موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥
سيامة الأب جوزف طوبجي مطراناً جديداً على أبرشية حلب المارونية
طرطوس – أبونا والبطريركية المارونية :

ترأس الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أمس الاثنين، قداس السيامة الأسقفية للأب جوزف طوبجي، مطراناً لأبرشية حلب المارونية، الذي اتخذ شعاراً له: "إيمان ورحمة وسلام"، وذلك في كاتدرائية سيدة البشارة في طرطوس، بمشاركة السفير البابوي في سوريا ولفيف من الأساقفة، وحضور ممثلين عن كافة الكنائس المسيحية والطوائف الإسلامية.

وخاطب البطريرك الراعي في عظته الأسقف الجديد بالقول: "أيها الاخ الجليل، مسيرتك هذه ترتكز على هذه الركيزتين: الايمان بالمسيح ومحبة المسيح. وانت اخترت شعاراً لك كلمات ثلاث، تعبّر عن ايمانك وحبك هذا، ما يعني ان الايمان عندك هو الصخرة الاساسية ولكي تشهد للمحبة اخترت كلمتين أساسيتين الرحمة والسلام، إدراكاً منك ان ابرشية حلب العزيزة المهدمة والمطروحة هي بأمس حاجة الى إيمان يصمد عليه شعبنا هناك، وهي بحاجة في هذا المجتمع الى رحمة، الى مشاعر إنسانية. فقلب الانسان يبقى مقر حب وليس أبدا مقر بغض او حقد. وانت تدرك ونحن معك بكل الكنيسة ان حلب وهذا الوطن يجوع ويعطش الى السلام".

تابع البطريرك الماروني "لا يستطيع الأسقف ان يميّز بين انسان وآخر مهما كانت الظروف ولا ينسى على الاطلاق انه انما مؤتمن على محبة المسيح، تمر عبر شخصيته الى النفوس التي اختارها هو. هذه رسالة صعبة وتحتاج الى صلاة الشعب، نعم نحن هنا لسنا هنا لنشارك في احتفال انما نحن مسؤولون عن هذا الاسقف الجديد لنواكبه بصلاتنا كل يوم لكي يظل أمينا على وعده ومستمرًا في انطلاقة اليوم الاول من حياته الأسقفية على الرغم من الرتابة والصعوبات التي قد تحملها الايام".

أضاف: "أيها الاخ الحبيب، تذكر هذا التاريخ، وانت اخترته ٧ كانون الاول، ليلة عيد العذراء سلطانة الحبل بلا دنس، فليبقى هذا اليوم ذاكرة يومية، وخصوصاً عندما تأتي الصعاب وهي آتية، لانك تدخل الى ابرشية مهدمة حجرا وبشرا، تذكر ان الله الذي دعاك هو معك". وأشار البطريرك الراعي إلى قضية اختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم داعياً الى مواصلة الصلاة من تحريرهما وعودتهما الى كنيستيهما وشعبهما.

في ختام قداس السيامة الأسقفية تليت رسالة التهنئة التي وجهها رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ومما جاء فيها: "اختارتهم الكنيسة المارونية لكي تجمع البقية الباقية في الكنيسة المتألمة وسط المعارك التي تسبب الإحباط، وتقتل شعباً مشبعاً بتاريخ إيمان طويل يستمد جذوره من القرون الأولى للمسيحية".

ثم كانت كلمة شكر للمطران الجديد جوزف طوبجي قال فيها: "من النعمة الكبرى ان سمح الله بان يُحتفل بسيامتي الأسقفية عشية افتتاح السنة المقدسة "سنة الرحمة"، لان رحمة الله هي التي تقيمها من خطيئتنا، وهي التي تعمل على خلقنا من جديد في كل مرة ننالها، وذلك من خلال جهادها بالصلاة والصوم والتوبة الى الله، بالاعتداء اليه، وبتغيير حياتنا بأعمال المحبة، مطابقين إياها مع مشيئته في كل آن".

وأضاف: "نطلب شفاعة مار مارون أبينا، الذي حبانا الله بنعمة وجود قبره أفي قرية "براد" التي تقع ضمن نطاق ابرشيتنا، من حيث انطلق إشعاع قداسته. صلاته معنا، مع ابرشيتنا، مع كل أبنائنا، لأجل ان يبقوا متمسكين بجذورهم وبقديسيهم أجدادهم، حتى اذا تأملنا في ماضينا فهمنا حاضرنا، وعطرناه ومستقبلنا برائحة قداسة ذلك الماضي وبثبات جهاد الحاضر على حد سواء". وختم مقدماً الشكر لسينودس الأساقفة الماروني وعلى رأسه البطريرك الراعي لما وضعوا فيه من ثقة بانتخابه أسقفاً وجعله في مصافهم.