موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٧ مارس / آذار ٢٠١٨
قصر بعبدا يحتضن، ولأول مرة، الاحتفال اللبناني الوطني بعيد البشارة

بيروت – وكالات :

الرئيس عون رأس احتفالا وطنيًا جامعًا لمناسبة عيد سيدة البشارة هو الاول في قصر بعبدا منذ اعلانه عيداً وطنياً.. كلمات لممثلين من مختلف الطوائف تؤكد الحرص على العيش المشترك وعلى مكانة السيدة العذراء في قلوب المسيحيين والمسلمين

شهد قصر بعبدا، وللمرة الاولى منذ اعلان "عيد بشارة السيدة العذراء مريم" عيدًا وطنيًا جامعًا للبنانيين في 18 شباط 2010، لقاء رأسه رئيس الجمهورية ميشال عون، حيث اتخذ هذا العيد في هذه السنة طابعًا أكثر شمولية، واتى بمثابة تكريم لبناني من جميع الطوائف للعذراء مريم، وللمكانة المرموقة التي تحتلها في قلوب الجميع مسلمين ومسيحيين، وكتعبير صادق عن التلاقي بينهم حول تكريم السيدة العذراء.

وبحضور ممثلو المقامات الروحية العليا، واعضاء "اللقاء الاسلامي المسيحي حول سيدتنا مريم"، وعدد من الجمعيات والمؤسسات الدينية من مختلف الطوائف، وعدد من المطارنة والاساقفة والمشايخ ورجال الدين، بدأ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثم قرأ الشيخ خالد يموت سورة آل عمران، فيما قرأ الاب جان مطران مقطعًا من انجيل القديس لوقا عن بشارة العذراء، على وقع الاجراس والآذان.

وألقى أمين عام "اللقاء الإسلامي المسيحي حول سيّدتنا مريم" السيد ناجي الخوري، كلمة قال فيها: إِنَّ عيد البشارة أنزل الحوار من برجه العاجيِّ، ومن كونه مقتصرًا على النخبة الـمحدودة الصغيرة، إِلى الأرض. فقد كانت أمنا مريم في النصوص، وها هي اليوم في النفوس. انطلاقًا من هنا، فقد عملنا، ولا نزال، على تطوير الثقافة الـمريمية الجامعة، وها إننا نحاول، في عاداتِنا الـمشتركة، إلى تبادلها ونقلها بين بعضنا بعض. وسوف نعمل في الـمرحلة الـمقبلة، وبقلب واحد، وإرادة مجتمعة، على تحويل لبنان إلى قبلة العالم، فيعرف العالم وجه وطن الرسالة الحقيقيّ، ناشر حضارة الـمحبة والتلاقي وثقافة الحوار وقبول الآخر الـمختلف".

وكانت للشيخ سامي ابو المنى الكلمة التالية: "يا مريم الأم قد وحدت امتنا... والمسلمون لهم تقدير من حملوا حب المسيح، ومن رقّوا ومن لانوا، ونحن في مسلك التوحيد حكمتنا تقولك إن دليل القلب ربان، إن كان سرك باللاهوت متصلاً فالسر في حضرة الناسوت إنسان ملآنة نعمة الباري، مفضلة على النساء، ومنك الكل ملآن والروح تنهّل ماء الحق، ليس لها اّلاهُ ماء، واحلى الماء ايمان لا فرق الا اختلاف الصوت يطلقه وقع الاذان، واجراس والحان ونغمة الذكر في الخلوات يصحبها توق وشوق وتسبيح وعرفان، علّ البشارة ذكراها توحدنا، ويجمع الكل في التوحيد لبنان".

وبعد وقفة موسيقية لكورال جمعية المبرات فرقة مبرة السيدة، القى امين عام "اللقاء الاسلامي- المسيحي حول سيدتنا مريم" الشيخ الدكتور محمد النقري كلمة جاء فيها: "في البدء كانت الكلمة، ومن الكلمة جاءت ارادة الله، فكانت بشارة مريم لا لتكون من بقعة جغرافية حدثًا تاريخيًا مضى ورحل، وإنما لتكون حدثًا عالميًا قد انتشر واكتمل. كلمة ترافعنا على قولها في احتفالياتنا السابقة وقلنا فلتكن رمزية البشارة عيدًا وطنيًا إسلاميًا مسيحيًا مشتركًا، وجاء الرد سريعًا من السعد ليقول فليكن لكم ما تمنيتموه، ثم جاء العون من صاحب هذا القصر وقال بل لنجعل من لبنان بلدًا للحوار العالمي، ولتعل هامته فوق همم الدول والأوطان، فانطلقت من لبنان بلد الرسالة ثقافة بشارة مريم العذراء لتعم أرجاء العالم، ولتقول لهم: مسلمين مسيحيين أيدينا متشابكة، أجسادنا متعانقة، أكتافنا متعاضدة، صدورنا متلاقية، وجوهنا متقابلة، السنتنا متناغمة، أنوفنا شامخة، رؤوسنا مرتفعة، قلوبنا متآلفة، اقدامنا في ارض الارز ضاربة، تجمعنا جميعًا محبتنا لسيدتنا مريم العذراء البتول وتكريمنا لابنها المسيح الحصون. في أعماق تربيتنا تجدون احترامًا واجلالاً لإنجيل يرنم ولقرآن يجود، ترون في أعيننا صور آباء في كنائسهم قاتنون عابدون ومشايخ في مساجدهم راكعون ساجدون، في مدننا واريافنا تسمعون أجراس الكنائس يتقارعون واصوات المؤذنين يتناوبون، فمن مثلنا يضاهينا في عيشنا المشترك الواحد".

ثم ادت كورين متني وتيدي نصر وقفة غنائية اوبرالية بينما تولى محمد الشيخ اداء انشودة للسيدة مريم، قبل ان يصعد ممثلو المقامات الروحية العليا الى المنصة ويتلوا جميعاً دعاء مشتركاً في ما يلي نصه:

"اللهم ربنا، ورب كل شيء، ايها الإله العظيم المنّان، مرسل جبريل بالبشارة، إلى سيدة نساء الجنّة والأكوان، مريم البتول، أمتك، المتواضعة على مرّ الدهور والأزمان، أنت الإله السميع، المجيب، الهادي، الرحيم، والرحمان. إلهنا، نسألك أن تحبّبنا إليك، وأن تحببنا إلى ملائكتك، وإلى جميع أنبيائك ورسلك. اللهم، حبّبنا بسيدتنا مريم البتول الطاهرة، واجعلها قدوة لنا في حياتنا ومعاشنا. أللهم، اجعل حبّك أحب الأشياء إلينا، واجعل خشيتك أعظم الاشياء لدينا. أللهم، إننا برحمتك نستغيث، فأغثنا وأصلح لنا شأننا كلّه، وشأن حكّامنا والقائمين على أمورنا، وشأن وطننا، وكل من سكن أرضه، من مسلمين ومسيحيين. اللهم، رب السموات السبع ورب العرش العظيم، نسألك، كما اصطفيت العذراء مريم، وفضّلتها على نساء العالمين، أن تصطفي لبنان، بمسيحييه ومسلميه، وتجعله رسالة إلى كل بلاد العالم، وأن تطهر قلوب اللبنانيين من الاحقاد، وتنصرهم على أنفسهم وعلى مصالحهم الشخصية، حتى لا يروا، بعد ذلك، إلا مصلحة بلدهم الواحد بجميع أبنائه ومواطنيه. أللهم، إننا نسألك أن تعيد ايام هذا العيد المبارك على المسيحيين والمسلمين في لبنان وجميع أنحاء العالم، إنك، يا إلهنا، سميع مجيب. أللهم آمين".