موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٦ يونيو / حزيران ٢٠١٩
في الجليل.. الرسامة الكهنوتية للاسباني خافيير مارتينيز ألكالا

طبريا - أبونا :

نال الاسباني خافيير مارتينيز ألكالا، السيامة الكهنوتية، في القداس الذي ترأسه المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية المطران بييرباتيستا بيتسابالا، في كنيسة الرسل الاثني عشر ببيت الجليل، الواقع على ضفاف بحيرة طبريا، وذلك بعد تلقيه التنشئة الإنسانية والكهنوتية في إكليريكية أم الفادي التابعة لجماعة الموعوظين الجدد.

وشارك في القداس الاحتفالي النائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني، ولفيف من كهنة الجليل من مختلف الكنائس، والرهبان والراهبات من جمعيات رهبانية متعددة، وعائلة المعهد التعليمي والمُنشّىء، وبعض الكهنة الشباب الذين جاؤوا من الأردن بعدما تخرجوا من المعهد نفسه، وسط حضور وفد كبير من الضيوف الآتين من اسبانيا، بما فيهم ذوو وأقارب الكاهن الجديد.

ومن بين أكثر اللحظات حماسة في الاحتفال، دعوة الأسقف إلى الشاب المتقدّم لنيل سر الكهنوت المقدّس، ليجيبه بحسب التعبير الكتابيّ: "هاءنذا". تبعها لحظة السجود، رفعت خلالها طلبة القديسين، تعبيرًا عن اتحاد الكنيسة الأرضية والسماوية حول خادم الرّب الجديد. وبعد وضع الأيدي على رأس المتقدّم لطلب حلول الروح القدس، مسح المطران بيتسابالا يديه بزيت الميرون المقدّس علامة على تكريس حياته لخدمة شعب الله. من بعدها ارتدى الثوب الكهنوتي بمساعدة كاهن الرعية الأب إيلي كرزم، وسط فرح وتصفيق الحضور.

وفي عظة الاحتفال، تطرّق المطران بيتسابالا إلى ما تقدّمه الليتورجية الكنسية في عيد جسد الرّب ودمه، حول معجزة تكثير الخمسة أرغفة والسمكتين (راجع لوقا 9، 12). الجانب الأول الذي أبرزه الأسقف هو جوع الناس الذين تعبوا من اتّباع يسوع جرّاء شدة الحرارة والعطش والإقامة الطويلة في الصحراء، وبالتالي فإن حاجة الناس ترمز إلى أنواع مختلفة من "الجوع" الحاضرة في عالمنا اليوم. وتساءل: هل نشعر بالحاجة حقًا في حياتنا إلى يسوع المسيح، وهو وحده القادر على ملء كل حاجة عميقة في نفوسنا؟

الجانب الثاني الذي أكد عليه المدبر الرسولي هو فقر الحشود التي اتبعّت يسوع، والذي يمثّل عقبة أمام الحاجة الماسة لتلبية الاحتياجات الأساسية. وفي مواجهة هذا الأمر، قال المطران بيتسابالا: "الحلّ الذي اقترحه التلاميذ هو بسيط للغاية: أن يذهب الجميع ويبحثوا عن حلّ لمشكلتهم. لكن إجابة السيد المسيح كانت تمامًا على النقيض من ذلك: ليبقى الناس، وليتقاسم الجميع ما هو قليل". وبالتالي، جاءت دعوة الأسقف للكاهن الجديد لكي يكون "إفخارستيا" للآخرين، ولتحقيق هذه المعجزة فإن الأمر لا يتطلّب ثروات مادية، إنما مشاركة حياته التي تسطع فيها حياة الله مع الآخرين.