موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٦ فبراير / شباط ٢٠١٩
كلية تراسنطا في بيت لحم تعقد ’مؤتمر الأخوّة‘ وتطلق ’وثيقة التآخي‘

بيت لحم – جورج زينة :

تحت رعاية وحضور حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، أقامت كلية تراسنطا في بيت لحم حفلا بمناسبة مرور 800 عامًا على لقاء القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان كامل الأيوبي عام 1219 في مدينة دمياط بمصر.

وحضر الاحتفال بطريرك اللاتين المتقاعد ميشيل صبّاح، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطالله حنا، ومفتي بيت لحم الشيخ عبدالمجيد عطا، ووزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، ومدير الكلية الأب روان دعدس، وحشد من الآباء والراهبات والمدعوين.

وألقى الأب باتون كلمة أكد خلالها أهمية اللقاء الذي جمع القديس فرنسيس والسلطان الكامل الأيوبي، حيث كان القديس فرنسيس من أول دعاة السلام والمحبة والتآخي في جميع الأوساط الكنسية الأوروبية المتعارف عليها، وبالنسبة له فإن كل الخلائق التي خلقها الله هم عبارة عن أخوّة متآخية تحت ظل الخالق عز وجلّ، كما كان مؤمنًا بالحوار خاصة وأن اللقاء تم في زمن الدولة الأيوبية وقدوم حملات الفرنجة من أوروبا إلى المنطقة، حيث انعقدت بينهما صداقات حميمة.

وأشار حارس الأراضي المقدسة أنه في نهاية لقائهما، أعطى السلطان الكامل للقديس فرنسيس فرمانًا يسمح له بزيارة الأراضي المقدسة والتعبّد في كنائسها، وبعد فترة وجيزة انطلق القديس فرنسيس من دمياط متجهًا إلى عكا ليحطّ في مينائها، ومنها إلى الناصرة والقدس. ولفت أن اللقاء الأخوي بين القديس فرنسيس والسلطان الكامل يعبّر عن لقاء السلام والمحبة الأخوية في ظل حروب دامية، مشيدًا بالأب مروا وإدارة تراسنطا في إحياء هذه الذكرى.

وألقى الشيخ عبدالمجيد عطا كلمة أكد خلالها عمق العلاقات الأخوية التي تربط المسيحيين والمسلمين في هذه البلاد، وأثنى على إدارة تراسنطا التي تفتح قلبها لهذا التآخي، وأكد على الاستمرار معًا في العمل على تحقيق السلام.

وحيّا البطريرك صبّاح الحضور، وأشاد بالقديس فرنسيس الذي سار على خطى السيد المسيح، وآمن بالكلمة والحوار بدل العنف واستعمال السلاح، وباللقاء المثمر الذي جمع القديس فرنسيس مع السلطان الكامل. وأضاف: نحن اليوم ما زلنا في مواجهة مع الغرب وصنّاع السياسة فيه، وبحاجة إلى الحوار البنّاء من أجل الوصول إلى العدل والسلام". وقدّم الشكر لحراسة الأراضي المقدسة وللآباء الفرنسيسكان على جهودهم وخدماتهم الجليلة لأبناء الأرض المقدسة.

أما الوزير معايعة فأشادت باللقاء، وتطرقت إلى المسار التاريخي للشعب الفلسطيني حيث قدم الجميع ببسالة على أرض فلسطين التضحيات على قاعدة إقامة الدولة وإنهاء الاحتلال، وأن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين علاقة راسخة، وعبرّت عن رفضها لكافة تصريحات لكافة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يحاول قلب الحقائق حول هجرة المسيحيين، مؤكدة أن ما يرتكبه جنود الاحتلال والمستوطنين من اعتداءات وممارسات وفرض القوانين العنصرية، وخاصة ما يجسده قانون القومية وفصل بيت لحم عن القدس وبناء الجدار ومحاولة فرض الضرائب، هو الذي يهدد الوجود المسيحي.

وتطرّق الأب مروان دعدس إلى المؤتمر الطلابي ’مؤتمر الأخوّة‘، وعن وثيقة ’تراسنطا للتآخي‘ التي تؤكد على أننا بشر متساوون، وأن التربية والتنشئة ركن أساسي لإحلال السلام، ومعرفة الآخر هي جسر محبة نحو الأمان والتآخي، وأن الديانات السماوية رسالة ربانية للسلام، وبالانفتاح وتقبّل الآخر يسود الاحترام المتبادل وتزول المخاوف، وأن بناء العلاقات الإنسانية مبدأ أساسي للسلام، وأن المبادرة الفردية المبنية على الحكمة هي الطرق لتثبيت السلام المشترك.

وتخلل الحفل تقديم درع للبطريرك صبّاح، وعرض ضوئي لفعاليات الطلاب.