موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٦ مايو / أيار ٢٠١٦
خدمة اللاجئين اليسوعية توقف مساعداتها نظرا للوضع الخطير في حلب

بقلم: فرانشيسكو بيلوسو ، ترجمة: منير بيوك :

تم إرسال سلسلة من النداءات داعية إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار في حلب ومدن أخرى في جميع أنحاء سوريا. وصدرت إحدى النداءات عن خدمة اللاجئين اليسوعية التي أصدرت مؤخراً بياناً عاجلاً يشير إلى أنها اضطرت إلى تعليق مساعداتها للاجئين بسبب التصعيد العسكري الخطير الذي أسفر عن خسائر فادحة خاصة في أوساط السكان المدنيين. وذكرت خدمة اللاجئين اليسوعية في بيانها: "كإجراء وقائي، علقنا على الفور جميع أنشطتنا (التي تشمل مركز التوزيع، العيادة الطبية، والمطبخ) في حلب حتى إشعار آخر. ولمصلحة السكان المدنيين في حلب ولسلامتهم، ندعو جميع الفصائل المتحاربة إلى وقف جميع الأعمال العدائية فوراً. كما نود أن نعرب عن تضامننا مع جميع المتضررين، ونصلي من اجل ان يعود السلام الى حلب والى كل سوريا".

دعا الأب كاميلو ريبامونتي رئيس مركز أستالي في روما (وهو الفرع الإيطالي لمركز اللاجئين اليسوعية) إلى اتخاذ خطوات محددة. قال: "إننا نناشد المؤسسات الوطنية والمؤسسات الدولية، والمنظمات الدولية، والهيئات الدبلوماسية العاملة في المنطقة للقيام بما هو ضروري لتحقيق وقف لإطلاق النار في حلب وفي سورية ككل". وأضاف: "لقد ضاق الشعب السوري بهذا الوضع ذرعاً. من الضروري فتح الطريق إلى السلام بصورة فورية. لذلك ندعو أوروبا على فتح قنوات إنسانية على الفور بغرض السماح بمرور الشعب السوري، من أجل تمكينهم من تقديم طلب اللجوء بأمان. وهناك حاجة إلى تأشيرات مؤقتة فضلاً عن اتخاذ تدابير للترحيب بالرجال والنساء كونهم الضحايا الأبرياء لصراع بحاجة إلى وضع حد فوري له". فالمعلومات التي ترد إلى خدمة اللاجئين اليسوعية مقلقة بشكل كبير، حيث يتم ضرب المدينة والمناطق المحيطة بها بالقنابل، علماً أن المدنيين هم الأكثر تضرراً نظراً لأنه بات من المستحيل تقديم المساعدة والدعم لهم.

الأحد الماضي، تحدث البابا فرنسيس عن الأزمة السورية قائلاً: "لقد علمت ببالغ الحزن عن الأخبار المثيرة القادمة من سوريا، وعن دوامة العنف التي لا تزال تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني البائس في البلاد، خاصة في مدينة حلب، مما يتسبب بسقوط الضحايا الأبرياء، حتى بين الأطفال والمرضى، إضافة إلى الذين يقدمون تضحيات جليلة أثناء محاولتهم مساعدة جيرانهم". وبعث البابا النداء التالي: "أحث جميع المعنيين في النزاع إلى احترام وقف إطلاق النار وتعزيز الحوار الجاري، الذي يشكل الطريق الوحيد المؤدي إلى السلام".

ورسم المتحدث باسم اليونيسيف الإيطالي أندريا إياكوميني صورة مقلقة في التقرير الذي قدمه لراديو الفاتيكان، حيث قال: "بطبيعة الحال، فإنه من غير المجدي الاستمرار في الحديث عن آمالنا في التوصل إلى اتفاق سلام. هناك حاجة إلى الحصول على إجابات فورية، والامر الأكثر إلحاحاً هو إنشاء ممرات إنسانية في المدن الثمانية عشر التي تخضع للحصار، وذلك من أجل تمكيننا من الوصول إلى أجزاء من حلب وإلى سورية ككل، حيث يعيش هؤلاء الناس تحت الحصار خاصة الأطفال". "إن اليونيسف تطلب تدخلاً إنسانياً في المناطق التي تشتد فيها الأزمة بصورة فظيعه، بدءاً من حلب. ويعني ذلك السماح للصليب الأحمر ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية، والهلال الأحمر، وجميع الآخرين بالدخول".

ويشير ممثلو اليونيسيف إلى أن جميع الأطراف تنتهك ميثاق حقوق الطفل على أساس يومي. وبموجب هذه الميثاق، فإن المجتمع الدولي هو المسؤول المباشر عن حماية هذه الحقوق. يحاول دبلوماسيون بصعوبة بالغة استعادة وقف إطلاق النار الذي تم انتهاكه. ويعمل مجلس الأمن دون كلل في محاوة لتأمين شروط الحد الأدنى. أخيراً وافق وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ووزير الشؤون الخارجية الروسي سيرجي لافروف على وقف لإطلاق النار الهش الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم الخميس ويستمر ثمان وأربعين ساعة على الأقل، وفي حلب أيضاً. وذكر رئيس الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان أن استخدام التجويع كسلاح ضد السكان هو جريمة حرب، كما دان إلقاء الجيش السوري القنابل على حلب. وفي هذا الأثناء، وافق مجلس الأمن الدولي في الأيام الأخيرة على قرار يطالب جميع الأطراف المتحاربة إلى تجنب القيام باعتداءات وعلى ممارسة العنف بشكل عام ضد المستشفيات، وذلك يشمل العاملين في المجال الإنساني الذين يوفرون المساعدات الطبية. كما تم الإيضاح بأن من يرتكب مثل هذه الأفعال يتوجب أن يخضع للتحقيق والمقاضاة.

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن كل من يهاجم مستشفى إنما يرتكب جريمة حرب. ففي الأيام الأخيرة، هاجمت قوات النظام والجهاديين اثنين من المستشفيات في حلب. وتجدر الإشارة إلى أنه فضلاً عن الأحداث الدامية الأخيرة، أصيبت المؤسسات الصحية في البلاد بأضرار جسيمة نتيجة الحرب التي دامت خمس سنوات. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة السكان الذين تكبدوا عشرات الآلاف من الضحايا. ولا بدّ من ذكر نقطة أخرى هامة هو أن مستشفيات ومراكز طبية قد أصيبت في العديد من الصراعات المندلعة في أنحاء مختلفه من العالم، ابتداءً من سوريا إلى أفغانستان، إلى العراق، واليمن، وجنوب السودان.