موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٥ مايو / أيار ٢٠١٨
سيامة الأنبا توماس عدلي أسقفًا ومدبرًا لأبرشية الجيزة للأقباط الكاثوليك

القاهرة :

ترأس الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، السيامة الأسقفية للأنبا توماس عدلي، وتجليسه مدبرًا على أبرشية الجيزة والفيوم وبني سويف، وذلك في مقر مطرانية الأقباط الكاثوليك لأبرشية الجيزة، بحضور أساقفة السينودس البطريركي القبطي الكاثوليكي، وسفير الفاتيكان والعديد من الكهنة والرهبان والراهبات، وحشد من المؤمنين من مختلف المناطق.

وقال البطريرك اسحق في عظة القداس: "نجتمع اليوم لنفرح ونحتفل بالسيامة الأسقفية للأب توما عدلي باسم الأنبا توماس عدلي؛ إنَّهُ عرس الكنيسة ليس في مصر فقط أو في إيبارشية الجيزة توابعها فقط بل في الكنيسة كلها، لأن الأسقف هو راعٍ وخادم في الكنيسة جمعاء هو أسقف الكنيسة الكاثوليكيّة. ومعكم أرفع الشكر للرّبِّ الّذي يرعى كنيسته ويرسل إليها رعاة حسب قلبه".

وأضاف مخاطبًا الأسقف الجديد: أبونا الحبيب توما: أنتَ اليوم هنا بكل ما وهبك الرب من غنى في شخصك وما عشته من خبرة صداقة مع الربّ الراعي الصالح، عرفته فقبض عليك، فسلمت له حياتك. مارست رسالتك الكهنوتيّة من خلال تحملك مسؤوليات عديدة خاصة في مجال التكوين والتعليم، قدتَ فيها الكثيرين إلى من عنده كلام الحياة. اليوم الربّ يدعوك إلى مسؤولية أكبر وأثقل أن ترعي شعبه وتقوده. في عالم تزداد فيه كل يوم التحديات والصعوبات لا بل يمر بحالة يسميها البابا فرنسيس "ظاهرة اللامبالاة" عالم يمضي في طريق السعي إلى مزيد من المتعة والامتلاك وفي طريقه قد يدوس على الآخرين غالبًا ما يكونون الضعفاء والفقراء".

وتابع: "في غمرة انشغال الإنسان بنفسه قد ينسى محبّة الآخرين ومساعدتهم. والأسقف هو من أجل خدمة الإنسان كل إنسان وكل الإنسان. وكم سيكون العالم أكثر ألمًا وبؤسًا إذا لم يجد في الأسقف العون والعزاء والتشجيع. كم هي ثقيلة وصعبة رسالة الأسقف ولذا فهي تحتاج إلى حياة روحيّة قوية، ومساندة بالصلاة والمحبة من جانب الكهنة والشعب. ليكن المسيح يا سيادة الأنبا توماس منذُ بداية أسقفيتك، قدوة حياتك ونورًا لسبيلك وهدف وغاية رسالتك، كما يقول بولس الرسول "اقتدوا بي كما اقتدي أنا بالمسيح".

وقال بطريرك الأقباط الكاثوليك في عظة القداس: "الأسقف هو علامة وحدة وسبب تشجيع. أنت عضو في سينودس الكنيسة ومسؤول فيه عن كل الكنيسة وليس فقط عن إيبارشيتك. فأهلاً وسهلاً بك تزيده غنى وقوة تعمل في تضامن مع أخوتك الأساقفة. أمّا عن الكهنة فأذكرك بما قاله المسيح لبطرس "أذهب وثبت أخوتك". فقد أقمت أبًا روحيًّا ومسؤولاً عن أخوتك الكهنة. وما أشد حاجة الكاهن اليوم إلى رفيق درب في طريق الحياة الروحيّة وشريك رسالة في حقل الكنيسة والعالم. إنَّهم أمانة بين يديك أيّها الأب الأسقف،. ولاتنسى أن المحبّة هي كمال الشريعة. وكهنتنا في حاجة إلى المحبة. فكن لهم أبًا حنونًا وراعيًا أمينًا مع الضعيف كما مع القوي. فكلهم أغصان في كرمة المسيح".

وأضاف: "ثم تأتي رسالتك الكبرى وهي الأمانة مع شعبنا، من ينكر أن العالم يمر بصعاب جمّة! الأرزاق قليلة وضيقة في أغلب الأماكن وضعفت كثير من القيم الروحيّة أمام تضخيم القيم الماديّة. إنَّ الأسرة تحتاج يا صاحب النيافة إلى رعايتك وكل شخص يُريدُ منك نورًا وعونًا. والمجتمع المصريّ في أشد الحاجة إلى أن تزرع فيه روح المحبّة والتضامن والتسامح. فأنت حضور المسيح وعطره المقدس. أُسلمك أمانة الإيبارشيّة كهنة وشعبًا فكن الراعي الأمين وأذكر كلام المسيح، "كن أمينًا حتّى الموت وسوف أعطيك إكليل الحياة". لترع خدمتك أمّ الراعي الأعظم وأمّ الكنيسة القديسة مريم العذراء".

وبعد مراسم السيامة الأسقفية، توجّه المطران عدلي إلى الحضور قائلاً في خطابه الأسقفي الأول: ""أشكُرُ الله الّذي منحني هذه النّعمة المملؤة مجدًا، نعمة ملئ الكهنوت، وأطلبُ معونتَه وقوّتَه. فقدّ أدركتُ طوال حياتيّ، وتعوّتُ أن يمنحني الله كنوزه ونعمه في أوانيَّ الخزفيّة. إنّي في هذه اللّحظة، وفي الشّعار الّذي وضعته عُنوانًا لخدمتيّ ومسئوليّتيّ الجديدة، أتأمّلُ مع القدّيس بولس، في كلماته في رسالته الأولى إلى كنيسة كورنثوس (1كو9/1، 19) "ألستُ حُرًّا؟ ألستُ رسولا؟ ... ومع إنّي حرٌّ من جهة النّاس جميعًا، فقد جعلتُ من نفسي عبدًا لجميع النّاس كي أربح أكثرهم".

وأضاف: "قال القديس بولس هذا مُذكّرًا نفسَه بالرّبّ يسوع في نشيد رسالته إلى كنيسة فيليبي (فيليبي 2)، الّذي أخذ صورة العبد ولم يحسب مساواته لله غنيمة، حتّى يكون سبب تمجيد لله الآب. فالقدّيس بولُس مع ثقته الكاملة بحُريّته ورسوليّته، يضع لنفسه مبدأً صالحًا لكلّ وقت ولكُلّ زمان "كُلّ شيء حلال، ولكن ليس كل شيءٍ بنافعٍ" (1كو10/ 23). ففي حُريّة مجد أولاد الله كُلّ الأشياء تحلُّ، وكُلّ الأشياء شرعيّة، لكن المحبّة، وهي ملكة الفضائل، كما قال قداسة البابا في خطاب تعينيه، هي القانون الوحيد الّذي يحكم على نفع كُل هذه الأشياء التي تحلُّ وجدواها. فالمحبّة تتخطّى قضيّة الحلال والحرام، وتتجاوز موضوع الحقوق والواجبات، وتقفز بقلوبنا أبعد بكثير من الأنظمة والقوانين لتدخل بنا إلى فرح القلب الواحد، والرّأي الواحد، والفكر الواحد، وتُحلّق بنا في آفاق إحساس الكنيسة، أيّ أفاق الشّعور إنّنا جسد واحد لرأس الكنيسة الرّبّ يسوع".