موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الخميس، ٢٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٦
لحن عالمي موحد بعنوان.. لا للإرهاب

د. اسمهان ماجد الطاهر :

هناك كلمتان اجمًع العرب والغرب عليهما هما لا للإرهاب. موسيقى الكون تعزف ولأول مرة لحنا موسيقيا موحدا يحمل عنوان ابعدوا شبح الإرهاب ولتنعم ارواحنا بالسلام. لم تنج معظم دول العالم العربي أو الغربي من جرائم الإرهاب أخرها العمل الإرهابي في ميونخ- المانيا. والسؤال الذي يطرح تلقائياً أي رياح عاتية جلبت كل هذا القبح والحركات الدموية الإرهابية !

لقد بات المشهد مثيرا للفزع والقرف والغضب في آن واحد .فالإرهاب جريمة نكراء بحق البشرية ترفضها جميع الاديان والشرائع السماوية . ما يحدث يثير جدلاً واسعاً وعدة تساؤلات حول مصدر كل هذا الإرهاب والمحرك لهذه الاعمال، هل هو مصدر موحد أم أن القتل وسفك دماء الابرياء والقتل والحرق والتفجير والخراب والدمار أصبح تجارة الحمقى والفاشلين والمعدمين من القيم الانسانية.

ما عاد يكفي القول أن فلان ابن فلان الذي يحمل الدين والجنسية الفلانية أرتكب عملا اجراميا إرهابيا بتفجير نفسه حيث الإرهاب لا دين له ولا ملة ولا جنسية، ودمى الإرهاب بات يتم إستخدامها لتحقيق هدف اثارة الرعب ونشر الدمار والخراب. نريد معرفة مصدر هذا الإرهاب وموجهه الحقيقي وسماع اخبار قمعه والقضاء عليه.

لقد اصبح الإرهاب سرطان العصر الاكثر فتكا فإنتشار القتل والسفك والتدمير يقرع الجرس وينادي بإعادة النظر بكثير من العوامل والمعطيات بدءاً بأفلام الاكشن والرعب التي علمت ودربت قليلي المروءة والادراك على الاعمال الإرهابية، وإنتهاءً بكل ادوات الصخب والعنف ومخدرات العقل والذهن والضمير فإنتشار مذهبات العقل وتفشي الرعب والعنف هو بداية فتيل تفشي الإرهاب. للمرة الالف نصرخ بعلو الصوت ما ذنب الابرياء الآمنين من البشر!

لقد تسرب الخوف الى القلوب وبات الكثيرون يفكرون ويترددون قبل اتخاذ قرار بالسفر أو الانتقال. يتساءل البشر في العصر الحديث هل سندرك عصراً خالياً من جرائم الإرهاب . كم اصبحنا نتمنى أن تتعرقل كل صناعات ادوات القتل والتفجير والدمار. جميع الصناعات تعاني ازمات اقتصادية وتتعرقل ليت أن ذلك يطال صناعة القتل والدمار فما عدنا نحتمل المزيد من اخبار القتل والدمار وحركات الإرهاب الدنيئة.

وتبقى الدهشة تثير تساؤلات حول طبيعة العقل البشري الذي يعمل ويستهلك من اجل الإبادة الجماعية والدمار، مما يجعل هدف اكتشاف قوى الإرهاب والتنكيل بها بأشد العقوبات هدفاً اساسياً مشروعاً يطلبه العقل والمنطق والعدل الانساني. لقد باتت اقصى امنياتنا إبادة شبح الإرهاب لتنعم ارواحنا بالسلام والهدوء والطمأنينة.

(الرأي الأردنية)