ضمن فعاليات مهرجان الأرض المقدسة للأرغن، نظمت حراسة الأراضي المقدسة، بالتعاون مع السفارة الإيطالية في عمّان وكلية تراسنطة، أمس الخميس، على مسرح مركز تراسنطة الثقافي، عرضًا خاصًا بعنوان ’القديس فرنسيس بالموسيقى والصور‘، إحياءً لمرور 800 عام (وتحديدًا عام 1219) على وصول القديس فرنسيس الأسيزي إلى الأرض المقدسة في رحلة حجٍّ للسلام.

وحضر الحفل الموسيقي النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران وليم شوملي، والسفير الإيطالي في عمّان فابيو كاسيزي، والمستشار في السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي، والنائب الأسقفي العام للروم الكاثوليك الأرشمندريت بسام شحاتيت، ومدير الكلية الأب رشيد مستريح الفرنسيسكاني، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات والمهتمين.

وفي بداية الأمسية الموسيقية، قدّم الأب مستريح كلمة ترحيبية بالحضور. تلاه كلمة لمدير المشروع الأب الفرنسيسكاني ريكاردو تشيرياني أشار فيها إلى أن العرض هو عبارة عن فيديو وحفل موسيقي لموسيقى الأورغن قدّم بناءً على الفيلم الإيطالي الصامت "Frate Sole" (أختي الشمس) الذي أنتجته شركة تيبسي عام 1918، ويتناول حياة القديس فرنسيس.

وأوضح بأن فيلم ’أختي الشمس‘ هو من كتابة ماريو كورسي، وإخراج أوغو فولينا، لافتًا إلى أن العناوين الأولى من الفيلم يتم تعريفه على أنه ’نهضة فرنسيسكانية‘ في إشارة إلى البحث التاريخي الدقيق من قبل المؤلفين، والنهضة هنا ليست مصطلحًا يحدد نوعًا أدبيًا للسينما كالكوميديا أو أفلام الأكشن أو الأفلام الغربية، إنما مصطلح يرجع إلى القديس فرنسيس، الأمر الذي يفسر روحانيته وطريقة تفكيره وعيشه بمعنى آخر.

كما أشار إلى أن النهضة تستلزم عدم تملّك النهم التي يقدمها الله، مل هبة المحبّة، بل مشاركتها مع الآخرين ونشرها لمن هم حولنا. وقال: "هذه آلية يعرفها المحبون جيدًا: أولئك الذين يشعرون بحب الآخرين لهم، ويدفعهم ذلك بالمقابل إلى حب الناس، أي مشاركة الحب ونشره. فقد أعطي كل شيء لما ابتداءً بالحياة ذاتها، ذون استحقاق من جانبنا، ذلك ليس بإمكاننا إعاقة دورة الحب هذه بالاستيلاء عليه".

وأكد على أن "النهضة تعيد تشغيل آلية الحب الإلهي التي يعيقها الإنسان بالاستيلاء عليها، مما يجعل ما كان مقدرًا للآخرين ملكًا له وحده كالأرض والماء والطبيعة، وحتى التفوّق على الآخرين لمصالحه الخاصة وأفكاره الخاصة". ولفت بقوله: "إذا بدأنا بالتفكير والاقتناع بأن ما نملكه ليس لنا، عندئذٍ سنكون أكثر تسامحًا مع الآخرين. وإذا كان لا شيء ينتمي لنا، فلا شيء ندافع عنه، ولا شيء نشن الحروب من أجله، لا الممتلكات ولا الأفكار. إذا لم تكن الطبيعة ملكنا، فلا نمتلك الحقّ في تدميرها"، موضحًا أن القديس فرنسيس "لم يكن مشهورًا لمعجزاته، بل لأنه تمكّن من العيش دون أن يشكّل خطرًا على الآخرين، لا الإنسان ولا الحيوان ولا الطبيعة".

هذا وتخلل الفيلم موسيقى مرافقة تمثلت في عزف على آلة الأرغن أداها الفنان ماريو مارياني، وهو ملحّن إيطالي وعازف بيانو وأرغن معروف. وفي الختام، قدّم المطران شوملي كلمة شكر للقائمين على الحفل الموسيقي، فيما أعرب السفير الإيطالي عن استعداده للمضي قدمًا بالتعاون بين السفارة الإيطالية والفرنسيسكان والكنيسة في الأردن.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=2…