موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠١٦
سهرة إنجيلية للمطران سليم الصائغ في الفحيص

الفحيص – الأخت سيسيل حجازين :

نظم كاهن رعية اللاتين في مدينة الفحيص، الأب عماد علامات، سلسلة من السهرات الإنجيلية، بمناسبة الزمن الأربعيني وسنة الرحمة، عنوانها: "هذا الزمن هو زمن رحمة". وتمحور تأمل الأسبوع الأول على مثل الابن الضال، من ثم المرأة الخاطئة. أما الأسبوع الثالث فقدم المطران سليم الصائغ تأملاً حول مثل السامري الرحيم.

وقال المطران "يجب أن يوضع هذا المثل في إطاره التاريخي كي نفهمه: الانشقاق السياسي وثم الانشقاق الديني. هذا المثل هو من الواقع الاجتماعي الحياتي العملي المعاش، كمثل الراعي الصالح والدرهم المفقود والزارع الذي خرج ليزرع، كلها مأخوذة من حياة الطبيعة، كم وكم استخلص السيد المسيح دروساً من الطبيعة، لماذا؟ كي يعلمنا".

تابع "في هذا المثل يسوع يقول لنا، اذهب وابحث عن قريبك، ومن هو قريبي؟ هو الإنسان الذي يحتاج لي، كمثل اليعازر والغني، لم يعرف الغني أن يرى الفقر الذي في بيته أو إلى جانب بيته. وقال له: اذهب واصنع انت كذلك. سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا، ماذا عملت لقريبي". "إن مثل السامري يجب أن يدخل في كل شيء، في أعمال الرحمة الجسدية والروحية، ونحن في سنة الرحمة، ما أجمل أن يطبق ويعاش هذا المثل وغيرها من الأمثال.

وأضاف "إن هذا المثل يمثل الشعب اليهودي، ويسوع يبين لنا أن السامري الذي هو عدو ساعد، تحنن، اشفق، والعبرة هي: اذهب واصنع كذلك. نحن في سنة الرحمة، فيجب علينا أن نبحث عن الفقير، والفقير ليس الفقير مادياً، ممكن أنه بحاجة إلى إصغاء مع ابتسامة، فكم من الناس بحاجة إلى من يصغي لهم. كم من نفوس حائرة ضائعة تريد وتبحث عن من يصغي لها، يجب أن نكون لنا نظرة لنرى ونكتشف. قال السيد المسيح: اذهب واعمل، ابحث عن من هو بحاجة، أليس الوثنيون يصنعون ذلك، فيجب علينا أن نكتشف الفقر الروحي، النظرة المسيحية والغيرة المسيحية، أن نفكر بالعائلات التي تضيع، والذين لا يفكرون إلا بذواتهم، وما أكثرهم!".

وقال "في سنة الرحمة يجب أن تكون لدينا رؤيا أشمل؛ ما هو مكاني في الكنيسة. النقطة الجوهرية، أن اكتشف مكاني أنا ابن الكنيسة، أن أبحث عن المحتاج روحياً، أمي وبيتي هي الكنيسة، فالكنيسة تحزن على الفقراء والمظلومين. في سنة الرحمة يجب أن نشعر مع أمنا الكنيسة، والهم الأساسي هو توبة الخطأة والعائلات المفككة، وهذا يتطلب منا أن يكون لدينا نظرة إيمانية مسيحية. فأنت في مكانك، تستطيع أن تخلص نفوس كثيرة، كلنا مدعوون إلى الخلاص، المسيح يريد خلاصنا، فكل هذه الأمور تجعل منا السامري الرحيم. كل مسيحي هو رسول، والرسالة الأولى التي يطلبها السيد المسيح من كل شخص هو القدوة الصالحة، أن تشهد للمسيح بأعمالك، ودور الرب يصطاد القلوب من حيث لا تدري، له طرقه الخاصه للوصول إلى النفوس".

من جانبه شدد الأب علامات على أهمية استمرارية العمل. وقال "أكثر شيء متعب هو عمل المحبة، يجب أن يكبر، وهذا ما أشارت إليه الأم تريزا". وأضاف: إن عمل الرحمة يجب أن توصل الإنسان إلى القداسة. وإذا أردنا أن نعطي صفة للسامري، فهي الرحمة غير المحدودة: تجاه الأشخاص وتجاه العمل. إن استمرارية عمل الرحمة، وبالتالي شهادتنا المسيحية، مرتبطة بالسيد المسيح ومحبته ورحمته غير المحدودة، وهذا يتطلب منا أن ننفتح على اللامحدود، وأن نفتح قلبنا للجميع، لكي نستطيع أن نعيش الرحمة بملئها".

وفي الختام كان هناك مشاركة فعالة من الحاضرين باسالتهم لسيادته، وكان يجيب عليها.