موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٦ فبراير / شباط ٢٠١٩
قراء وشدايقة في الكنيسة... الأهمية والرسالة

البطريركية اللاتينية وأبونا :

 

فرحت الكنيسة اللاتينية في الأردن، خلال الفترة القليلة الماضية، بمنح رتبة الشدياق لعددٍ من العلمانيين الملتزمين في رعاياهم، وذلك إيمانًا منها بدورهم في حياة الكنيسة، ومن أهمية انخراطهم في كل مختلف جوانبها، كون كل فرد في جماعة الكنيسة له حقّ وعليه واجب المساهمة فيها، بشكل واعٍ وفاعل ومثمر لمجد الله وخير النفوس.

 

يأتي هذا بعد أن قرّر مجلس الكهنة، في اجتماعه الموحّد المنعقد في عمّان بتاريخ 30 كانون ثاني 2019، مواصلة منح الرتب الصغرى (وهي رتبة القارىء ورتبة الشدياق) في الأبرشية، حسب الحاجة، وبعد دورةٍ تحضيرية يتدرب خلالها المرشحوّن على مسؤولياتهم.

 

وكان المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية رئيس الأساقفة ببيرباتيستا بيتسابالا قد بعث برسالة راعوية إلى الكهنة في مختلف أجزاء أبرشية الأرض المقدسة، وضع فيها القوانين الكنسية المشجّعة لإقامة القرّاء والشدايقة، وشرح فيها الأسس والمعايير ومدى حاجة الكنيسة، كما بيّن طبيعة الاحتفال الليتورجي الذي تقام فيه هاتان الرتبتان.

 

 

أعضاء فاعلون في جسد المسيح

 

شدد المطران بيتسابالا أن جميع خدّام الطقوس الدينية هم، أولاً وقبل كل شيء، أعضاء في جسد المسيح. ففي المعمودية منحهم الله نعمة المشاركة في الخدمة المقدسة. وأن هناك طرق مختلفة وعديدة بها يقوم المؤمنون العلمانيون بهذه الخدمة في العالم. إلا أن الطريقة الأكمل والتعبير الأصحّ والأساسي لها كان دائمًا المشاركة الواعية والفاعلة والمثمرة في سر الإفخارستيا.

 

وبما أن الاحتفال بالافخارستيا هو عمل الكنيسة كلها، بجميع أعضائها، فإن كل فرد في الجماعة له حقّ وعليه واجب المساهمة فيها. وهناك بعض المؤمنين الذي يُدعون بصورة خاصة للمساهمة في الخدمة بحسب الطرق المتنوعة والعديدة التي ظهرت في الكنيسة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. فالأدوار والوظائف والخدمات كثيرة، وتغني احتفالاتنا وتساعدنا في صلاتنا. وبالتالي، فإن القيام بالخدمات هذه هو في الوقت نفسه شرف ومسؤولية.

 

 

علمانيون يتمتعون بالمؤهلات

 

وأوضح المدبر الرسولي أنه يحقّ للعلمانيين الذين يتحلّون بالفطنة والاستقامة والتقوى والأهلية المطلوبة أن يعاونوا رعاة نفوسهم في خدمة الكلمة والمذبح من خلال رتبتي القارىء والشدياق. وبالتالي، تسمح الكنيسة للرجال العلمانيين الذيّن بلغوا سن 35 عامًا فما فوق، التقدّم من هذه الرتب، بعد توجيه طلب رسمي إلى الأسقف، مرفق بموافقة خطيّة من كاهن الرعية المعنيّ. أما في حالة الشخص المتزوج، فيجب عليه أخذ موافقة الزوجة أيضًا، على أن يكون قد مضى على زواجه مدّة لا تقل عن خمس سنوات.

 

أما من جهة كاهن الرعية، فالمطلوب منه اختيار الأشخاص المناسبين لهذه الخدمة بشكل موضوعي، لما فيه خير الرعية وخلاص النفوس. كما على الكنيسة تأمين دورات لاهوتية وليتورجية، وفي الكتاب المقدس أيضًا، لتساعد خدامها أن يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه. وبالتالي، على كل من الشدياق والقارىء اجتياز سنة تأهيل تشمل الجوانب اللاهوتية والروحية للخدمة التي يقومان بها، وكذلك الجوانب العملية لها.

 

 

معاونون وليسوا بدلاء

 

ويشدد المطران بييرباتيستا بيتسابالا في رسالته الراعوية، بأن "هؤلاء الخدّام هم معاونو الكهنة في رسالتهم، وليسوا بديلاً عنهم بأي شكل من الأشكال. لذلك على الكهنة متابعة عملهم". ويلفت بأن هذه الخدمة لا تُعطيهم الحقّ بأجر مالي، أو الحصول على مُقابل مادي من الأبرشية أو الرعيّة، لكن على الكنيسة أن تتأكد من حصولهم على أجر كريم من وظائفهم المدنية، ومن توفّر التأمين الصحي والضمان الاجتماعي لهم.

 

 

الكتاب المقدس محور رسالة القرّاء

 

تقوم مهمة القرّاء على قراءة ودراسة الكتاب المقدس، وتلاوة كلام الله والأدعية في القداس، قراءة صحيحة دون أخطاء وبصوت مسموع وواضح، ومن غير تردد. وإعداد أبناء الرعية المكلفّين بالقراءة خلال الخِدم الليتورجية، بحيث يعلنون كلام الله بوضوح ووقار، وتوزيع القراءات والطلبات آيام الأحاد والأعياد، والعناية باختيار التراتيل مع اللجنة الليتورجية، والإشراف على سير الترتيل، بشرط أن يكون قادرًا على ذلك، وفي حالة عدم وجود مدير للجوقة. كما يمكنه القيام، وبحسب الحاجة الرعوية، بالاهتمام بالحركات الكنسية، وإعداد المتقدمين من سري المناولة والتثبيت، وتنشيط مجموعة الصلاة، والإشراف على السهرات الإنجيلية في البيوت.

 

 

الإفخارستيا مركزية رسالة الشدايقة

 

تكمن رسالة الشدايقة في مساعدة الكاهن والشماس الإنجيلي في خدمة الهيكل وتحضير القرابين وتطهير الأواني عند الحاجة. وتدريب خدام الهيكل، وتقديم المناولة المقدسة للمؤمنين أثناء قداس الأحد، عندما يكثر عدد المتقدمين من المناولة، ويشمل ذلك مناولة أول جمعة من الشهر عند الضرورة. وعرض القربان المقدس في رتبة السجود عند الحاجة. على أن يلتزم الشدياق بلباس خاص أثناء قيامه بالخدمة الروحية والليتورجية فقط، وليس في حياته اليومية العادية.

 

 

تأهيل مستمرّ وتنشئة دائمة

 

ويشدد المدبر الرسولي في رسالته على أهمية التأهيل المستمرّ لكل من الشدياق والقارىء. فبالنسية للشدياق، فإنه يشتمل على تعليم رسمي عن الخدمة الإفخارستية، وعن الإفخارستيا والسر الفصحي، إضافة إلى الإرشادات العملية العامة. كما يتضمّن تخصيص أوقات للتأمل في الإفخارستيا ومعناها، ومركزيتها في الحياة المسيحية، والمشاركة في رياضات روحية للنظر في الشؤون الروحية والعملية المتعلقة بالخدمة، وفي الحياة المسيحية بصورة عامة في الجماعات المسيحية، وذلك مرة على الأقل في كل فصل.

 

أما بالنسبة للقرّاء، فإن التنشئة المستمرة تشتمل على على المعرفة بالكتاب المقدس وأقسامة وفصوله، والقراءات المخصصة للأعياد والأيام العادية، والاستمرار في التعمق بمعرفة الكتاب القدس، والتأمل فيه وفي شؤون الحياة الروحية. وتأهيل ليتورجي لمعرفة أقسام القداس ومعانيه، وفهم الرموز والطقوس الليتورجية، وكذلك الرتب الليتورجية المخصة لمنح الأسرار، إضافة إلى أيام الرياضة الروحية لتغذية الحياة الروحية بصورة عامّة.