موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣
راعي كنيسة اللاتين في غزة: المؤمنون يتلون السبحة الوردية يوميًا على نية السلام
كنيسة العائلة المقدسة في غزة

كنيسة العائلة المقدسة في غزة

فاتيكان نيوز :

 

إزاء التصعيد الخطير الذي شهده قطاع غزة وإسرائيل خلا الأيام الماضية، أجرت وكالة الأنباء الكنسية سير مقابلة مع كاهن رعية العائلة المقدسة للاتين في غزة الأب غابريال رومانيلّي الذي أكد أن الجماعة الكاثوليكية المحلية، التي تعد زهاء مائة مؤمن، من أصل مجموع عدد سكان القطاع البالغ مليونين، تلتقي يوميًا لتتلو السبحة الوردية على نية السلام، مضيفا أن العديد من المؤمنين فتحوا بيوتهم أمام المشردين بسبب القصف الإسرائيلي.

 

خلال اتصاله الهاتفي مع وكالة سير أكد الأب رومانيلي أنه كان متواجدا في بيت لحم بالضفة الغربية يوم السبت الماضي، عندما تفجر الوضع، وظل عالقاً هناك نظرا لإقفال الطرقات مع أنه بقي على تواصل مع أبناء رعيته، مضيفا أن الوضع يتأزم ساعة تلو الأخرى. وأكد أن الخوف بات سيد الموقف في القطاع بعد أن أبلغ الجيش الإسرائيلي السكان بشأن عملياته العسكرية، معتبرا أن المؤمنين يأملون بحصول معجزة، لأن هذا وحده قادر على تفادي وقوع حرب عنيفة وطويلة.

 

بعدها لفت الكاهن الكاثوليكي الأرجنتيني إلى أن رعيته في عزة تستقبل حالياً خمس عشرة عائلة، مشيراً إلى أن عائلات كثيرة فقدت بيوتها بسبب القصف الإسرائيلي، في وقت ما يزال فيه الجيش يوجه رسائل إلى الغزاويين يدعوهم فيها إلى إخلاء الأحياء التي ستتعرض للقصف. وأوضح أن رسالة وُجهت أيضا إلى بطريركية اللاتين تحذر من إمكانية تعرض منطقة رمال لهجوم، حيث تتواجد الجامعة الإسلامية. وأضاف رومانيلي أن القذائف الإسرائيلية سقطت أيضا على مقربة من مدرسة البطريركية اللاتينية والتي تديرها راهبات الوردية، لكن القصف لم يُسبب أضرارا تُذكر.

 

تابع خادم رعية العائلة المقدسة في غزة حديثه لوكالة سير الكاثوليكية للأنباء مشيرا إلى أنه منذ تفجّر الوضع في المنطقة، يوم السبت الفائت، بدأت الجماعة الكاثوليكية المحلية بتلاوة السبحة الوردية على نية السلام، وهي تفعل ذلك كل مساء. وقال بهذا الصدد: إن المؤمنين يجتمعون في الكنيسة للمشاركة في القداس، وبعدها يقومون بتلاوة السبحة الوردية أمام القربان المقدس. وأضاف أن الرعية خصصت قاعة صغيرة للأطفال على أمل أن تتمكن من إحاطتهم بشيء من الهدوء والطمأنينة وسط أوضاع تزداد مأساوية يوماً بعد يوم ولا تحمل على التفاؤل.

 

في الختام شاء الأب رومانيلي أن يتوقف عند كلمات البابا فرنسيس في أعقاب تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الفائت عندما عبر عن قلقه حيال ما يجري في المنطقة ودعا إلى وقف الاقتتال بين الطرفين مؤكدا أن الحرب هزيمة. قال خادم رعية العائلة المقدسة في غزة إنه يأمل بأن تلقى كلمات البابا هذه آذانا صاغية لدى المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأضاف: دعونا نصلي من أجل هذين الشعبين، ونطلب من الله أن تسكت الأسلحة فورا. كفى للألم.

 

الكاهن الأرجنتيني أدلى أيضا بتصريح لوكالة فيديس الكاثوليكية للأنباء ذكّر فيه بأن قطاع غزة عرف في السنوات الماضية معارك وحروباً كثيرة، موضحا أنه إزاء ما يجري اليوم يعود إلى ذهنه النداء الشهير الذي أطلقه البابا بيوس الثاني عشر قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية عندما قال "إن لا شيء يُفقد مع السلام، إن كل شيء يُفقد مع الحرب"، وهي عبارات رددها أيضا البابا فويتيوا. وقال رومانيلي إنه يأمل بأن ينتهي الصراع قريبا وأن يبدأ العمل على تحقيق العدالة والسلام اللذين يطمح إليهما الشعبان.