موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٦ ابريل / نيسان ٢٠١٤
قرية يوحنا الثالث والعشرين تعيد اكتشاف "مفجر ثورة المجمع الفاتيكاني"

اميلي هيرينستين - أ ف ب :

ما زال البابا يوحنا الثالث والعشرون في الذاكرة الجماعية «البابا الطيب» والودود والقريب من الناس مثل البابا فرنسيس اليوم، لكن في مسقط رأسه يعولون كثيراً على إعلان قداسته لحمل العالم على إعادة اكتشاف شخصية معقدة فجرت «الثورة» التي أحدثها المجمع الفاتيكاني الثاني.

وقد انتخب انجيلو غيسيبي رونكالي المولود في سوتو ايل مونتي في 1881 لعائلة فقيرة من المزارعين، على رأس الكنيسة الكاثوليكية في 1958 واختار اسم يوحنا الثالث والعشرين حتى وفاته في 1963. وقريته القريبة من جبال الألب والتي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة، سميت سوتو ايل مونتي جيوفاني الثالث والعشرين. وقبل أسبوعين من اعلان قداسته مع يوحنا بولس الثاني في 27 نيسان، لا يخفي سكانها اعتزازهم بابن قريتهم.

وقالت ماريا لويزا وآنا وبنينيا، المتقاعدات في قرية مجاورة لدى قيامهم بزيارة المنزل الذي أبصر النور فيه «كان طيباً جداً وبسيطاً جداً، وتعكس هاتان الصفتان إلى حد ما شخصية أبناء منطقة برغامو». وأضافت أن البابا فرنسيس ويوحنا والثالث والعشرون «يتشابهان كثيراً، فهما يتحدثان إليك، كما لو أنهما يمنحانك كامل حبهما».

وكان البابا يوحنا بولس الثاني أعلن في 2000 تطويب البابا يوحنا الثالث والعشرين الذي كان يريد «فتح نافذة الكنيسة حتى نرى ما يحصل في الخارج ويرى العالم ما يحصل عندنا». وقد قرر البابا فرنسيس في أيلول إعلان قداستهما معاً.

وقد وصف كاهن سوتو ايل مونتي كلاوديو دولشيني تلك اللحظات بالقول «عمدنا إلى قرع الأجراس طوال نصف ساعة، وتساءل الناس لماذا؟ بلغني الخبر قبل أن تعلنه الصحافة بقليل. وفي قداس الأحد رفعنا الصلوات وهلل الناس وصفقوا، كنا وسط أجواء عيد لا توصف».

وأضاف دولشيني إنه إذا كان إعلان القداسة «مضموناً»، فقد عمد البابا فرنسيس إلى إعطائه «تسريعاً غير متوقع» لأن يوحنا الثالث والعشرين لم يجترح سوى أعجوبة واحدة، فيما تتطلب المسيرة الطويلة نحو القداسة أعجوبتين.

وقد حصلت المفاجأة «عندما وجدنا حالتين بالغتي الاهمية لأعاجيب كنا نقوم بدرسها تمهيداً لتقديمها إلى روما»، كما قال.

وباتت القرية التي أنشأت في 2012 داراً للحجاج من أجل استقبال الزائرين، من بين اثني عشر موقعاً مخصصة للبابا (المنزل الذي ولد فيه ومكان العماد،...)، تستعد لساعة الصفر. وهي تنتظر وصول ما بين 10 إلى 25 ألف شخص سيتابعون وقائع الاحتفال في روما على شاشات كبيرة ثلاثية الأبعاد.

ويأمل سكان سوتو ايل مونتي في أن يعطي الحدث الذي لا يقارن بالاحتفالات التي ستجرى في روما، التعبد له الذي ما زال خجولاً حتى الآن بعداً جديداً.

وهو سيتوج الجهود التي بذلت في السنوات الأخيرة من أجل تأمين الظروف «لإعادة اكتشاف وتقييم شخصية البابا يوحنا الثالث والعشرين»، كما قال جيمي شيافي مدير «دار الحجاج».

وأضاف «أطلق مشروع تغيير يواصله جميع البابوات الذين خلفوه ولاسيما البابا فرنسيس»، مشيراً بذلك إلى المجمع الفاتيكاني الثاني الذي أطلقه في 1962 وأحدث تأثيراً تحديثياً كبيراً في الكنيسة. ويشاطره الأب دولشيني الرأي نفسه. وقال «لقد فجر ثورة بكل ما للكلمة من معنى. لم يكن ممكناً أن تحصل إلا مع رجل عرف بلدانا مختلفة، بلغاريا الأرثوذكسية وتركيا الإسلامية وفرنسا والعلمانية. لقد أدخل المفتاح وأطلق محرك التغيير الذي لا يزال مستمراً حتى اليوم».