موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ يوليو / تموز ٢٠١٣
كلمة البابا فرنسيس في قصر غونابارا

اليثيا :

كلمة البابا فرنسيس في حفل الاستقبال في قصر غونابارا في البرازيل :

السيدة الرئيسة،
السلطات المحترمة
الأخوة والاصدقاء

شاء الرب بعنايته المحبة، أن تعود بي الزيارة الدولية الاولى في حبريتي الى امريكا اللاتينية الحبيبة، وبخاصة الى البرازيل، البلد الفخور بعلاقاته مع الكرسي الرسولي، ومشاعر الإيمان العميقة والصداقة التي جعلته دوماً متحداً بنوع فريد مع خليفة بطرس. إنني لشاكر لهذه الهبة الإلهية.

لقد علمت انه لكي ادخل في علاقة مع الشعب البرازيلي، لا بد من العبور عبر قلبه الكبير؛ دعوني إذن اطرق بلطف هذا الباب. أطلب الإذن بان آتي وأمضي هذا الأسبوع معكم. لا املك فضة ولا ذهباً، ولكن أحضر معي أثمن ما أعطي لي: يسوع المسيح! لقد أتيت باسمه، لأضرم شعلة المحبة الاخوية التي تشتعل في كل قلب؛ وآمل ان يصل سلامي الى كل واحد: فليكن سلام المسيح معكم!

أتقدم بالتحية القلبية من الرئيسة واعضاء حكومتها الاجلاء. أشكرها على الاستقبال الحار وعلى الكلمات التي عبرت من خلالها عن فرح البرازيليين لحضوري في بلدهم. أحيي أيضاً حاكم المقاطعة الذي يستقبلنا في قصر الحكومة، ورئيس بلدية ريو دي جانييرو، واعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى البرازيل، والسلطات الاخرى الحاضرة، وجميع الذي عملوا جاهدين لتحقيق هذه الزيارة.

أوجه تحية الى أخوتي الاساقفة، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية إرشاد القطيع في هذه البلاد الواسعة، وإرشاد كنائسهم المحلية الحبيبة. من خلال هذه الزيارة، اود أن احقق رسالة أسقف روما، وأثبت إخوتي في الإيمان المسيح، وأشجعهم على الرجاء الذي يأتي منه، واحثهم ليقدموا لكل واحد غنى محبته الذي لا ينضب.

كما تعلمون إن السبب الرئيسي لزيارتي الى البرازيل، يذهب أبعد من حدود هذه البلاد. في الواقع، لقد أتيت للمشاركة في يوم الشبيبة العالمي. أنا هنا لالتقي الشباب من كل أنحاء العالم، تجذبهم ذراعا المسيح المخلص. يريدون ان يجدوا ملجأ فيه، قريباً من قلبه، ان يصغوا من جديد الى دعوته القوية والواضحة: "اذهبوا وتلمذوا جميع الامم".

يأتي هؤلاء الشباب من جميع القارات، يتكلمون بلغات عديدة، يأتون مع مختلف الثقافات، ومع ذلك، فهم يجدون في المسيح الجواب على رغبتهم المشتركة، ليسدوا جوعهم للحقيقة النقية والحب الحقيقي الذي يجمعهم على الرغم من اختلافاتهم.

المسيح يقدم لهم الفسحة، وهو يعلم انه ما من قوة أقوى من تلك الخارجة من قلوب الشباب عندما تغمرهم خبرة الصداقة معه. المسيح يثق بالشباب ويأتمنهم على مستقبل رسالته، "اذهبوا وتلمذوا". اذهبوا ابعد مما هو حدود بشرية، واخلقوا عالماً من الاخوة والاخوات!
والشباب بدورهم يثقون بالمسيح: لا يخافون من أن يخاطروا بحياتهم، لانهم يعلمون بانه لن يخذلهم.

مع بداية زيارتي الى البرازيل، اعي جيداً انه بكلمتي الى الشباب، اتوجه أيضاً الى عائلاتهم، الى جماعتهم الكنيسة المحلية والعامة، الى المجتمعات التي منها يأتون، والرجال والنساء الذين عليهم يعتمد هؤلاء الشباب.

جرت العادة هنا ان يقول الوالدين: "أطفالنا هو بؤبؤ أعيننا". كم هي جميلة هذه العبارة الناتجة عن الحكمة البرازيلية، والتي تظهر للشباب الصورة الخارجة من اعيننا التي هي النافذة التي منها يدخل النور، ليمنحنا اعجوبة البصر! ماذا سيحصل لنا إن لم نهتم بأعيننا؟ كيف ينستمر؟ آمل، خلال هذا الأسبوع، أن يسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال.

الشباب هم النافذة التي منها يدخل المستقبل الى العالم، واضعاً إيانا أمام تحديات كبيرة. جيلنا سيظهر بأنه قادر على تحقيق الوعد الكامن في كل شاب وشابة عندما نعرف كيف نمنحهم المجال لينموا، عندما نعرف كيف نؤمن لهم الشروط المادية والروحية لينموا؛ كيف نعطيهم الاسس الصلبة التي عليها سيبنون حياتهم؛ كيف نضمن سلامتهم وتربيتهم ليكونا كل ما يمكنهم ان يكونوا؛ كيف ننقل إليهم القيم الدائمة التي تجعل الحياة تستحق العيش؛ كيف نمنحهم الأفق ليسدوا عطهشم الى السعادة الحقيقة ويعملوا في سبيل الخير؛ كيف نقدم لهم إرث عالم يستحق الحياة البشرية؛ وكيف نوقظ فيهم قدراتهم العظيمة ليكونوا بناة مصيرهم، ويتشاركوا المسؤوليات في بناء مستقبل الجميع.

في ختام كلمتي، أطلب من الجميع الانتباه البعض للآخر، والعمل على بناء حوار بين أصدقاء. ذراعا البابا مفتوحان الآن ليغمرا كل البرازيل بغناها البشري والثقافي والديني. من الامازون الى البامباس، من المناطق الجافة الى البانتانال، من القرى الى المدن العظيمة؛ ما من أحد مستبعد من محبة البابا. بعد يومين، إن شاء الله، سأذكركم جميعاً امام سيدة اباريسيدا، سائلاً إياها حمايتها الوالدية لبيوتكم وعائلاتكم. والآن أمنحكم جميعاً بركتي. شكراً لاستقبالكم!