موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣١ أغسطس / آب ٢٠١٨
كلمات من قلب عربي مسيحي إلى إخوته وأصدقائه من مسيحيّ العالم

وائل سليمان :

<p dir="RTL"><strong>في ذلك الزمان</strong></p><p dir="RTL">أود أن أروي لكم قصة حدثت منذ أكثر من&nbsp;2000 عامًا عندما عجز الله عن إيجاد حل للتواصل الإيجابي بينه وبين شعبه الذي أحبه وخلق هذا الكون الجميل من أجله، قرر في ذلك اليوم أن يُرسل روحه على هيئة إنسان حتى يَربط السماء بالأرض. فكر تعالى وقرر فاختار مدينة إسمها بيت لحم، ومغارة متواضعة، لتكون بيتا دافئا لابنه المتجسد! وبدأت قصة جديدة بين الله والبشر، بين الجسد والروح<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">ومنذ اللحظة الأولى بدأ أجدادنا العرب بالسير خلف ذلك الاله السرمدي، الذي أصبح قريبا و لامس واقعهم، أحبهم، أطعمهم، شفى مرضاهم، سكن معهم، أحب وتألم، ضحك وبكى<span dir="LTR">.</span> واستجابوا لطلبه بنشر البشارة السارة الى جميع أرجاء العالم، ليقولوا للجميع بأن الله محبة، وإنطلقوا من القدس وحيفا وطبريا وبين لحم والناصرة ومن نهر الأردن وجدارا وجراسا وبيلا... وسوريا والعراق، وغامروا لكي يُعلموا الجميع عن قصة الخلق الجديد فذهبوا الى روما وأثينا ومن هناك الى كل جزء من الكرة الأرضية<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><strong>وبعد الالفيتين؟</strong></p><p dir="RTL">خلال الـ2000 عاماً دَخلت الإنسانية في دوامة فوضى بين الحقائق الإلهية والإنسانية، وبدأت معارك تنبئ بإنتصار دين على حساب دين آخر، وبين من يَعبد الله ومن يريد إحتكار عبادة الله!! وبين أمم لقارة ضد أمم لقارة آخرى! بدأ حكم الإنسان للأرض ورُفض حكم الله لها! وخلفت الدوامة، وما زالت، بفعل حروب ونزاعات، ضحايا بشرية بالملايين، وحتى الطبيعة غَضبت من الإنسان فَقلبت بعض الأماكن راساً على عقب لتقول كلمتها، رافضة حكم الإنسان لأرض صنعها الإله ووهبها الأله ويملكها الإله<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><strong>تهجير سكان الارض</strong></p><p dir="RTL">اليوم وبعد الآلاف السنين، وبشكل خاص من خلال السنوات الماضية، بدأت عمليات هجرة &ndash;بل تهجير- غير مسبوقة للجماعة المسيحية من الشرق الأوسط الى أراضي العالم الواسعة، شعب إجبر على الهجرة، شعب يُقتل بسبب إيمانه! شعب يُذبح بسبب محبته للآخر وإحترامه للآخر! شعب خسر تاريخه ولم يخسر إيمانه! خسر بيتا ومالا ولم يخسر عقيدة! شعب تُقطع رقبته بسبب قلبه الكبير وإسهاماته عبر التاريخ!</p><p dir="RTL"><strong>ومن هنا أوجه صرختي</strong></p><p dir="RTL">فلم تأت من الفراغ كلمات سينودس الشرق، وما تبعه من إرشاد رسولي: فلقد قالت وبالبنط العريض: &quot;<strong>انّ الشرق الأوسط، بدون مسيحيين، أو فقط بعدد قليل منهم، ليس الشرق الأوسط!&quot;. </strong>فيا مَن تبقى من الشعب المسيحي بالعالم، من قلب الأراضي المُقدسة، من قلب بلاد الله، من قلب بلاد التاريخ الإلهي، من قلب مَن تبقى من شعب له صلة بكم روحيًا، من ذلك المكان الذي ولد فيه بمغارة حقيرة، من ذلك النهر الذي تَعمد فيه وأسس المسيحية، من ذلك المكان هناك صوت صارخ يقول لكم أين أنتم؟</p><p dir="RTL">أين أنتم من الذي يحصل بالشرق؟ أين أنتم من الحفاظ على ذلك التاريخ؟ أين أنتم لدعم شعب صمد بعد 2000 عام؟ أين أنتم أمام الله من الضغط عالمياً للحفاظ على القطيع الصغير! الملح في الطعام.. نور العالم.. أين أنتم؟ هل أرسلتم المساعدة وغستلم أيديكم متبرئين من دمنا وروحنا! هل صحيح أنكم نقلتم الناصرة وبيت لحم إلى بلادكم وغدًا القدس ونحن لا قيمة لنا ولا فائدة؟</p><p dir="RTL">بإسم الله أدعوكم للعمل من أجل خلاص تلك النفوس! بإسم الله أدعوكم للعمل من أجل إحلال السلام بإرضنا المُقدسة بفعل الله والمُدنسة بفعل أعمال البشر! بإسم الله أدعوكم للقدوم والعيش معنا ودعمنا والصلاة من أجلنا!</p><p dir="RTL"><strong>مؤتمر دولي على الأقل</strong></p><p dir="RTL">إلى مَن تبقى في ذلك العالم من مسيحيين.. سلام. نحن في إنتظار مؤتمر عالمي للسلام من أجل الحفاظ على الشرق الأوسط، الحفاظ على لوحة الفسيفساء، الحفاظ على غنى التنوع والإختلاف، الحفاظ على أرض الآديان، أرض الله المُقدسة. الدعوة اليوم للعمل من أجل السلام وفقط السلام وإعادة الشرق المُقدس على خارطة العالم كمكان للحج ولزيارة التاريخ الإلهي<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">هل كلمات مَن تبقى في ذلك المكان ستصل الى قلب من تَبقوا في تلك البلدان<span dir="LTR">!</span> التاريخ لن يسامحنا على ما فعلناه بتاريخ قدسه الله، وندعوه بتاريخ الخلاص! الى كلّ من يؤمن بأنّ رقيّ الشرق بتعدديته، سلام<span dir="LTR">.</span> بإنتظاركم<span dir="LTR">...</span></p>