موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠١٧
فرقة ’نسمة روح‘ المسرحية لأبونا: الإنسان في توقٍ دائم للسلام
عمان – أبونا :

لفت الحضور المشارك في أعمال منتدى الشباب العالمي حول السلام، فقرة مسرحية مميزة أداها مجموعة من أعضاء فرقة "نسمة الروح"، وهي فرقة مكونة من مجموعة شباب من مختلف مناطق المملكة.

المسرحية تتحدث عن السلام، وتتجسد من خلال أربع شخصيات: الشخصية الأولى تمثل السلام، أما الشخصيات الثلاثة فتمثل العالم الذي "لا يرى"، و"لا يسمع" و"لا يتكلم" إزاء ما يحدث من آلام البشرية نتيجة غياب السلام أو الخوف من الآخر.

"أنانية العالم تجاه نفسه تؤدي إلى قتل السلام، وهي صورة تمثل واقع الحال"، بحسب ما يقوله السيد ذيب سهاونة في اتصال هاتفي مع موقع أبونا الإلكتروني. ويضيف "حاولت مجموعتنا الفنية أن تضع النص المسرحي ناظرة من الزاوية الواقعية وليست المثالية"، مؤكدًا أنه "مهما سعى الإنسان إلى السلام، لكن يبقى في داخله حاجة إلى السلام، وهذا نتيجة أنانيته، وبتعبير آخر، هو ينظر إلى رغبته، وليس إلى رغبة الآخر أيضًا".

ويتابع: "إن الشخصيات التي تمثل العالم (الكفيف والأصم) لا يريان ولا يسمعان شخصية السلام peace كما هو، وإنما كشخص معاكس تمامًا؛ الـbeat، ليبدآ عندها بالهجوم على بعضهما البعض، في حين يقف الأبكم مرعوبًا تجاه ما يحدث، بل ويضع الخطأ كله على شخص السلام. لكن، وفي نهاية المطاف، يستطيع السلام أن يتفق مع الشخص الأبكم لوضع نهاية لما يحدث".

ويضيف سهاونة الناشط منذ عدة سنوات في مجالات الخدمة الكنسية لموقع أبونا الإلكتروني: "وبالفعل يستطيع السلام تغيير الأحرف الإنجليزية من جديد، وإرجاعها لأصلها. لكن، يبقى الشخص الأبكم مرعوبًا وخائفًا، وهنا يمثل غريزة الإنسان الذي فقد سلامه الداخلي، ليبقى أسيرًا لنظرته نحو الآخر بعين الخوف وعدم الثقة. لتنتهي المسرحية بقتل شخصية السلام من قبل شخصية المرعوب والخائف".

وعن معنى المسرحية، يقول سهاونة: "هذا هو حال العالم الغارق في أنانيته وخطيئته، فالسلام يبقى هو الضحية. فعندما تحيط غشاوة على عيون الإنسان، أو عندما لا يسمع صراخ الآخرين، من لامبالاة أو خوف، عندها لا يستطيع العالم أن يعود إلى أصله، أي كما خلقه الله تعالى في تناغم وانسجام تام بين جميع الخلائق. في حين عندما يشاهد ويسمع أنين أخيه الإنسان، وعندما يقف متضامنًا معه بالرحمة والمحبة، يبدأ حينها العالم بقطف بواكير السلام على هذه الأرض".

وحول الفرقة المسرحية، لفت سهاونة لموقع أبونا إلى أن أعضاءها مكونة من عدد من الشباب المواظب في كنيسته من فراس طاشمان، وراكان حداد، وألبرت طاشمان، وفادي قندح، وقيس ذياب، وعيسى حجازين، وحالا مسالانغ، وهشام طاشمان، وهم جميعًا في تعاون دائم من حيث كتابة وإخراج النص في صورته النهائية وتمثيله، لافتًا إلى أن الفرقة تسعى إلى تسجيلها رسميًا لدى الجهات المختصة، سيما وأن العروض التي قدمتها، والتي تصل إلى عشرين عرضًا إلى اليوم، قد نالت إعجاب الحضور.