موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٩ يوليو / تموز ٢٠١٦
في وداع الأب كريستيان في مدينة الفحيص

الفحيص - الأخت سيسيل حجازين :

ودّعت رعية اللاتين في مدينة الفحيص الكاهن الأب كريستيان، حيث سينطلق للخدمة في رعية جديدة في الأرض المقدسة، وذلك خلال قداس احتفالي ترأسه كاهن الرعية الأب عماد علمات، بمشاركة الأب كريستيان، بحضور لفيف من المؤمنين.

وفيما يلي كلمة شكر وصلاة من أجل الكهنة:

"الحصاد كثير ولكن العملة قليلون فاسألوا رب الحصاد أن يرسل عمله لحصاده"

إن المسيح هو من يدعو ويختار كهنةً من شعبه، وقتما يشاء، حتى إذا صدقت نياتهم، وثبتوا، ووضعوا كل طاقتهم ومحبتهم في تصرف كهنوتهم، لكي يكونوا في مجتمعاتهم مسيحًا آخر، ورسل خير ودعاة سلام.

نجاح الكاهن في رسالته منوطًا بتقواة ومحبته المبذولة، ونقاءه، فإن كان تقيًا نقيًا محبًا، حالفه الحظ واستطاع أن يجذب النفوس بصلواته أولًا، وبمثله الصالح ثانيًا، وبمحبته غير المشروطه قبل كل شيء. فإذا خلت خدمته من المحبة أصبحت بلا فائدة، وبلا تضحية، لأن من يحب يضحي، كما فعل المعلم والكاهن الأول.

هنا نرى أن هذه الصفات الكهنوتيه قد اجتمعت بكل كهنتنا السابقين والحاليين، وأخص بالذكر قدس الأب كريستيان على مثاله الرائع وخدمته الملتزمة لاسيما جلوسه الساعات الطوال في كرسي الاعتراف؛ مستمعًا ومرشدًا للنفوس، وحمله جسد المسيح إلى من أعجزهم المرض عن القدوم إلى الكنيسة، وحمله أيضًا الأمل بكلماته المشجعة والموآسية لهم بالآمهم. أيضًا مرافقته للشبيبة وتوجيههم إلى الطريق الحق، وهم الحلقة الأضعف بيد ابليس، ولكن بمعونة الروح القدس، ومعه، استطاعوا أن يتغلبوا على أهوائهم وشهواتهم. شكرًا آباؤنا الكرام. شكرًا أبونا كريستيانو.

هنيئًا لرعيتك الجديدة بكاهن مثلك، شكرًا على خدمتك بمدينتنا العزيزة الفحيص. نطلب من الرب أن يوفقك في خدمتك ويقدس مسيرتك وأمنا مريم العذراء تعينك على حمل رسالة ابنها يسوع إلى العالم، وجذب الخراف إلى رعيته، إنه القادر على كل شيء، فكلمة شكر لا تكفي لكننا نتضرع ونتوسل إلى الكاهن العظيم، نحن رعية قلب مريم الطاهر، من أجل الكنيسة بأسرها، اجعلها تشترك في حبك، وبإلهامات روحك القدوس حتى تنتصر على أعدائها.

يا رب أعطِ كهنتنا كلامًا من نار لترتد القلوب الصلبة وترجع إليك. أعطنا كهنة قديسين، ثبّتهم في دعوتهم، احفظهم من الشرير الذي يهدد نفوسهم. بارك يا رب أبونا كريستيانو أينما ذهب وأينما حل. بارك كهنتنا الذين خدموا رعيتنا وما زالوا يخدمون. اسحق بقوة رحمتك كل ما بإمكانه أن يشوّه تقديسهم ويعيق خدمتهم للنفوس. احفظ يا رب أيديهم، الممسوحة بالمسحة المقدسة، نقيّها لأنها تلامس كل يوم جسدك المقدس وشفاه المؤمنين الطاهرة. لأنها تتخضب كل يوم بدمك الثمين. احفظ قلوبهم وأفكارهم بعيدًا عن الخطيئة، جردّهم عن كل ما هو بشري، لأنهم مثلنا وقدوتنا. بارك يا رب أعمالهم لتثمر مئة وألف ومليون. أعطنا أن نصلي من أجلهم في خطيئتهم، ولا ننتقدهم لأنهم إخوتنا، بل نعمل على استيعابهم ومساعدتهم بصلاتنا على تعديل مسيرتهم التي يتلاعب بها المجرب. أعطهم أن يكونوا فعلة حقيقيين لحصادك ويكسبوا النفوس الضائعة، ليضعوها على طريق الملكوت، أنت القادر على كل شيء، فإن الحياة لا تحلو بدونهم، ولا يهدأ بال بدون كلامهم وبركاتهم. فيا رب احمهم وباركهم، ليباركوا بيوتنا ويغفروا خطايانا وليقيموا الذبيحة.

املأ يا رب قلوبهم بحبك وبحب كلمتك، واملأ عقولهم من نورك وروحك القدوس، ليسيروا بكنيستك إلى بر الأمان، وليملأوا الأرض بكلمتك، وينشروا الحب والوفاق والسلام في كل مكان.