موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١١ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٥
رسالة النائب الرسولي في حلب لمناسبة يوبيل سنة الرحمة

حلب - إذاعة الفاتيكان :

لمناسبة بداية سنة الرحمة التي افتتحها البابا فرنسيس يوم الثلاثاء الماضي، نشرت وكالة الأنباء الكاثوليكية "آسيا نيوز" مقالا سلطت فيه الضوء على الرسالة الراعوية النائب الرسولي للاتين في حلب المطران جورج أبو خازن كتبها خصيصاً لهذه المناسبة.

أكد سيادته أن الرحمة وحدها قادرة على إنقاذ سورية، البلد الذي يعيش منذ سنوات حرباً أوقعت مئات آلاف الضحايا وتسببت بتهجير ملايين الأشخاص. وثمة رغبة عارمة لدى الجميع بأن يوضع حد للقتال والأعمال العدائية كي تبصر النور أمة جديدة تنهض من تحت الأنقاض، كما كتب سيادته، لافتا إلى أن الكل يتمنى اليوم أن يُعطى وجه جديد للأمة السورية المعذبة، يكون وجه سلام، حيث يطغى التعاضد والغفران والمصالحة والمحبة.

وذكّر المسؤول الكنسي في رسالته الرعوية بأنه دعا جميع المؤمنين ـ لسنتين خلتا ولمناسبة عيد الميلاد ـ إلى عيش المحبة حيال الجميع بدون أي تمييز، كما شجع الكل، خلال احتفالات العام الماضي على التحلي بروح المغفرة والمصالحة لأن هذه هي الدرب الوحيدة التي تؤدي إلى السلام. وخلال هذا العام تدعونا الكنيسة الكاثوليكية إلى عيش الرحمة لأن الرحمة هي أساس لكل شيء، إذ إن المحبة والغفران لا يكتملان بدون الرحمة. هذا ثم لفت أبو خازن إلى أن الرحمة هي أيضا جوهر الدين، مذكّرا بأن الإسلام يقول "باسم الله الرحمن الرحيم"، فلا بُد من أن يُفسّر كل شيء في ضوء هذا المفهوم.

بعدها أشار النائب الرسولي في حلب إلى أن رحمة الله هي مصدر حياة جديدة، كما أن الرحمة المعاشة مع الآخرين تتحوّل إلى عنصر للتغيير وتسمح لهم بأن يولدوا من جديد. فيما يتعلق بالأوضاع التي تعيشها سورية حاليا، كتب المطران أبو خازن أن السوريين عانوا الكثير بسبب تبعات العنف وغياب الرحمة لدى مختلف الأطراف المورطة في الصراع السوري، لافتا إلى وجود أشخاص يقولون إنهم يتصرفون باسم الله، لكن إلههم ليس رحمانا رحيما. واعتبر سيادته أنه آن لأوان لإعادة النظر في تصرفاتنا القاسية والخالية من الرحمة مؤكدا أن كل واحد قادر على الإسهام في ولادة الأمة السورية من جديد من خلال ممارسته للرحمة. وختم رسالته مؤكدا أن المراحل الأولى من ولادة الأمة السورية الجديدة قد تكون هشة، لكن البلاد ستتقوى مع مرور الزمن إذا ما ساهم الجميع في الإعمار لا في الدمار، وفي التعاون المتبادل لا في ممارسة العنف تجاه الآخرين.