موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٧ ابريل / نيسان ٢٠١٧
على خطى العائلة المقدسة، البابا فرنسيس في مصر

القاهرة – أبونا :

يتوجه البابا فرنسيس الجمعة إلى العاصمة المصرية القاهرة لتأكيد تضامنه مع الأقباط، أكبر مجموعة مسيحية في الشرق الأوسط تعرضت خلال السنوات الأخيرة لاعتداءات دامية، كما ولتعزيز جسور التعاون والشراكة مع المسلمين، في زيارة هي الثامنة له لدولة إسلامية.

وكان البابا قد وجّه رسالة مسجلة إلى شعب مصر، يوم الثلاثاء، قال فيها: «آمل أن تشكل زيارتي تثبيتًا وتشجيعًا لكل المسيحيين في الشرق الأوسط»، مشيرًا في الوقت نفسه إلى رغبته بتقديم «مساهمة فاعلة في الحوار الديني مع العالم الإسلامي». وقال إن العالم «الذي يمزقه العنف الأعمى» يحتاج إلى «السلام والحب والرحمة».

ويزور البابا مصر ليومين وسط إجراءات أمنية مشددة، في وقت تشهد البلاد حالة طوارئ أعلنت بعد الاعتداءين الداميين على كنيستين قبطيتين في التاسع من نيسان الحالي. وعلى الرغم من ذلك، رفض البابا التنقل في سيارة مصفحة، حسبما قال المتحدث باسم الفاتيكان غريغ بورك، مؤكدًا أنه لا يشعر بالقلق، بفضل الخطة الأمنية التي وضعتها وزارة الداخلية المصرية.

وفي اليوم من الزيارة، سيلتقي البابا فرنسيس البالغ من العمر ثمانين عامًا، الإمام الأكبر لجامع الأزهر الشيخ أحمد الطيب، الأستاذ في الفلسفة الإسلامية، البالغ من العمر 71 عامًا، والذي ينتقد التطرف الإسلامي بشدة. وكان الشيخ الطيب قد زار حاضرة الفاتيكان في أيار الماضي، بعد عشر سنوات من برودة في العلاقات بين الجانبين. وتأتي هذه الزيارة فيما تنظم جامعة الأزهر مؤتمرًا دوليًا حول السلام، حيث سيوجه البابا كلمة للمشاركين فيه، بعد كلمة للشيخ الطيب، ليأتي ذلك تتويجًا للشق الحواري من الزيارة.

أما في الشق السياسي، فسيلتقي البابا فرنسيس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي اعتمد خلال ثلاث سنوات من عهده نوعًا من سياسة الانفتاح تجاه المسيحيين المصريين منذ وصوله إلى الحكم في 2014، حيث كان أول رئيس مصري يشارك في قداس لمناسبة عيد الميلاد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عام 2015. وسيوجه البابا كلمة إلى السلطات المدنية، بعد الاستقبال الرسمي، مسطرًا فيها مرور سبعين عامًا على إنشاء العلاقات بين الكرسي الرسولي وجمهورية مصر العربية، والتي كانت أول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الحاضرة الفاتيكانية.

وفي ختام اليوم الأول من الزيارة، سيلتقي البابا فرنسيس بأخيه الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، وسيتوجه معه إلى كنيسة القديسين بطرس وبولس في القاهرة، والتي استشهد فيها 29 مصليًا في اعتداء في شهر كانون الأول. وسترفع صلاة مسكونية، بحضور بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، ورؤساء كنائس الشرق، تأكيدًا على ’مسكونية الدم‘ التي تجمع المسيحيين وتوحدهم.

وسيخصص البابا فرنسيس اليوم الثاني من زيارته، يوم السبت 26 نيسان، للجانب الرعائي؛ إذ يحيي قداسًا احتفاليًا للجماعة الكاثوليكية، والتي يبلغ عدد أفرادها في مصر أقل من 300 ألف. كما سيجتمع لاحقًا مع الإكليروس المحلي، من كهنة ورهبان وراهبات وإكليريكيين، قبيل مغادرته القاهرة مساءً. أهلاً ببابا السلام في مصر السلام.