موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ يناير / كانون الثاني ٢٠١٨
قادة الشرق الأوسط يزيدون جهودهم لمحاربة قرار الولايات المتحدة بشأن القدس

تقرير: ديل غافلاك ، ترجمة: أبونا :

تكثّف الكنيسة والزعماء السياسيون في الشرق الأوسط جهودهم الرامية لمكافحة القرار الأحادي الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلانه القدس الموّحدة عاصمة لإسرائيل وخططه لنقل السفارة الأميركية إليها.

وحول نظرة الكنيسة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي: "إن حل الدولتين مقبول من قبل دول العالم، بما في ذلك الفاتيكان. وهذا يتفق مع القرارات الدولية التي اتخذتها الأمم المتحدة".

من جهته، صرّح المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية رئيس الأساقفة بيير باتيستا بيتسابالا، بأنه "لا مانع من ان تكون القدس رمزًا وطنيًا لشعبين". وقال: "إن أي قرار من جانب واحد لن يكون حلاً"، مضيفًا "لا يمكن اختزال القدس إلى نزاع. إنها شيء أكبر من ذلك بكثير".

وكان البابا فرنسيس قد دعا مجددًا في خطابه السنوي أمام أكثر من 180 دبلوماسيًا معتمدًا لدى الكرسي الرسولي، إلى احترام الوضع الراهن للقدس. مؤكدا دعوة الكنيسة "إلى الالتزام المشترك باحترام الوضع الراهن في أورشليم القدس، المدينة المقدّسة للمسيحيين واليهود والمسلمين، وفقًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

كما دعا قداسته إلى "إيجاد حل سياسي يسمح بوجود دولتين مستقلتين في المنطقة، ضمن حدود معترف بها دوليًا. فرغم الصعوبات، تبقى الحاجة إلى الحوار وإلى إعادة استئناف المفاوضات الطريق الرئيسية للتوصل تعايشٍ سلميّ بين الشعبين في نهاية المطاف".

وبعد فترة وجيزة من إعلان ترامب في 6 كانون الأول 2017، اجتمع البابا فرنسيس مع الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في الفاتيكان، حيث تمحورت المحادثات حول وضع القدس الراهن، وكيفية الحفاظ على دور المملكة الأردنية الهاشمية المتمثل بحراسة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.

ولاحقًا، التقى الزعماء المسيحيون والمسلمون من الأردن والأراضي الفلسطينية في موقع معمودية السيد المسيح على نهر الأردن، واتفقوا على مجابهة القرار.

وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، الأب رفعت بدر: "لقد اتفق الجميع على دعم جلالة الملك وجهوده الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق العدالة في القدس، والاعتراف بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية هنالك".

ومن المعلوم، بأن ملك الأردن هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية بموجب معاهدة السلام التي وقعت سنة 1994 مع إسرائيل.

ويضيف الأب بدر: "إن القدس مهمة جدًا لنا كأردنيين. وقد دعم ملوك الأردن الهاشميين ترميم المسجد الأقصى، كما ساهم الملك عبدالله الثاني أيضًا في ترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة بماله الخاص. إن الوصاية الهاشمية ليست بلاغية، إنما تتحقق بدعم حقيقي، بما في ذلك التمويل. إن القدس هي كذلك عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية".

ويتابع: "الكثير من الأصدقاء في العالم، 128 دولة، عارضوا قرار الرئيس الأميركي"، وهذا يعني أن "الأردن وفلسطين ليسا لوحدهما"، ويضيف "يتعين على الدولة العربية أن تنسق أكثر فيما بينها لمعالجة هذه المرحلة التاريخية الهامة جدًا. الأردن هو رئيس الجامعة العربية في الوقت الراهن".

وعقب لقاء وزراء الخارجية العرب والأمين العام للجامعة في العاصمة الأردنية عمّان، يوم 6 كانون الثاني 2018، فإن الجامعة العربية تعمل على تكثيف الضغوط على المجتمع الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.