موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٠ مايو / أيار ٢٠١٧
دبلوماسية البابا فرنسيس هي بناء الجسور وهدم الجدران

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان :

تُعقد في روما في العشرين من أيار الحالي في مبنى صحيفة "الحضارة الكاثوليكية" طاولة مستديرة حول عنوان "أطلس البابا فرنسيس. كيف يرى الأب الأقدس العالم؟" وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع مدير الصحيفة الأب أنطونيو سبادارو اليسوعي تحدّث فيها عن المعايير التي تقود عمل خورخيه ماريو برغوليو الدبلوماسي والتي تتمحور حول الرحمة وثقافة اللقاء.

قال الأب أنطونيو سبادارو عندما التقى البابا فرنسيس بنا نحن اليسوعيين العاملين في الصحيفة قال إنّ الأزمة عالميّة وأنّه ينبغي علينا أن نوجّه أنظارنا صوب المعايير التي يمكننا من خلالها أن نرى الخير والشرّ في العالم ونسعى لفهم الأسلوب الذي يتمّ فيه ذلك. وبالتالي فإن البابا يرى العالم كواقع معقّد وذات اختلافات كبيرة نواجه فيه خطر بناء الحواجز والجدران. ويشير الحبر الأعظم غالبًا إلى النزعة الشعبويّة والقوميّة اللتان تغلقان الأمم على أنفسها. لذلك يرى الأب الأقدس العالم كما ولو أنّ الرغبة باللقاء وبتخطّي الحواجز تغمره ولكنّه يراه أيضًا عالمًا مليئًا بالجراح المفتوحة التي يمكنها أن تصبح أبوابًا. وهكذا كان الأمر على سبيل المثال في لامبيدوزا وفي جزيرة كوبا، وبالتالي يمكننا القول إنّه عالم في حركة ولكنّه يحتاج لروح.

تابع مدير الصحيفة اليسوعية متحدّثًا عن "القيمة الشفائيّة" للزيارات التي يقوم بها الأب الأقدس وقال يحب البابا أن يواجه الواقع تمامًا كما هو وغالبًا ما يكون هذا الواقع مأساويًّا. هناك العديد من التوترات في البلدان التي زارها الأب الأقدس وقد أراد البابا أن يلمس لمس اليد الجدران الموجودة كما حصل في زيارته إلى الأراضي المقدّسة أو جدار أوشفيتز بقيمته التاريخيّة والأوضاع المعقّدة والإنقسامات كما في كوبا وبانغوي... وبالتالي يريد الأب الأقدس أن يتواجه مع هذه المأساة وإنما متّبعًا أسلوب الرب أي أن يلمس بيده كي يشفي وبالتالي فأسلوبه وتواصله المباشر مع هذا الواقع المعقَّد والصعب والمليء بالتوترات هو تواصل لإعادة بناء الجسور وشفاء الجراح.

أضاف الأب أنطونيو سبادارو مشيرًا إلى أن الأب الأقدس يقترح علينا دبلوماسيّة الرحمة وقال هذا الأمر يعني أنّه لا يمكننا أن نعتبر أن شيئًا ما قد فُقد إلى الأبد ليس فقط على صعيد العلاقات بين الأشخاص وإنما أيضًا بين الدول أو بين الجوانب المتنازعة الموجودة اليوم في عالمنا. وبالتالي وفي هذا المعنى ينفتح البابا فرنسيس على الحوار مع الجميع لأنّه يعرف جيدًا أن المسألة ليست مسألة الخير ضدّ الشرّ وإنما هي مسألة مصالح وحسب؛ ولذلك ينبغي أن يتمّ التحاور مع الجميع لأنّه فقط من خلال هذه الطريقة يمكن بلوغ حل وسطي وبالتالي دبلوماسي عالمين أنّه لا يمكننا أن نعتبر أبدًا أن شيئًا ما قد فُقد على الأبد.

وختم مدير صحيفة "الحضارة الكاثوليكية" الأب أنطونيو سبادارو اليسوعي حديثه لإذاعتنا متحدّثًا عن الواقعيّة التي يتحلّى بها البابا فرنسيس وقال إن الواقع يتخطى الفكرة على الدوام بالنسبة للأب الأقدس، واللقاء بالنسبة له هو أسمى من كلّ شيء لأن الأب الأقدس لا يفكّر بحسب محدوديّة الأفكار والأحكام المسبقة وبالتالي هو يدرك بالكامل الصعوبات الموجودة في كل لقاء ولكنّه في الوقت عينه لا يريد أن يضع مقدمات أو استنتاجات بل يفضل أن يلتقي بالأشخاص وأن يكون صادقًا وصريحًا خلال لقائه بهم، لأنّه من خلال لقاء واقعي وحيد يقول خلاله كل فرد ما يفكّر به بصدق يمكننا أن نتوصل إلى نظرة نحو المستقبل.