موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ مايو / أيار ٢٠١٣
"سر ثباتي" لقاء الشبيبة المسيحية الثاني في حلب

الاب سيمون زكريان السالزياني - حلب :

خبرتي وانطباعي الشخصي عن لقاء الشبيبة المسيحية الثاني بحلب، (سر ثباتي)...

رغم الرمااااااااااااااااااااااال الكثيرة التي تحيط بنا فيحلب...
رغم سقوط الكثير الكثير من ضمانات الحياة اليومية...
رغم تحطم الكثير من الأسوارالتي كانت تشعرنا بالثبات...
رغم كل شيء !!!
رأيت في عيون شبيبتنا شوقاً كبيراً الى الحياة...
التمست في وجوه الكثيرين رغبة عارمة في التحدي ...
تحسستُ جمال العنفوان الموجود في قلب كل واحد...
تأمّلت كثيراً بالأشخاص اللذين عملوا بلاملل ولا كلل بالتحضيرات، وكأنهم يقولون لي بأن الخدمة هي ثباتهم...
اندهشت من بعضهم حين ظللوا لساعات كثيرة يعملون دون تأفف وبروح مسيحية بسيطة جداً...
غمرني الفرح حين لمست فرحة التحضير والبقاء معاً تلفّ الكثيرين من شبيبتنا الحبيبة...
شعرت بحضور الرب الفاعل بيننا، وتأكدتُ أكثر فأكثر بأنّه حاضر في كل واحد منهم...
في يوم اللقاء شاهدت عيوناً تنتظر الكثير الكثير...
في يوم اللقاء ظهر ليمدى تعطّش شبيبتنا ومدى محبتهم للقاء معاً...
في يوم اللقاء أدركت كم وكم من شبيبتنا يواجهون الكثير من أجل بناء بيتهم على الصخر...
وكم منهم يرغبون بالابتعاد عن الرمال التي تترك حياتهم في زعزعة مستمرة وقلق دائم...
التمست في عيون الكثيرين بريق الرجاء ينتفض صارخاً...
التمست في نظرات الكثيرين نوراً يريد الانتصار...
التمست في ابتسامات الكثيرين فرحاً يريد البقاء...
التمستُ في كلمات الكثيرين رغبةً لتجديد الحياة والبناء على الصخر...
التمست في دموع بعضهم التوبة والعودة الى الرب...
فأدركت حينها بأنَّ شبيبتنا لا ترضى بالرمال أساساً لبيتها...
ولا تقبل بالصعوبات حججاً لتبريرعثراتها...
ولا تستسلم لليأس خوفا من فشلها...
بل تحاول دوما وبدون كلل أن تثبت على أساس متين...
لا يتغيّر بتغيّر الظروف والأوقات...بل يبقى قوياًّ صلباً في وجه الرياح...
نعم أدركت بأنّ شبيبتنا لا ترتضي أساساً غير المسيح...
ولا كلاماً غير كلمتهُ...
ولا آراءاً غير مشيئته...
فكيف لن يكون الثبات حليف هذه الشبيبة؟
فالسرّ انكشف أخيراً...
وسبب الثبات صار واضحاً...
وهوأنت يسوع...
أنت سرّ ثبات شبيبتنا
فشكراً لك على حضورك معنا في اللقاء...
وشكرالمريم امنا السماوية...