موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٧ يوليو / تموز ٢٠١٤
كلمة الأب علاء علامات في قداس الثالث والتاسع للأب سامي طوطح

يونكرز - أبونا :

فيما يلي الكلمة التي قالها الاب علاء نديم علمات، الكاهن المنتدب في رعية الراعي الصالح في يونكرز - نيويورك مساء أمس السبت، في بداية القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك القدس للاتين، وحضره جمع غفير من الكهنة والمؤمنين، استذكاراً لكاهن الرعية الراحل الأب سامي يعقوب طوطح الذي خدم الرعية خدمة متواصلة على مدار 37 عاماً:

صاحبَ الغبطة البطريرك فؤاد الطوال جزيل الوقار

يُقالُ أنّه: لِكُلِّ مَقامٍ مَقال. ولكنّي يعلمُ اللهُ أنّي لم أجِدْ في هذا المقامِ ما يُقال... فواقعُ الموتِ أليمٌ، والذي فارَقَنا كان لنا ومِنّا ومَعَنا مُدّةَ سبعٍ وثلاثينَ سنة: كاهِناً، أباً، أخاً، مُرشِداً، صديقاً مُحبّاً وكريماً. لا أدري إن كنتُ سأقفُ بجانِبِكم يا صاحبَ الغبطة لأعزّي معكَم أبناءَ رعيةِ الراعي الصالح بوفاةِ الأب سامي ، وهو كاهِنُهم وراعيهُم! أو أنّي سأقفُ بجانبِ الرعيةِ لأعزّيكم بوفاةِ الأب سامي، وهو ابنُ البطريركيةِ وأخيكُم! لو كانَ البُكاءُ ينفعُ، لكُنّا بيكناهُ وملأنا العالمَ أنهاراً مِنَ الدّموع! لو كانَ طعامُ الرّحمةِ التقليدي ينفعُ، لكُنّا أقمنا الموائدَ طعاماً وافراً! عبثٌ كُلُّ هذا أمامَ حقيقةِ أنَّ الأب سامي مات. ولكنّنا بقلوبٍ يغمُرُها الإيمانُ باللهِ المُحبِّ للبشر، ويُحييها الرّجاءُ بالقيامة، نقول: الربُّ أعطى والربُّ أخذ، فليكُن اسمُ الربِّ مُبارَكاً... لتكُن مشيئةُ الربِّ كما في السّماءِ كذلكَ على الأرض.

ما ينفعُنا نحنُ، وما ينفعُ الأب سامي، الآنَ وهُنا، هوَ المحبة التي تتجاوزُ رهبةَ الموت. وتعبيراً عن محبّتِنا جئنا اليومَ نُصلّي معاً، مقدّمينَ ذبيحةَ القدّاس هذه مِن أجلِ راحةِ نفسِهِ الطّاهرة. وهي أعظمُ عَمَلٍ يمكنُ للمسيحيّ المؤمنِ أن يقومَ بهِ مِن أجلِ أحبّائهِ الرّاقدينفي الرّب. وبالإضافةِ إلى ذلكَ، فإنّنا وبدلاً مِن أن نحزنَ عليه، علينا أولاً أن نشكرَ اللهَ عليه، وبدلاً مِن أن نحزنَ لأنَّ اللهَ أخذَهُ مِنّا، علينا أولاً أن نشكرَه لأنّه أعطانا إياه. علينا أن نفعلَ مثلَ الملك سليمان (في القراءة الأولى) فنُعدِّدَ عطايا اللهِ أولاً: نشكرُ اللهَ على شخصِهِ وكهنوتِهِ وخِدمتِه ورعايتِه، نشكرُ اللهَ على صداقةِ الأب سامي لكهنة البطريركية: وقد دعى إلى خدمةِ هذه الرعية في الأعيادِ وفي إجازاتِ الصّيفِ ما يُقارِبُ أربعةً وعشرينَ كاهِناً أحبَّهم وأحبّوه، أحبّوكم جميعاً وأحببتموهم... نشكرُ اللهَ على سخاءِ الأب سامي لمشاريعِ البطريركية، وخصوصاً للمعهدِ الإكليريكي في فلسطين ولمركز سيدةِ السلام في الأردن... نشكرُ اللهَ على أنَّ الأب سامي (وهو أولُ كاهنٍ عربي مِنَ البطريركية يخدمُ في أميركا) قد حضرَ رسامةَ الأب برنارد بوجي (وهو أولُ كاهنٍ عربي للبطريركية يُسامُ في أميركا): كنتُ أنا؛ أبونا علاء خلفَهُ واقِفاً، وكانَ أبونا سامي على الكُرسيِّ جالِساً، وكانَ أبونا برنارد عندَ قدميهِ راكِعاً... نشكرُ اللهَ لأنّ الأب سامي ماتَ مُحاطاً بعائلتِهِ وببعضِ أبناءِ رعيّتِه وببعضِ كهنةِ البطريركية المُحبّينَ له... نشكرُ الله على خدمتِه لرعية الراعي الصّالح في يونكرز مدّةَ سبعٍ وثلاثينَ سنة: قامَ خلالها بمنحِ سرِّ العمّاد ستُّمائة وأربعٍ وسبعينَ مرّة، وبمنحِ سرِّ الزّواجِ مائتينِ وثمانٍ وعشرينَ مرّة، وبالصلاةِ على المتوفّينَ مائةً وثمانٍ وأربعينَ مرّة. شكراً لكَ يا رب على جميعِ هذه النِّعَمِ وغيرِها التي لا تُحصى.

صاحبَ الغبطة... نُقدّرُ ظرفَكم ونعذُرُكم لعدم تمكّنِكُم مِن حضور مراسمِ الدّفن في سان فرانسيسكو مع عائلة الأب سامي الأولى، وفي نفسِ الوقتِ نشكُرُكم جزيلاً على تغييرِ برامِجِكم وعلى حضورِكم هذا القدّاسَ الإلهي مع عائلةِ الأب سامي الثانية؛ مع أبناءِ رعيتِه الذينَ أحبَّهم وأحبّوهُ.

أيها الأب سامي، لتسترِح نفسُكَ في سلام، وليكُن ذِكرُكَ مؤبّداً... أيها العبدُ الصّالِح، ادخُل إلى نعيمِ سيّدِك.