موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٨ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٦
حول لقاء السويد بين البابا فرنسيس والقيادات الإنجيلية العالمية

بيروت - فيوليت حنين مستريح :

عقد المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، يوم الخميس، ندوة حول "اللقاء التاريخي في السويد بين قداسة البابا فرنسيس والقيادات الإنجيلية العالمية"، وذلك بمناسبة مرور خمسمائة عام على حركة الإصلاح الإنجيلي.

وقال المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة: "يتذكر الإنجيليون هذا العام مرور خمسمائة عام على إنطلاق الإصلاح الإنجيلي على يد مارتن لوثر. وقد شاء البابا فرنسيس أن يحضر افتتاح السنة اليوبيلية في السويد"، مؤكدًا أن جميع المسيحيين معمدون باسم المسيح، وهم إخوة على الرغم من الاختلافات التي حصلت بينهم.

وتحدّث المطران جوزيف معوض، رئيس اللجنة الكاثوليكية للعمل المسكوني، عن اللقاء قائلاً: "إن اللقاء الذي سوف يجري في مدينة لوند السويدية بين الكاثوليك واللوثريين يساهم في تقدم الحركة المسكونية. لقد سبق وبدأ الكاثوليك واللوثريون حوارًا لاهوتيًا نتج عنه وثيقتان: وثيقة "التبرير بالإيمان" التي صدرت عام 1999، ووثيقة "من النزاع إلى الشركة" التي صدرت عام 2013، حيث بيّنتا نقاط التلاقي بين الفريقين".

وأضاف "إن الحوار اللاهوتي في الحركة المسكونية أساسي للوصول إلى شركة الإيمان الكاملة بين المسيحيين"، مؤكدًا في هذا السياق بأن "وحدة الكنيسة لا تنتج عن مجهود بشري محض، بل هي عطية من عند الله. وأن المسكونية الروحية تقود إلى توبة القلب وعيش المحبة الأخوية، والغفران المتبادل بين المسيحيين المنقسمين".

أما القس حبيب بدر، راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في بيروت، فقال: "في ٣١ تشرين الأول ١٥١٧ في مدينة وتنبرغ الألمانية، علق الراهب الأوغسطيني مارتن لوثر لائحة من ٩٥ بندًا يعترض فيها على بعض ممارسات وعقائد الكنيسة الكاثوليكية التي رأى فيها خللاً أراد إصلاحه. لتنطلق إثر ذلك عدة حركات إصلاحية في بلدان أوروبية مختلفة، ونشأت عنها أكثر من كنيسة إنجيلية، من بينها الكنيسة اللوثرية في ألمانيا والبلاد الإسكندنافية، والكنيسة المصلحة الكالفينية في سويسرا وهولندا واسكتلندا وألمانيا، والكنيسة الأنغليكانية الأسقفية في إنجلترا. كما نشأت كنائس أكثر تشددًا وانتقادًا".

أضاف "مرت قرون عدة على الخلافات الحادة، والعنيفة أحيانًا، بين الكاثوليك والإنجيليين، وأثّرت على تاريخ أوروبا بشكل كبير، كما على جميع البلدان التي انتشرت فيها الإرساليات الكاثوليكية والإنجيلية حول العالم، بما فيها الأميركيتان الشمالية والجنوبية وآسيا وإفريقيا، كما في الشرق الأوسط. وقد تركت هذه الانقسامات جروحًا عميقة بين الكنيستين لم يكن بالهيّن شفاؤها. إلى أن ظهرت الحركة المسكونية خلال القرن العشرين فقرّبت الكنائس بين بعضها البعض. وكانت الكنائس الإنجيلية اللوثرية والمصلحة والأسقفية من مؤسسي تلك الحركة المسكونية".

تابع: "يعتبر الإنجيليون ٣١ تشرين الأول من كل عام يومًا تاريخيًا يرمز إلى نشوء كنائسهم، ويحتفلون به في الأحد الأقرب إلى ذاك التاريخ ويسمى أحد الإصلاح. ومنذ خمسين عامًا بدأ حوار لاهوتي عالمي جدي ومثمر بين الكنيستين اللوثرية والكاثوليكية بهدف تنقية الأجواء، والوصول إلى أكبر قدر ممكن من التفاهم والاتفاق والمصالحة والتعاون في مجالات عدة".

وأشار القس بدر إلى أنه "بسبب أهمية ذكرى الإصلاح هذه السنة، قررت الكنائس الإنجيلية حول العالم، وخصوصًا اللوثرية، إطلاق احتفالات متعددة خلال سنة اليوبيل. وتم اختيار مدينة لوند في السويد مكانًا لبدئها، كونها المدينة التي تأسس فيها الاتحاد اللوثري العالمي منذ عام ١٩٤٧، كما ولعدم حصر الحدث في ألمانيا، بل منحه طابعًا أوروبيًا أشمل. وفي خطوة تاريخية فريدة، اتخذ قداسة البابا فرنسيس قرارًا بالمشاركة في هذا الاحتفال إيمانًا منه بروح المحبة الأخوية. وقد دعا الكاثوليك إلى اعتبارها خطوة هامة باتجاه المصالحة والتعاون".

تابع "زار مؤخرًا رئيس الاتحاد اللوثري العالمي، المطران منيب يونان، الفاتيكان، واتفق على تفاصيل الاحتفال. وقد اختار المجتمعون المواضيع الآتية لتكون شعار اللقاء. أولاً: التعبير عن الحزن والندم لأجل ما سببته الخلافات القديمة من آلام للكنيستين. ثانيًا: التعبير عن الشكر والامتننان لما توصلت إليه الكنيستان المتحاورتان من أبعاد وأفكار لاهوتية مشتركة وثاقبة. ثالثًا: التعبير عن شعور الكنيستين بالمسؤولية المشتركة بينهما للشهادة للإيمان المسيحي في كل مكان، وبشتى الطرق والوسائل المتاحة، كما التشارك في مجالات الخدمة الاجتماعية التي تبغي إحلال العدالة والسلام في العالم أجمع".

وعن تفاصيل الحدث قال: "صباح الاثنين ٣١ تشرين الأول، تقام خدمة صلاة مسكونية مشتركة يقودها البابا فرنسيس بمشاركة المطران يونان ورئيسة الكنيسة اللوثرية في السويد. وبعد الظهر تبدأ احتفالات موسيقية وفنية يعود ريعها لمساعدة اللاجئين السوريين. ويختتم بوصول البابا والقيادات الإنجيلية، حيث يلقى قداسته والمطران منيب كلمتين في المناسبة. وصباح الثلاثاء ١ تشرين الثاني، يقيم البابا فرنسيس قداسًا في مالمو بمناسبة عيد جميع القديسين بمشاركة كاثوليك السويد".