موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
العالم العربي
نشر الجمعة، ١ مايو / أيار ٢٠١٥
كنيسة القديس ميخائيل في الشارقة تحيي يوبيل المتزوجين
الشارقة – أبونا :

ترأس الأب وسام مساعدة، كاهن الجالية العربية في الإمارات الشمالية، القداس الإلهي الذي أقيم في كنيسة القديس ميخائيل في الشارقة، بالإمارات العربية المتحدة، احتفالاً باليوبيل الفضي (25 عاماً) لمنح سر الزواج لعدد من عائلات الرعية.

وقال الأب مساعدة في عظة القداس "اسمحوا لي في البداية أن أرفع أيات الشكر والتسبيح لأبينا السماوي ولروحه القدوس وليسوع المسيح الحي القائم من بين الأموات، الذي جمعكم مع بعضكم البعض، وهو الذي حافظ عليكم بغزير نعمه وعطفه، وليسوع المسيح الذي رافقكم على مدار 25 سنة الماضية فقد كان هو النور الذي أنار طريقكم، وأوصلكم اليوم الى هذه اللحظات التي فيها نشكر الرب عليكم. اسمحوا لي أن أشكركم اليوم لإنكم أنتم شهود اليوم على أنّ ما جمعه الله لا يفرّقنه إنسان. نعم في وسط عالم ما زال ينادي بالطلاق والإنفصال وتعدد الأزواج والزوجات. فالله هو من جمعكم على هذه الطريق. وهذه الطريق هي طريق قداسة لكي تصلاً معاً إليه".

وتابع "اسمحوا لي أن أشكر الرب على كل المشاكل والأزمات والصعوبات التي مرّت في حياتكم. اتعرفون لماذا؟ لإنكم ما زلتما معاً لم تتخليا عن بعضكما البعض. لم تترك شريك حياتك وحده بالنار لإنكم اليوم أقوى بفضل هذه الأزمة. لإنكم استطعتم بنعمة الرب أن تتخطيا معاً تلك اللحظات. اسمحوا لي أن أشكركم على كل لحظات الرحمة والغفران التي عشتموها مع بعضكما البعض. في كل مرة غفرت من كل قلبك لشريك حياتك. فلقد أنقذتم بيتكم من عاصفة وأمواج الغضب الهائجة التي لا تعرف إلا الدمار نتيجة. اسمحوا لي أن أشكركم على كل مرة تنازلت لشريك حياتك بتواضع ومحبة. اسمحوا لي أن أشكركم في كل مرة حاولت أن تفهم الأخر بفرادته وباختلافه عنك، ولم ترد أن يكون نسخة عنك".

وأضاف "اسمحوا لي أن أشكركم في كل مرة لبيت احتياجات شريك حياتك بوقت صعب. شكراً لإنكم استطعتم بنعمة الرب أن تحققوا مشروع الجسد الواحد، البيت الواحد. شكراً لإنكم كنتم بنائين ماهرين وناجحين. انظروا الى نعمة الرب وإنجازاتها بحياتكم على مدار السنوات التي مضت. شكراً لإنكم استطعتم أن تحموا بيتكم من كل شر كان من الممكن أن تسببه أنت لبيتك، أو من كل شر خارجي كان يهدد بيتكم وسلام واستمراره. شكراً على كل جلسة شفافية وإصغاء وحب واحترام عشتموها مع بعض. شكراً على كل لحظة صلاة، على كل يوم فتحتم في الكتاب المقدس وصليتم مع بعض، على كل مرة مستكم المسبحة الوردية وصليتم في كل مرة رفعتم الصلاة معاً للرب".

وتابع الأب مساعدة في عظته "يقول القديس بولس لو لم تكن لي المحبة فما أنا بشيء، إن البيت الذي لا يحيا بالمحبة فما هو إلا جحيم على الأرض. لو كانت صاحب أكبر شركات بالعالم، لو كنت من صاحب رؤوس الأموال، لو كنت صاحب نفوذ وسلطان على هذه الأرض، وفي نهاية نهارك رجعت الى بيتك الفقير من المحبة، فما يجيدك كل ذلك نفعاً. المال لا يشتري المحبة. الشركات لا تبني محبة في بيتك. النفوذ والسلطان لا توفّر لك محبة في بيتك. المحبة التي تصبر، تصبر وتصبر لإنها المحبة لا تستطيع إلا أن تكون محبة. والمحبة الحقيقية لا تتعامل مع رصيد بنك. فالمحبة لا حدود لها، حتى الصليب وما الصليب الى جسر قيامة وطريق مجد".

وختم بالقول "المحبة تخدم، تغسل أقدام. تستر خطايا جمة. لا تفضح ولا تكشف عار وضعف. بل تشفي وتداوي. لا تنتفخ من الكبرياء: القلوب المتكبرة أبوابها مغلقة "ممنوع الدخول". الأبواب مفتوحة 24/24 المحبة لا تعرف الأبواب المغلقة. ولا تفعل ما ليس بشريف: المحبة لا تعرف أن تجرح أو أن تسيء، بل تستقبل الجرح والإساءة بمغفرة. التي تتفجر من قلب المحبة. ولا تسعى إلى منفعتها: المحبة ليست أنانية. المحبة هي شركة وشراكة. المحبة هي أنت وأنا. وليست الأنا على حساب الأنت. المحبة الحقيقية هي التي تبحث الى منفعة الأخر ونمو الأخر وسعادة الأخر لنلتقي معاً في نفس الطريق. إذا لم أحترق أنا وتحترق أنت فمن يضيء لنا الطريق. هي تعذر كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتتحمل كل شيء لإنها المحبة. المحبة لا تسقط أبدا. تبني بيوت ولا تهدم".