موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٦ فبراير / شباط ٢٠١٧
دقّوا الشماسي

منال الفانك :

مع أجواء الشتاء الخيِّرة التي عشناها الاسبوع الماضي، كلنا لمسنا نعمة السماء، ولمستنا هي أيضًا، ومن منا لم يبتل ولو قليلا من تلك النعمة؟

إنما في تلك اللحظات، لفتتني مظلّة (شمسية) جميلة بيد طالبة!

فمن منا لم يستعن بها، أو لم يحتمِ بها في صباه؟ بالمدرسة كان أم في الجامعة، وحتى في بداياته كموظف؟

كانت (شتويات) الطفولة وايام الدراسة لها نكهة مختلفة بوجود تلك (التحفة)! فقد كنا نذهب سيراً على الأقدام، وكان من يمتلك (الشمسية) الاكبر حجماً واتساعاً هو بمثابة النجدة التي ستنقذ على الأقل ثلاثاً (زاعوق الشتا /حبات البرد)! وكان الحجز والتنسيق مسبقاً بأن (الترويحة) ستكون معه تحت ظل مظلته في حال أمطرت!!

من منا لا يذكر كم من المرات تصدت تلك (الرائعة) لهبّات الهواء، وانقلبت كالصحن أثناء المواجهة؟

وياما أفلتت من الأيدي في لحظة استسلام،

كم من المرات حاول صاحب الشمسية الإنفراد بها، لنركض وراءه مستنجدين، ونتحمل (جميلته) مرغمين!

من منا لا يذكر صوت الوالدة محذرة بأن (ديربالك لما تفتحها، لا تدقر عين إللي قبالك)

أتذكرون فرحة حصولنا على واحدة من شركة أو بنك كدعاية!؟ ومحاولة أكبر الإخوة استملاكها، وما يتبعها من مشاكل عفوية، تضطر بعدها الأم لإخفائها لحين يهدأ الوضع ويستتب الامن، لتعود وتبارك لأخي الاكبر بها!!!

من منا يستطيع ان ينسى تلك السوداء الواسعة التي لطالما اعتبرناها (أم الشماسي)، وهناك أرى الملونة للبنات والزرقاء للاولاد،

تغيير الحال، واحيلت (غاليتنا) للتقاعد المبكر، بوجود السيارات التي لم تعد تترك للأرجل فرصة المشي ولو لدقيقتين ولا حتى لقطع مترين،

نحب أشياء وأشياء، إنما بات من الصعب علينا القيام به أو حتى الإستمتاع بها،

فكم سيكون جميلاً لو (دقينا) الشماسي وضحكنا قليلاً

نستحق أن نضحك حتى لو مع الذكريات،

نهاركم مشمس ملوًّن كألوان شماسيكم العتيقة