذا يدل على محبة المسيح للجميع، من مسيحيين ومسلمين ومتى نحب المسيح فاننا نلتقي به.

من جهته، بارك مستشار الرئيس اللبناني لشؤون حوار الأديان وأمين عام "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم" من لبنان، ناجي الخوري، الاحتفال الإسلامي المسيحي بمناسبة عيد البشارة للمرة الثانية على التوالي في الأردن، قائلاً: "أتينا من لبنان، حاملين مشعل الـمحبة والسلام، أَتيناكم حاملين راية مريم الجامعة في عيد بشارتِها، أتينا نشبك أَيادينا بأياديكم، وننطلق معًا في بناء ثقافة، لا بل حضارة الـمحبة والسلام". وأضاف، "يا إخوتي في الإنسانية، في أَيام التّعصب والتطرف لنكن عناصر انفتاح، في أيام التقسيم لنكن رجال وحدة، في أيام العداء لنكن شعلة الاخوة، في أَيام البغض تعالوا ندعو إِلى الـمحبة".

كما ألقى الشيخ الدكتور محمد النقري كلمة قال فيها: "عندما تداعينا في لبنان منذ ثلاثة عشر سنة للإحتفال بعيد بشارة مريم، لم نكن ندرك بأنها ستتحول سريعًا إلى ثقافة عالمية جديدة تفتح آفاق العلاقات الإسلامية المسيحية على مصراعيها. لقد كانت بداية الفكرة أن نبحث نحن المسلمين والمسيحيين عن مبادئ مشتركة طبيعية غير مصطنعة، لكي نلتقي بها سويًا من أجل كلمة سواء، نؤكد فيها إيماننا بالله وبرسله وأنبيائه وكتبه السماوية التي يؤمن بها كل واحد منا على حدة، وباليوم الآخر وبالأعمال الصالحة الخيرة." وأضاف "من كانت له أذن فليسمع، ومن كان له عقل فليعلم، بأننا مسلمين ومسيحيين لسنا هواة إنغلاق، ولا شقاق ولا نفاق، ولا أصحاب بدع وخدع، تعاهدنا بأن لا تجمعنا أينما كنا الكراهية ولا الحقد ولا الفرقة، بل تجمعنا أم رحيمة ومشفقة، بمحبتها نزرع الورود وننثر البذور، وننشد تواشيح وترانيم المحبة والسلام".

وتضمن الاحتفال الذي تولى عرافته كلاً من شادي أبو خضر وليندا الخضراء، قراءة من الإنجيل المقدس بصوت الأب عماد بواب حول البشارة، وتلاوة آيات من القرآن الكريم حول بشارة الملاك جبريل للسيدة العذراء تلاها القارئ الشيخ عبدالله أبو غزالة. وتم عرض فيلم قصير عن الاحتفال من إعداد موقع أبونا الإلكتروني، بعنوان: "الأردن أرض السلام"، وفقرات ترانيم قدّمتها فرقة البشارة في جبل اللويبدة بقيادة المايسترو ابراهيم نعواس، ومنها "جبريل جاء يبشرك"، و"يا مريم البكر"، وكذلك كلمات أغنية الشاعر سعيد عقل: "أردن أرض العزم"، و"أغنية القدس"، كما قدّم كل من الفنانة روز الور والفنان رامي شفيق ترنيمة التآخي الإسلامي المسيحي.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…